يبدو أن صراع البقاء في (دوري عبداللطيف جميل) هذا العام سيكون مغايراً عن الأعوام الماضية كون المنافسة على الهروب من شبح الهبوط ل(دوري ركاء) لا تزال محتدمة بين الفرق على الرغم من تبقي أربع جولات فقط على نهاية الدوري، إذ يُنتظر أن تشهد هذه الجولات صراعاً قوياً وإثارة كبيرة بين الفرق الطامحة في تثبيت أقدامها في الدوري الممتاز في وقت باكر دون الحاجة لانتظار الجولة الأخيرة من عمر الدوري، وسيشتعل الدوري بشكل أكبر بين تلك الفرق خصوصاً وأن المنافسة على اللقب انحصرت بشكل رسمي بين فريقي النصر والهلال، ليس كذلك فحسب بل أن النصر بات قريباً من التتويج بدرع الدوري أكثر من أي وقت مضى عقب تعثر منافسه الهلال في الجولة قبل الماضية بالخسارة من الشباب صفر-1. المهتم بشأن الدوري السعودي لا يتخيل أن يقترب الدوري من نهايته وهنالك أندية كبيرة لم تضمن بقاءها بعد، إلا أن ذلك حدث في النسخة الحالية إذ لم يضمن البقاء في الدوري الممتاز بلغة الأرقام سوى النصر والهلال والأهلي والشباب، والأخيران كانا مهددين حتى الجولة الماضية لكنهما أكدا بقاءهما بعد فوزهما على الفتح والتعاون، فيما يُهدد الهبوط 10 فرق في مقدمتهم بطل (دوري زين) في نسخته الأخيرة الفتح والاتحاد والاتفاق. ثماني نقاط تفصل الاتحاد عن الهبوط.. وبطل الدوري من أبرز المهددين النهضة يُعتبر أقرب الفرق لحجز مقعد في (دوري ركاء) الموسم المقبل كونه لا يمتلك سوى 12 نقطة يتذيل بها الترتيب بفارق تسع نقاط عن أقرب منافسيه الرائد، وإذا ما خسر النهضة في الجولة المقبلة فإنه سيعلن بذلك هبوطه رسمياً قبل ثلاث جولات من النهاية، وهنالك سبعة فرق تتصارع على الابتعاد عن المركز ال13 وذلك بسبب الفارق النقطي المتقارب بينها، فالرائد صاحب المركز ال 13 ب 21 نقطة لا يفصله سوى ثلاث نقاط عن الفتح الذي يحتل المركز السابع ب24 نقطة، أما عميد الأندية السعودية فيُعتبر من أبرز الفرق المهددة بالهبوط إلى (دوري ركاء) إذ لا يفصله عن المركز ال 13 سوى ثماني نقاط، ولا يزال يحتاج إلى أربع نقاط حتى يؤكد بقاءه دون الحاجة للجولات الأخيرة. نعلم جيداً بأن المنطق يقول ان الاتحاد سيضمن البقاء في الدوري الممتاز في الموسم المقبل عطفاً على إمكانياته وخبرة لاعبيه وأمور عدة، إلا أن لغة الأرقام هي الفيصل دائماً في كرة القدم التي لا تعترف بالأسماء ولا بالمنطق وتخدم من يخدمها داخل المستطيل الأخضر فقط، والأرقام التي أوردناها تؤكد بأن أمر بقاء فريق بحجم الاتحاد لم يُحسم رسمياً كونه لا يزال من الفرق التي تتصارع على الهبوط. كما أن هذه الأرقام تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الدوري السعودي في موسمه الحالي يعاني من خلل واضح أدى إلى عدم وجود منطقة دافئة تضم الفرق التي فقدت المنافسة على اللقب وضمنت البقاء كما هو الحال في كل موسم، وباتت الفرق تُقسم إلى متنافسة على اللقب (النصر والهلال) واخرى لم تضمن البقاء إلا في آخر جولاته كالأهلي والشباب، ولعل الخلل الواضح للجميع والذي نتحدث عنه هو تراجع وضعف مستويات جميع الفرق باستثناء النصر والهلال وإن كان الأخير ليس على ما يرام على الرغم من مطاردته للمتصدر، فالأهلي والشباب والاتحاد كانوا في آخر ثماني او سبع جولات يلعبون للمنافسة على اللقب أو حجز مقعد آسيوي، بينما هم الآن يلعبون للبقاء في الممتاز وحجز مكاناً في البطولة الآسيوية. الأهلي والشباب أكدا بقاءهما في الجولة الماضية.. وصراع اللقب بين النصر والهلال إدارات الأندية لا بد أن تستفيد من هذا الدرس بالإعداد الجاد للمواسم المقبلة حتى لا يتكرر ذات السيناريو، فسوء الإعداد وتخبطات إدارات الأندية أدت إلى أن صراع الفرق الكبيرة على الهروب من شبح الهبوط، وما يحدث لبطل دوري "زين" السعودي للمحترفين في الموسم الماضي دليل حي على ذلك كونه من غير المعقول أن يحقق فريق لقب الدوري وفي الموسم التالي يشارك في البطولة الآسيوية كممثل لبلاده وهو مهدد بالهبوط لدوري الدرجة الأولى.