×
محافظة المدينة المنورة

الطقس .. أمطار مصحوبة بعواصف على 9 مناطق بالمملكة

صورة الخبر

أصبح من الواضح للجميع أن بلادنا تعيش حالة من الحيوية والنشاط، من ملامحه إعادة النظر في الهياكل الإدارية وتخفيفها من الترهل والشحوم غير الصحية التي تراكمت عبر السنين، حتى باتت عائقا أمام سرعة حركتها وتفاعلها مع متطلبات الإنجاز.. وجاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ــ حفظه الله ــ في الأيام الأولى لتوليه مقاليد الحكم بإلغاء إثني عشر مجلسا ولجنة، والتعويض عنها بمجلسين للأمن والسياسة والاقتصاد والتنمية، ليؤكد هذا التوجه ويدعم مساره ليشكل ثقافة جديدة تقدر الواجب وتثمن الإنجاز وتعتبره معيار النجاح. ومن أبرز ما يحققه هذا القرار اختصار الكثير من الجهد والوقت والمال، وإيجاد آلية سريعة توفر المعلومات والدراسات والتوصيات التي تبنى عليها القرارات. وقد اتضحت ملامح هذه الحيوية في الاجتماعات المتتالية التي عقدها المجلسان، وترتب على بعضها خروج قيادات عليا في الأجهزة المرتبطة بحياة الناس وما يقدم لهم من خدمات. إن احتواء المجلسين على كل المسؤولين المعنيين يختصر آليات التواصل، ويساعد على سرعة دراسة القضايا وتقديم المقترحات لحلها في الوقت المناسب، بعكس ما ينتج عن المجالس واللجان المتعددة واجتماعاتها وتباعد مواعيدها واختلاف نظرتها وتقييمها للموضوعات المشتركة، فهذا يلغي وظيفة التنسيق ويطيل من أمد البت في القضايا، بل إن اختلاف نظر المجالس المتعددة ولجانها ومستشاريها أضاع الجهد والوقت في مخاطبات لإقناع كل جهة بسلامة وجهة نظرها. وقد تجاوز الأمر بطء الحركة وتضييع الوقت وتفويت المصلحة على محتاجيها إلى تكون ما يمكن أن يوصف بأنه «قوة» اللجان ومستشاريها الداخليين والخارجيين ودفاعهم المستميت عن مواقفهم بغض النظر عن المصلحة العليا. ومبدأ إعادة هيكلة الأجهزة الحكومية ومراكز الإنتاج والمؤسسات الكبرى أثبت سلامته وجدواه علميا وعمليا، فإعادة الهيكلة تستهدف التخلص من أسباب الترهل ومعالجة مواقع الضعف التي تصيب الأجهزة بمرور الزمن وتراكم الأخطاء الإدارية واختلاف الأساليب وآثار اجتهادات القيادات، التي تؤدي ــ مع مرور الوقت ــ إلى ترسيخ ثقافات وأنظمة كثيرة، تبدو في بعض الأحيان متعارضة مما يربك الجهاز والعاملين فيه. وقرار إعادة هيكلة شركة أرامكو السعودية يحمل رسالة مهمة واضحة تؤكد أن الهدف الأساس هو زيادة فعالية مؤسسات الإنتاج وتصحيح مسارها، مهما كانت نجاحاتها في الماضي. والبدء بشركة أرامكو بالغ الأهمية ــ في رأيي ــ فالشركة نموذج للنجاح ومدرسة إدارية ناجحة لعشرات السنين، ورسخت، على أرض الواقع، نجاح أسلوبها ومعاييرها، حتى أصبحت نموذجا يقتدى به ويستعان به في حل مشكلات خارج إطار مهامها الأساسية؛ كشركة متخصصة في قضايا البترول، تنقيبا وإنتاجا وتسويقا. وإعادة هيكلتها ليس معناه فشلها أو التشكيك في نجاحها، ولكن لتكون النموذج الناجح ليزداد نجاحا.. إذا، إعادة الهيكلة، في صورتها العلمية ونتائجها الناجحة، هي «تنشيط» لجسد الأجهزة وزيادة حيويتها لتكون قادرة على الاستجابة لحركة التنمية.. فلتكن النظرة إليها إيجابية؛ لأن محصلتها رشاقة الأجهزة القادرة على تلبية مطالب الإنسان. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 151 مسافة ثم الرسالة