×
محافظة المنطقة الشرقية

التوعية أساس الصيام الآمن لمرضى السكري

صورة الخبر

المَدرسة ميدَان للتَّربية والتَّعليم، ومَنهل لاكتسَاب المَعرفة، ولَا يَليق بِهَا أنْ تَكون سَبَبًا في التَّضييق عَلَى الأُسَر المحتَاجَة، أو العَوائِل الفَقيرَة.. هَذا كَلام لَا أَقوله مِن بَاب الرَّجم بالغَيب، وإنَّما مِن بَاب الوَاقِع، المُستنِد عَلى الأدلّة والوَقَائِع..! قَبل أيَّام، اتّصل بي أَحَد الأصحَاب؛ مِن ذَوي الدَّخل المَحدود، والرِّزق المَحصور المَعدود.. اتّصل بِي طَالبًا أنْ أُقرضه أَلف ريَال، عَلى أنْ يُسدِّدها حِين يَقبض رَاتبه آخر الشّهر، ولَم أَعْهَد هَذا الصَّديق مِن أَصحَاب «السُّلفَات»، أو الذين يَعتدون عَلى رِزق المُستَقبل بالاستدَانة أو غَيرهَا، لذَلك سَمحتُ لنَفسي وتَطفّلت وسَألته: لِمَاذا تُريد هَذا المَبلغ؟ فقَال لِي: «يَا أبَا سُفيان، أنتَ تَعرف أنَّ الأب ضَعيف أمَام طَلبَات بَنَاته، ومَدارس البَنَات -هَدَاهم الله- طَلبوا مِن بَنَاتي مُستَلزمَات بمُوَاصَفَات مُحدّدة، مِن أزيَاء وأَحذيَة، للمُشَاركة في احتَفالٍ خَاص تُقيمه المَدرسة للطَّالبات المُتفوِّقَات، ولَا تَقل التّكلفة عَن 500 ريَال لكُلِّ طَالبة، ويَجب علينَا شِرَاء هَذه المُتطلّبات، لأنَّها إلزَاميّة مِن مَدارسهنّ، لذَا لَم أَجِد مَنَاصًا ولا فكَاكًا مِن أنْ أَرْفَع سَمّاعة الهَاتف، لأتّصل بِكَ طَالبًا هَذا المَبلَغ، حتَّى يفرجها الذي لَا تَنام عَينه»..! بَعد ذَلك بيَومين سَمعتُ خَبرًا -لَا أَدرى مَدى صِحّته- في إحدَى الإذَاعَات، عَن إلزَام بَعض أو إحدَى المَدارس؛ للطَّالبات اللَّوَاتي سيَتخرَّجنّ نَهاية هَذا العَام، أو يَنتقلن مِن صَفٍّ إلَى آخر، بدَفع 1000 ريَال، لتَنظيم حَفل تَكريمي لَهُنّ، ممَّا دَفعني إلَى الذّهول والاستغرَاب، فلَو كَان عَدَد الطَّالِبَات 200 طَالبة عَلى الأقَل، فهَل يُعقل أنْ تَكون تَكلفة الحَفل 200 ألف ريَال..؟! أكثَر مِن ذَلك، هُنَاك مُنغّصات أُخْرَى، رُبَّما تَكون أكثَر إقلَاقًا لبَعض أوليَاء أمُور الطَّالِبَات، مِن تَكاليف حَفل موسمي، ألا وهي المُستلزمات والطَّلبات المَدرسيّة الأسبوعيّة، التي تُرهِق مِيزانيّة العَائِلات الفَقيرة، مِثل تَكليف الطَّالِبَات بأعمَال فَنيّة، تُنفّذ بمَوادٍّ غَالية الثَّمن، وبَعد تَسليم العَمل الفنّي، يُلقى في مستودع المَدرسة، أو يُعاد إلَى الطَّالبة لتُعلفه أقرَب «سلّة مهملات»..! هَذه القصَص لَيست شَخصيّة، بمَعنَى أنَّها لَم تَحدُث مَعي، بَل تَحدُث مَع كَثيرين، مِمَّن لَديهم بَنَات في مَدارس تُثقل كَاهلهم؛ بأعبَاءٍ لَا عَلَاقة لَهَا بالعِلْم ولا بالتَّربية، وإنَّما هي أقرَب إلى الدِّيكور والمَظَاهر والشَّكليّات..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أُوجّه رِسَالة إلَى المُعلّمات، اللَّوَاتي يُثقلن في طَلبَاتِهنّ عَلى البَنات، أَقول فِيها: «رَاقبن الله في الطَّالِبَات، فلَيست كُلّ الأُسَر غَنيّة مِثلكنّ، وصدّقوني إذَا قُلتُ لَكُنّ؛ أنَّ هُنَاك بَعض الأُسَر قَد تَتأثَّر ميزَانيّة مَعيشتها؛ إذَا نَقَصَت مِنها خَمسون ريَالًا فَقط»..!!! T: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com