تضاربت الأنباء حول نتائج المعارك الدائرة بين «حزب الله» اللبناني وقوات النظام السوري من جهة و «جيش الفتح» المعارض من جهة اخرى في جرود عسال الورد في القلمون شمال دمشق وقرب حدود لبنان، في وقت حققت جماعة محسوبة على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) تقدماً في ريف درعا جنوب البلاد. واستمرت المواجهات العنيقة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في جسر الشغور في شمال غربي البلاد، واتهم معارضون قوات النظام بإلقاء براميل فيها غاز سام قرب المدينة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان «حزب الله» اللبناني تمكن مدعماً بقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من السيطرة على تلال بجرود عسال الورد في القلمون، عقب اشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة ترافقت مع قصف عنيف ومكثف بالصواريخ والمدفعية والطيران الحربي، على مناطق سيطرة النصرة والمقاتلين وسط انباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، لافتاً الى ان «الاشتباكات مستمرة بينهما في مناطق أخرى في جرود القلمون وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وأكد مصدر ميداني سوري تقدم «الجيش (النظامي) السوري وحلفائه» في محيط بلدة عسال الورد وجرودها المتاخمة للبنان (شرق). وكان الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله توعد الثلثاء بـ «معالجة» الوضع في منطقة القلمون السورية حيث تنتشر مجموعات مقاتلة من المعارضة وأخرى متطرفة، رافضاً تحديد زمان او تفاصيل العملية، مشيراً الى «انها ستفرض نفسها على الأعلام» متى بدأت. واعتبر مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن ان «ما يجري عملية قضم، وليس عملية عسكرية كبيرة»، واصفاً المعارك الجارية في القلمون بأنها «بمثابة جس نبض يقوم به كل من الطرفين لمعرفة قدرات الطرف الآخر». وأضاف: «تمكنت قوات النظام والحزب من السيطرة على تلال عدة مشرفة على عسال الورد، بعد قصف مكثف استخدمت فيه صواريخ بركان الإيرانية وصواريخ ارض- ارض المتوسطة المدى اطلقها الجيش السوري، والقصف الجوي». وتتواجد قوات النظام اصلاً في عسال الورد، وهي بلدة صغيرة متاخمة للحدود اللبنانية. وأشار عبد الرحمن الى ان المعارك المستمرة منذ يوم اول امس «بقيادة حزب الله ومشاركة قوات من الجيش السوري، لا سيما لواء الحرس الجمهوري». وفي نيسان (ابريل) 2014، سيطرت قوات النظام و «حزب الله» على مجمل منطقة القلمون وطردت مقاتلي المعارضة منها. لكن المئات من هؤلاء تحصنوا في مناطق جبلية في القلمون، وهم ينطلقون منها لشن هجمات على مواقع قوات النظام والحزب. الا ان مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن اعتبر ان التقدم الذي أحرز امس «ليس استراتيجياً، والمعارك ليست بالحجم الذي يصوره الإعلام»، متحدثاً عن «تضخيم اعلامي» لما يجري في القلمون. ورأى ان «التقدم المشار اليه اعلامي اكثر منه استراتيجياً، ويهدف الى رفع معنويات» قوات النظام بعد سلسلة الخسائر الأخيرة التي تعرضت لها. ونفى ناطق اعلامي في «جبهة النصرة» في القلمون في اتصال مع وكالة «فرانس برس» انسحاب الجبهة وحلفائها من اي من مواقعهم في القلمون، مؤكداً ان «كل حديث عن تقدم لحزب الله غير صحيح». وأشار الى ان الاشتباكات «تتركز في منطقة عسال الورد». وأعلن قبل ايام عن تشكيل «جيش الفتح في القلمون». ويأتي بعد تجمع فصائل عدة بينها «جبهة النصرة» في ما عرف بـ «جيش الفتح» في ادلب (شمال غرب) حيث تمكن من طرد قوات النظام من مناطق عدة. وقالت مصادر «جيش الفتح» ان مقاتليه «واصلوا تحقيق انتصاراتهم (امس) وسيطروا على نقاط جديدة لحزب الله وقوات الأسد في القلمون الغربي، في حين مارس حزب الله حربه الإعلامية بانتصارات وهمية». وأفادت مصادر ميدانية بأن «مقاتلي جيش الفتح تمكنوا من السيطرة على مراكز جديدة لحزب الله في جبال القلمون التي تعد النقاط الأولى لمدخل قرية الجبة وعسال الورد، في حين قام الحزب باستقدام تعزيزات عسكرية لاستعادة المناطق التي فقدها وسط اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط العشرات من عناصر الدفاع الوطني وميليشيا حزب الله بينهم أحمد جمعة الملقب بـ «الزاروب» أحد قادة ميليشيا الدفاع الوطني في القلمون». ونفى «تجمُّع إعلاميي القلمون» في بيان «أي تقدُّم لقوات الأسد وحزب الله في منطقة القلمون، ذلك ردًّا على ادعاءات حزب الله بسيطرته على بلدة عسال الورد بالقلمون»، لافتاً الى ان «البلدة تقع تحت سيطرة جيش الأسد وميليشيا حزب الله منذ نحو عام». كما اشار الى ان «حزب الله ونظام الأسد سيطروا قبل نحو عام على معظم مدن وبلدات القلمون الغربي، أبرزها: النبك ويبرود والقطيفة وعين التينة، فيما تتمركز كتائب الثوار في التلال والجبال المحيطة». وأكد الموقع الرسمي لتجمع «واعتصموا بحبل الله» أن كتائب جيش الفتح تمكنت من التصدي لهجوم من عناصر حزب الله من جهة بلدة الطفيل على الحدود اللبنانية السورية وكبدوهم خسائر فادحة»، لافتاً الى انه الهجوم الثاني حيث تمكن الثوار من إحباط محاولة عناصر حزب الله من الالتفاف على مواقع الثوار في منطقة القلمون انطلاقًا من جرود نحلة اللبنانية». «داعش» في الجنوب في جنوب سورية، قال «المرصد» ان «الاشتباكات مستمرة بين لواء شهداء اليرموك (القريب من داعش) من طرف وجبهة النصرة وفصائل إسلامية من طرف آخر في محيط بلدة حيط القريبة من سحم الجولان في ريف درعا الغربي، وسط تقدم للواء شهداء اليرموك في المنطقة، وترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل بين الطرفين»، لافتاً الى «إصابة سيدة وابنها واستشهاد مواطنين في القصف المتبادل بين لواء شهداء اليرموك من جهة والنصرة والفصائل الإسلامية من طرف آخر في ريف درعا الغربي». وكان تكتل من فصائل معارضة طرد «جيش الجهاد» المحسوب على «داعش» من بلدة القحطانية آخر معاقل التنظيم المتطرف في القنيطرة قرب الجولان المحتل. وتمكن «لواء شهداء اليرموك» نهاية الشهر الماضي من السيطرة على مقر لـ «جبهة النصرة» في بلدة سحم الجولان في الريف الغربي لدرعا، وسط جدل ازاء صحة مبايعة قائد «لواء شهداء اليرموك» المعارض «أبو علي البريدي» الملقب بـ «الخال» لتنظيم «الدولة الإسلامية». في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» إن «اشتباكات عنيفة» تواصلت امس بين «مقاتلي فصائل إسلامية من جهة، ولواء الفاطميين الأفغاني ومقاتلين عراقيين من الطائفة الشيعية وضباط إيرانيين وحزب الله اللبناني وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، في محيط حاجز العلاوين وتلال محيطة بقرية فريكة في ريف جسر الشغور، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين ترافق مع قصف متبادل بين الطرفين، وسط تنفيذ الطيران الحربي ما لا يقل عن 20 غارة منذ صباح اليوم (امس) على محيط المنطقة». وألقى الطيران المروحي «برميلين متفجرين على مناطق في قرية الشغور بريف مدينة جسر الشغور، كما استشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفل نتيجة قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة لمناطق في بلدة كفرعويد بجبل الزاوية ظهر اليوم بينما استشهد رجل من بلدة النيرب متأثراً بجروح اصيب بها بسبب قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على البلدة منذ نحو 5 ايام، في حين انفجرت فجر اليوم عبوة ناسفة قرب سيارة قائد لواء اسلامي من بلدة سرمين» في ريف ادلب. كما دارت «اشتباكات بين مسلحين محليين من بلدتي الفوعة وكفريا وقوات الدفاع الوطني من طرف، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من طرف آخر على الجهة الشرقية لبلدة الفوعة التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية والمحاصرة من قبل الأخير، ما ادى إلى مقتل عنصرين اثنين من المسلحين المحليين»، بينما نفذ الطيران الحربي 4 غارات على مناطق في بلدة ابو الظهور وقرية طلب بمحيط مطار ابو الظهور العسكري والمحاصر من قبل «جبهة النصرة» والفصائل الإسلامية.