الأحساء ـ الشرق أوضح الدكتور سعيد الحسيني، أن فرصة إعادة إحياء منطقة «النواة» (القلب القديم) في الهفوف ما زالت قائمة، على الرغم من التدهور العمراني الذي أصابها نتيجة الهدم وزحف المناطق التجارية وإهمال الملاك الأصليين مساكنهم والممارسات الخاطئة للعمالة الوافدة التي سكنت المنطقة. وقال الحسيني خلال محاضرة أقامها قسم الدرسات الاجتماعية في كلية الأداب بجامعة الملك فيصل في الأحساء مؤخراً تحت عنوان «شخصية العمران لمنطقة النواة بمدينة الهفوف»: على الرغم من ذلك، لم تؤد كل تلك الأفعال إلى طمس الهوية التاريخية لهذا الجزء من المدينة، إذ ما زال يقاوم تحديات التغريب بدرجة أو بأخرى، وبالتالي فالفرصة قائمة لإعادة إحيائه. وشدَّد الحسيني على أن مباني منطقة النواة والقلب القديم للمدينة تحتاج إلى تسجيل وعمل قاعدة بيانات تفصيلية لكل بيت، ويوقع ذلك على خرائط تفصيلية ضمن مشروع للحفاظ على شخصية العمران فيها، وأن يتم نزع ملكية مباني تلك المنطقة وتعويض أصحابها، ثم توضع خطة موحدة للمنطقة مستوحاة من العمارة الإسلامية. كما طالب بتطوير البيئة الخارجية وتحسين شبكة الطرق وربطها بكافة أجزاء المدينة. وكان الحسيني قد استهل المحاضرة التي أدارها عضو هيئة التدريس في قسم الدرسات الاجتماعية، الدكتور فضل الراشد، بالتأكيد على أهمية العناية بتطوير مراكز المدن في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن ذلك أصبح بشكل عام مطلباً تنموياً ضرورياً، نظراً لما تمثله هذه المراكز من قلب نابض لمدنها ومنطقة التقاء لأعمالها التجارية والخدمية، إضافة إلى أن المركز هو العنصر الرئيس في أي مدينة يعكس الصبغة الإنسانية من جراء كونه بيئة لأكبر تجمع عفوي يومي لجميع طبقات المجتمع. وقال: أدّى الضغط الحضري ونمو المدن في النصف القرن الأخير إلى تدهور القلب القديم أو منطقة النواة بالمدينة.