يقول محمود تراوري: عبدالعزيز خزام هو أخطر من عمل في الصحافة الثقافية!! اتفق مع محمود ان الخزام هو أنجح الذين عملوا في الصحافة الثقافية في “البلاد” وفي وقت كانت الصحيفة فيه تتضور فقراً، كانت “روافد” الخزام الاسبوعية مادة ثقافية تتجاوز حدود الكان.. وتواضع امكاناته.. كانت الاثري.. والأكثر عمقاً.. والأكثر مقاربة لمفهوم العمل الصحفي ذي الصبغة الثقافية.. كانت جديرة بالقراءة وكفى! ثم حين ضاقت (البلاد) بأهلها.. وضاقوا هو بحالها.. البلاد كبرج بيزا تميل تميل أبدا ولا تسقط.. غادر الخزام البلاد.. وتحققت امنية قديمة لعبالمحسن يوسف ان تكون روافد الخزام ضمن صفحات أسبوعيته يوم ان كانت عكاظ الاسبوعية ميدانا لحبره الفصيح. (خروج عبدالمحسن) من عكاظ قصيدة حزينة لم يروها حبره الفصيح بعد.. أحسبه رثى نفسه باكرا يوم ان أبكى عشاق مداده قائلاً ذات شجن: من ببابي؟ ربما كان عذابي وكان ان ارتحل الخزام نحو عكاظ.. وجفت من بعده الروافد.. ثم لم تعد الى الجريان ابدا وفي قمقم عكاظ وجد الخزام ذاته سجيناً (عكاظ على الثقافة واهلها أسد من سجاني جوانتنامو) ولم تعد المساحة ولا المحاذير تسمح لنظائر روافد ان تعبر نحو النور، رغم فارق الامكانات هذه المرة! وأصبح أقصى ظهور لصاحب الروافد خبرا عابرا تدرك ولو لم تقرأ اسم كاتبه انه نزف مداد مثقف خطير جداً اسمه عبدالعزيز خزام قاده القدر الى المكان الخطأ مرتين!!