كتبت انتصار ذياب: قدم الشاعر والموسيقي والمخرج المسرحي فيصل التميمي أخيرا أوبريت «أنا الانسان»، والذي يتناول قضية الحاجز النفسي الأزلي بين السليم والمعاق وضرورة ازالة هذا الحاجز لدمج هذه الفئة في المجتمع بشكل فعلي، واستثمار طاقات معطلة تساهم في عملية التنمية المجتمعية. الأوبريت وجد صدى واسعا واستحسانا على المستويين الفني والشعبي، وهو أمر ليس بجديد على فنان يهتم بعمله ويتابع أدق تفاصيله مثل التميمي، فلا عجب ان ظهرت أعماله الفنية بهذا المستوى. وللفنان القطري أعمال أخرى تحاكي التراث، وكأن روحه لا تستلهم الا ما هو جميل، وبنظرة على عمل ابداعي آخر نتوقف عند أوبريت الطبعة، وهو عمل مأخوذ من واقع سحري، ولا ندري هل أخذنا التميمي الى الماضي أم أنه استحضر الماضي وجلبه الينا. بدا التميمي مايسترو متمكنا من أدواته الاخراجية، وبعناصر شابة استطاع ان يخرج طاقاتهم التمثيلية فشكلوا حلقة متكاملة متصلة، واستطاع ان يحركهم بانسيابية على خشبة المسرح حيث شكل الفضاء والبحر وساحله ديكورا لافتا الى انه لم يضف اليه الا مباني موزعة بعناية تحاكي البيوت القديمة مع اضاءة مدروسة لتشكل في مجملها مشهدا سينمائيا مبهرا.