مشهد يتكرر في دور السينما وأفلام «الأكشن»، إلا أنه كان حلاً «لأم خالد» بعد أن ضاقت بها السبل، ليطمئن قلبها على ابنها ذي السبعة أعوام داخل مركبة «الأجرة» بوضعها جهاز «تتبع» دون أن يشعر به قائد المركبة. غيابات السائق المتكررة عن «أم خالد» جعلها تلجأ إلى توفير جهاز «تتبع» صغير في مكان مخفي عن الأنظار داخل المركبة، إذ استطاعت من خلاله مراقبة سائقها عندما يكون بصحبة أطفالها عند عودتهم من المدرسة، بتتبعه عبر جهاز الكومبيوتر الشخصي لها أو جهازها في عملها، إذ لا يتطلب منها سوى اسم مستخدم ورقم سري للوصول إلى المركبة المراقبة. ولم تكن «أم خالد» الوحيدة التي تتتبع أطفالها بهذه الطريقة، إذ يشهد جهاز «التتبع» إقبالاً كبيراً، كما أكد ذلك أحد مندوبي بيع الجهاز ممدوح عزت لـ «الحياة»، إذ تم خلال عامين بيع أكثر من ستة آلاف جهاز تتبع، موضحاً أن غالب الزبائن كانوا من السيدات اللاتي تم تركيب الجهاز لهن في مركباتهن الخاصة بالسائقين، وتأتي في المرحلة الثانية الشركات التي تطلب أن تُراقب مركباتها الخاصة الممنوحة للموظفين لأداء أعمالهم. وقال: «إن هذا الجهاز يرتبط بشريحة بيانات توضع فيه وتكون صالحة لمدة عام ويتم تجديدها من الشركة البائعة للجهاز، ويعمل الجهاز على حساب المسافة وعدد مرات التشغيل ومكان وجود المركبة بالتحديد، وذلك عن طريق ربطها باسم مستخدم ورقم سرّي للمُتتبع يستطيع الوصول إليه من أي جهاز في أي مكان في العالم، ويستطيع تحديد موقعها عبر الأقمار الاصطناعية بتقنية الـ(جي بي ار اس)، إذ يمتلك ذاكرة داخلية، وفي حال عدم توافر خدمة الـ(جي بي ار اس) يقوم جهاز التتبع بإرسال معلومات الموقع عن طريق الرسائل القصيرة للرقم المُتتبع». ويصف عزّت الجهاز بأنه مصمم على أعلى المواصفات العالمية وباستخدام أحدث أنظمة التتبع، ومصمم للعمل تحت أقصى الظروف الطبيعية مثل الحرارة العالية والبرق، كما يمكنه استقبال إشارات تحديد المواقع من الأقمار الاصطناعية، ويخضع للضمان الفني لمدة عام كامل من تاريخ الشراء. وتبقى المفارقة في الهدف من «جهاز التتبع» والذي صنع لتتبع المركبات عند السرقة، إذ يوجه في السعودية للرجل صاحب المركبة، ولكن المرأة كانت الزبون الأول في توجيه الجهاز لراحتها في تتبع مركبة سائقها بعيداً عن أمر السرقة تماماً