هناك أبطالاً داخل ميدان المعركة يقاتلون لتحقيق الانتصارات والأمجاد وهناك أيضاً جنود خلف الكواليس يؤدون مهام مطلوبة ومؤثرة ويحملون بداخلهم نفس المشاعر في حالة النصر والخسارة، وإن اختلفت أدوارهم وتأثيرهم العملي، وفي داخل نادي العين بطل دوري الخليج العربي يوجد أمثال هؤلاء الغائبين عن الأضواء والحاضرين بهمتهم، تعرف أهميتهم الإدارة ولا يستغني عنهم لاعبو الفريق ولا جهازهم الفني. ظلوا يرافقون الزعيم أينما حل، يقومون بأعبائهم في جلد وإخلاص وهمة ونشاط، ومن حقهم أن ينالوا في وقت الحصاد بعضاً من حلو الثمرات، أقله الظهور في الأضواء والإعلام، للتعبير عن أنفسهم وما يكنونه من مشاعر وأحاسيس تجيش بها خواطرهم، ويسترجعون من الذكريات حلوها ومرها مع النادي الذي عملوا به ومنحوه من وقتهم وعرقهم، بعد أن ظلوا على الدوام جنوداً مجهولين خلف الكواليس، وإيماناً منا وتقديراً للدور الكبير الذي يقوم به هؤلاء الجنود المجهولون. البيان الرياضي التقت بالعم عبد الله حسين الصومالي الجنسية، سائق أتوبيس الفريق الأول والذي شهد جميع بطولات العين، إلى جانب مسؤول المهمات بالفريق خالد عبد الكريم المصري الجنسية، واللذين أخرجا ما في جعبتهما من ذكريات سنين طويلة مرت بهما داخل قلعة الزعيم. البداية كانت مع العم عبدالله حسين، الذي حكى عن بداياته مع قلعة البنفسج قائلاً: كنت أعمل قبل التحاقي سائقاً بنادي العين، في العديد من الدوائر الحكومية والمؤسسات، قبل أن ألتقي مع محمد عمر إسماعيل مسؤول الباصات بالنادي. ونقلت له رغبتي في العمل بالنادي لأنني كنت أحب العين وأشجع فريقه وبالفعل تم استدعائي عن طريق الديوان وكان المدير العام للنادي وقتها عبدالله محمد هزام، وفي البداية عملت كسائق لجميع الفرق بالنادي، حتى تم تخصيص سائق لكل فريق وقد وقع الاختيار على شخصي لأكون السائق الخاص للفريق الأول. ذكريات لا تنسى وعاد حسين بذكرياته إلى الماضي، موضحاً أن أول بطولة حضرها كسائق للفريق العيناوي كانت في الدوري العام موسم 80- 1981 مشيراً إلى أن هذه البطولة جاءت بعد منافسة شرسة وسباق مثير مع فريق النصر وقد استطاع الفريق البنفسجي أن يحسمها لصالحه في اللحظات الأخيرة. وعن أغلى مكافأة نالها طيلة مسيرته مع البنفسج، قال: أفتخر باليد اليمنى التي صافحت قائد مسيرة النادي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، خلال استقبال سموه للفريق عقب تحقيق أحد الانتصارات، وأنه لن ينسى تلك اللحظة التي وضع فيها صاحب السمو يده على كتفه وقال أمام الحاضرين وقتها: (هذا هو شيبتنا)، لافتاً إلى أنه يعتبر هذا الموقف ميدالية شرف ووسام سيظل يفتخر به طوال حياته ولن ينساه ولن تضاهيه أية جائزة أخرى. أجمل اللحظات وعن أجمل وأسعد اللحظات التي عاشها مع العين قال العم عبدالله: تلك التي يفتخر بها الجميع عام 2003 عندما فاز العين ببطولة آسيا، حيث كانت فرحة عظيمة للجميع، وقمت حينها بنقل الفريق من المطار الأميري الخاص بأبوظبي إلى قصر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وكان على رأس المستقبلين وقتها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي نزل بطائرة عمودية في المطار الأميري لاستقبالهم. وكان برفقة البطل الآسيوي العائد محملاً باللقب القاري الكبير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس نادي العين، رئيس هيئة الشرف، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس النادي، نائب رئيس هيئة الشرف، وحشد جماهيري كبير ملأ الشوارع وقد كان فرحة لا توصف. ذكريات جميلة ومن الذكريات الجميلة التي عاشها العم عبد الله محمد حسين يقول انها كانت في العام 90 عندما تأهل المنتخب الأول لكأس العالم وجاء بطائرة خاصة إلى مطار العين ونقلهم من المطار إلى قصر الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في منطقة المقام بالعين، وبعدها قاد المنتخب بباص العين في مسيرة طافت شوارع دبي وكانت لحظة جميلة وسعيدة للجميع. موقف أمنية لم تتحقق أوضح عبد الله حسين، عن أمنية كانت تراوده مع العين ولم تتحقق، قائلاً: تمنيت أن يشارك الزعيم في كأس العالم للأندية التي استضافتها العاصمة أبوظبي في وقت سابق، أما اللحظات الحزينة التي يتذكرها مع العين فيقول: كانت عام 1987 وتحديدا في شهر رمضان عندما خسر العين البطولة أمام الوصل. حيث كان الفريق البنفسجي متقدما بهدفين دون مقابل، وكان الوصل حينها يلعب بتسعة لاعبين بعد أن تم طرد لاعبين منه، ولكنه قلب كل التوقعات وتعادل في اللحظات الأخيرة ليحتكم الفريقان لركلات الجزاء الترجيحية ويخسر العين، ويومها كان كل شيء حزينا بالنسبة لنا، وكذلك من اللحظات الحزينة، عندما تعرضنا لنفس الموقف الذي تعرض له في الموسم الماضي بخطر الهبوط موسم 85-1986. لقاء حسرة ضياع الحلم عبر خالد عبد الكريم، عن حسرته لعدم تمكن العين من المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية التي استضافتها الدولة بأبوظبي في وقت سابق، كما أكد أنه عاش لحظات حزينة بعد خروج الفريق من نصف نهائي دوري أبطال آسيا في الموسم السابق بعد أن كان قاب قوسين من النهائي، قبل أن يخسر أمام الهلال السعودي في لقاء الذهاب بالرياض. وهي الخسارة التي تسببت في الخروج، وقال إنه لو كان قدر العين تجاوز الهلال إلى النهائي لحصل على اللقب الآسيوي للمرة الثانية، ولكن إرادة الله كانت غالبة، وتوقع أن يعود العين ويشارك في مونديال الأندية الذي سيقام بالدولة بعد عامين بإذن الله. الأجواء تحفز على النجاح والإنجازات عمل مسؤول المهمات بنادي العين المصري خالد عبد الكريم محمد حسن مع النادي منذ العام 1997 وحتى الآن وحضر مع الفريق جميع البطولات الداخلية والخارجية التي تحققت خلال هذه الفترة، كما حضر تتويج العين باللقب الآسيوي، ووصوله إلى النهائي مرتين، وعن طبيعة عمله بالنادي يقول إنه مسؤول عن التجهيزات والمعدات وطلبيات المواسم من ملابس ومعدات للمعسكرات والتمارين. موضحاً أن بداية عمله كانت على أيام حمد بن نخيرات العامري، وظل يعمل طوال هذه الفترة في أجواء تسودها روح العائلة والتكاتف والتعاون والود المتبادل بين الجميع، ففي نادي العين لا وجود لرئيس ومرؤوس، بل الجميع يعملون على قلب رجل واحد من أجل هدف واحد وهو تحقيق النجاح والانتصارات، وهذا هو السر الذي وضع العين في المقدمة دائما وجعله يتردد على منصات التتويج. وسام شرف كما أكد مسؤول المهمات العيناوي، أن لحظة حصول العين على لقب آسيا في وقت سابق من عام 2003 كانت هي الأسعد والأغلى للجميع، لافتاً إلى أنها لحظة لن ينساها أبداً لأنها أتاحت له دخول قصر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصافح الشيوخ، وهو سام شرف وفخر سيظل معلقا على صدره دائماً. وعن علاقته مع اللاعبين والإداريين في نادي العين، نوه، أنهم جميعا يتعاملون معه كأخ لهم، ويحيطونه دائما بالود والحب، لا سيما ان الأجواء في نادي العين محفزة دائما على العمل والإنتاج لأن الجميع يعمل بتواضع وتجرد لخدمة الزعيم، لدرجة أن بعض الإداريين أحيانا يجمعون معه الكرات والمعدات عقب التدريبات. وأضاف: علاقتي مع جميع اللاعبين طيبة ويسودها الاحترام والود، ليس فقط على مستوى المواطنين، بل حتى الأجانب لأنهم يتأقلمون بسرعة مع الأجواء العائلية في النادي، فبعد أسبوع من قدوم اللاعب الأجنبي تشعر أنه قضي سنوات عديدة، حيث انه سريعا ما يتطبع بطباع العين، بسبب التعامل الراقي والمميز الذي يعتبر صفة ملازمة ومتوارثة يحملها كل لاعب وإداري بالفريق.