في الوقت الذي تبتعد فيه الأيدي الناعمة عن الأعمال الشاقة والخطرة، لتمارس الأعمال الخفيفة التي توازي إمكانياتها، إلا أن عددا من الفتيات ضربن هذه القاعدة بعرض الحائط وتقدمن إلى وظائف تتعلق بمجال الكهرباء بكل ما تحويها من مخاطر، بل وتجاوزن كل الدورات الوظيفية التي تأهلهن للحصول على هذه الوظيفة ليمارسنها على أرض الواقع كمهنة رسمية بكل احترافية. وفي حين بدأت السعوديات الاتجاه إلى السوق ومشاركة الرجل في التقديم على الوظائف والمعروف عنهن أنهن يتقدمن إلى الوظائف المتعلقة بالمحاسبة والمشتريات والبرمجة والتسويق وغيرها من الأعمال التي لا تتطلب أي مشقة أو ترتبط بمنتج خطر وحساس، ولكن هذه المرة لفت الانتباه وجود عدد من المواطنات يمارسن عملية تجميع الأفياش والمفاتيح الكهربائية في إحدى الشركات المتخصصة رغم أن المهنة خطرة وحساسة إلا أنهن يمتهننها بكل احترافية ويسر، حيث أوضحن لـ"الوطن" أنهن يعملن في هذا المجال منذ فترات طويلة بعد أن تجاوزن عدة اختبارات لكي يصبحن مؤهلات لهذا العمل الخطر. من جهته، كشف نائب رئيس العلاقات التسويقية بالشركة المهندس عبدالرحمن الأحمد لـ"الوطن" أن عدد المواطنات اللائي يعملن في هذا المجال يتجاوز الـ700 فتاة سعودية، مؤكدا أن كل المنضمات إلى الشركة يحصلن على دورات مكثفة في عملية الإنتاج وبالتالي تتم مراقبة أدائهن على مراحل عدة ويرتبط ذلك الأمر مع الجودةـ حيث تمر المواطنة بعدد من المراحل من خلال تجميع القاطع إلى التجهيز النهائي ليتم بعد ذلك وضعها في اختبار أخير للتأكد من ضمان الجودة العالية، وفي حال تجاوزت المرحلة النهائية يتم توظيفها. وأضاف الأحمد أن ذلك الحرص يأتي كون المنتج الكهربائي خطرا وحساسا وجودته تنعكس في أدائه، وفي حال لم يكن آمنا فلا معنى للجودة، مؤكدا أن الهدف من توطين هذه الصناعة بالعنصر النسائي يأتي لدعمهن، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن توسيع الأعداد مرتبط بالإنتاج، مضيفا أنه تم تجهيز مصنع على مساحة 5 آلاف متر مربع مجهز بأفضل خطوط الإنتاج في الرياض، إضافة إلى تحقيقه مبدأ الخصوصية للفتيات فيما يتعلق بالمناولة والإمداد بالمواد الأولية بحيث لا يكون هناك اختلاط من هذه الناحية بما يوازي الحرص على جودة المنتج. وبيّن نائب رئيس العلاقات التسويقية أنه تم تأمين باصات لتوصيل الموظفات من وإلى منازلهن في أوقات محددة، منوها إلى أنهن يعملن بنظام الورديات، حيث كل فريق يقضي ست ساعات ونصف الساعة، إضافةً إلى وجود أوقات للراحة وتناول وجبة الغذاء وأيضا الخدمات الأخرى المقدمة لكي لا تشعر البنت بأي استياء.