×
محافظة المنطقة الشرقية

إطلاق مسلسل «سنين» عبر «ماسة»

صورة الخبر

انتشر منذ سنوات فيروس التّشكيك في الكتاب الورقي، وأنه قد ولّى زمان هذا النوع من الكتب إلى غير رجعة وحلّ مكانه الكتاب الرقمي، وذلك بعد انتشار الإنترنت الذي بدأ مع شيوع استعمال الحاسوب، لتستمر هذه الحالة وتصل إلى انتشار شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى وصولاً إلى مرحلة الـ«واتسآب» التي نعيشها واقعًا ملموسًا هذه الأيام، والحقيقة أن من يروّج لمثل هذه الفيروسات الفكرية التي تصيب عقول الناشئة بالتشكيك وعدم الحماس للقراءة واقتناء الكتب، هم أولئك الأفراد الذين لا يقرأون في الأساس، وكل امرئ يرفض أمرًا من الأمور يضع له العوائق، ويسوق لمثل هذه العوائق ما يريد من مبررات، وحجتهم: «بأنني أستطيع تحميل مائة كتاب في جوالي بضغطة زر»، لكن اللافت للانتباه أنه لا يستطيع أن يقرأ أيًّا منها، وهو في هذه الحال كحال العيس التي في البيداء يقتلها الظمأ، والماء فوق ظهورها محمول، ما الفائدة من تحميل كل هذه الكميّة وهو الذي لا توجد لديه الرغبة في القراءة بالأساس. هذه الثورة التقنية الهائلة في نظام المعلومات سهّلت على الجميع الحصول على المعلومة، ويسّرت عليهم الوصول إليها، لكنها في المقابل لا تصنع منهم مثقفين أو قراء جيّدين، خاصة أن شيوع «تويتر» هذه الأيام جعل كثيراً من الناس يتوهمون بأن هذه الوسيطة التواصلية قضت على الكتاب الورقي لصالح الفضاء الافتراضي، ومن يتأمل حال السعوديين خاصة والخليجيين بشكل عام، يجد أنهم يتسابقون على «تويتر» أكثر من الـ«فيسبوك»، لأن الأخير يتسع للكتابات الكثيرة والنقاشات المطولة بينما يعيق «تويتر» حرية الانطلاق في الكتابة، وهذا ما يفسر ما تمّ قوله في أول هذا المقال، بأن الذي لا يقرأ هو أشد الناس حرصًا على شيوع هذا الفيروس الفكري بين الناس عامة والناشئة على وجه الخصوص.