ظل الأمير سعود الفيصل ربانا ماهرا للخارجية السعودية منذ أن تسلم السفينة من والده الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز في الـ25 من مارس (آذار) عام 1975, وحتى الأسبوع الماضي عندما قرر أن يترجل، في لحظة لم يتوقعها أحد حتى زملاؤه الذين عاصروه على مدى 40 عاما على رأس دبلوماسية الرياض. مدحه نظراؤه في كل أنحاء العالم، ووصفه وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بفقيه السياسة والدبلوماسية، وأنه سيبقى في ذاكرتهم معلما تاريخيا بارزا. وقالوا في بيان أصدروه بعد إعلان ترجله عن منصبه، إنه سيظل محل تقديرهم واعتزازهم البالغ. وثمنوا الجهود المخلصة والمتفانية التي بذلها طوال العقود الأربعة الماضية، لنصرة القضايا الخليجية والعربية. من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الفيصل «لم يكن أقدم وزير خارجية في العالم فقط، بل أكثر وزراء الخارجية حكمة، وقد عمل مع 12 من وزراء الخارجية الأميركيين السابقين، وكان محل إعجاب الجميع». أما ميخائيل غورباتشوف، آخر رؤساء الاتحاد السوفياتي السابق، فقد قال عنه في وقت سابق «لو كان لدي رجل كسعود الفيصل، ما تفكك الاتحاد السوفياتي». وبالنسبة لصائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، فإن الفيصل كان يبعث الاطمئنان لديه ولدى بقية القيادة الفلسطينية عندما يكون حاضرا في أي اجتماع يخص القضية الفلسطينية إذ كانوا يعتبرونه «صوت فلسطين العالي». ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «وصيته لي كانت دائما القدس، وطالما قال لي لا معنى لفلسطين من دون القدس». بدوره، يقول ناصر جودة، نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية لـ«الشرق الأوسط»، إن الأمير الفيصل «مخزون استراتيجي للأمة العربية والعالم بحنكته وحكمته وثقافته الواسعة وحضوره المميز ومهاراته الدبلوماسية والسياسية». ويضيف أن «حضور الفيصل كان مميزا في المحافل الدولية وكلماته كانت دائما منتقاة ودقيقة وهو معروف لدى كل الذين عملوا معه كزميل وأخ كبير وعميد لوزراء الخارجية العرب».