أوضح وكيل محافظة عدن رئيس مجلس المقاومة الشعبية نايف البكري أن المدينة تمر في الوقت الحالي بمأساة إنسانية، بسبب قوات المخلوع علي صالح والمتمردين الحوثيين، مشيرا إلى أن ما تحمله هذه الميليشيات من أدوات عنف وقتل وإرهاب يمثل تهديدا للمواطنين الآمنين. وأشار البكري إلى أن الانقلابيين تسببوا في قطع التيار الكهربائي في ثلاث مديريات، وذلك لاستهدافها محطات التوليد في خور مكسر ومحطة بدر وشينان والمعلا، مضيفا أن عمليات القصف وقنص المدنيين تسببت كذلك في قطع الطرق ومنع التنقلات، وتحركات المواطنين بين المديريات لقضاء حاجاتهم، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن": "سقط بعض الشهداء ولا يزالون يتساقطون وسط الشوارع، ولم يستطع أحد الوصول إليهم بسبب القناصة، وهذه الميليشيات توجد في المصانع، وقامت بإحراق عدد من المصانع عن تعمد، إضافة إلى تدمير وإغلاق المخابز في عدن، كما اقتحموا المستشفى الجمهوري، وطردوا كثيرا من الجرحى الذين كانوا يحتاجون إلى العلاج، كما نهبوا كل الأدوية والمستلزمات الطبية". واستطرد البكري بالقول إنه رغم الأسلحة الكثيرة الموجودة لدى المتمردين إلا أن المقاومة الشعبية في عدن تتمتع بمعنويات عالية، وقال "لدينا كثير من المقومات، وحاضنة شعبية حقيقية، كما استفدنا كثيرا من عمليات "عاصفة الحزم" التي سهلت علينا الكثير، وأعانتنا على التصدي لهذه الجماعات الإرهابية التي تريد استباحة الأرض والعرض والاعتداء على الوطن، لكننا نواجههم بعقيدة وقوة باسلة، ومع أن أماكن الحوثيين محددة ومعروفة لنا إلا أن المشكلة تكمن في أنهم يحرصون على البقاء وسط السكان، ما يجعلنا نتردد كثيرا قبل قصف مواقعهم، حتى لا تحدث خسائر وسط المدنيين". وأبان البكري أن مجلس المقاومة أنشئ بتكوين جماعي من كل المواطنين، ومن أهدافه الدفاع عن مدينة عدن، ومضى بالقول "نحن نعمل وفق الشرعية الدستورية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، وعمل المجلس سينتهي عملها ودورها بحضور وعودة الشرعية والاستقرار، ولن نقبل من أحد أن يهدد أمننا من جماعات الحوثي أو غيرهم. وأضاف البكري أن عدم وجود قيادة مركزية يعوق جهود مقاتلي المقاومة، موضحا أن المجلس بالفعل بدا بجهود ذاتية، ولكن تم أخيرا الترتيب للمجلس والآن في إطار تصور يضم كل الكفاءات، وتنظيم وترتيب جهود المقاومة الشعبية سيكون واضحا وجليا ومؤثرا، وتابع "ستشاهدون عملا ميدانيا فاعلا على الأرض، وسيهتم المجلس بكل جهود المقاومة، ولدينا في الوقت الحالي أكثر من 3 آلاف جريح و350 شهيدا في عدن فقط، إضافة إلى العائلات النازحة التي تم إخراجها عنوة من منازلها في كريتر وخور مكسر". وعن الأسرى الحوثيين، قال "لدينا أكثر من 300 أسير من الحوثيين، كثيرون منهم تراجعوا عن مواقفهم وانضموا للمقاومة، وهؤلاء غرر بهم الحوثيون وأغروهم بالمال، وأوهموهم أن ما يقومون به نوع من الجهاد. وغالبيتهم كان مغيبا بسبب حبوب الهلوسة التي كانوا يتعاطونها. والمؤسف في الأمر أن كثيرا من هؤلاء أطفال لا تتجاوز أعمارهم 16 عاما". ومضى بالقول "ليس جميع الأسرى من مقاتلي الحوثي فقط، فلدينا أعداد أخرى من منسوبي الجيش الذين كانوا يقاتلون المقاومة، تنفيذا لتعليمات المخلوع صالح، وبينهم قيادات في الجيش وضباط برتب رفيعة، وسوف يتم تحويل كل هؤلاء للقضاء في حينه". واختتم البكري تصريحاته قائلا "تم القبض على بعض الإيرانيين وأسرهم بواسطة مقاتلي المقاومة، وهم من المنتمين إلى الحرس الثوري، وهناك إيرانيون يقاتلون بجانب الحوثيين".