في ضوء الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالعديد من بلدان العالم، وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل في إسبانيا، فإن أنظار معظم الفنيين من الشباب الإسبان تتجه إلى المملكة بغية الحصول على عقدٍ للعمل مع أي من الشركات الإسبانية التي تعمل في مشروع سكة حديد الحرمين، ويقدر الكثيرون من الإسبان موقف المملكة في إعطاء الشركات الإسبانية نصيبًا أوفر من عقود العمل، وفي استيراد القاطرات والعربات من إسبانيا ممّا ساعد على تحسين المؤشر البياني للعاطلين عن العمل، وإعطاء دعم ملموس للاقتصاد الإسباني. وفي الأمس القريب التقيت بعدد من المهندسين الإسبان العاملين لدى الشركات المنفذة لمشروع قطار الحرمين الذين قصدوا منتجع ماربيا لقضاء عطلة عيد الفصح، وكان بيننا حديث مطول عمّا تمّ إنجازه حتى الآن، والمتبقي من الأعمال حتى ينطلق القطار ما بين الحرمين الشريفين، مرورًا بمدينتي جدة وينبع، وكانت إفادة أحدهم بأن الأعمال التي كان من المقرر إنجازها عام 2018 قد تنجز قبل ذلك الموعد استجابة لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فالمملكة ومنذ الساعات الأولى لتسلمه -حفظه الله- الحكم تشهد تحركًا إيجابيًّا في كافة الاتجاهات. وجاءت إشادة من آخر بما تشهده المملكة من ورشات عمل تعمل بنشاط لاستكمال أعمال مطار الملك عبدالعزيز في جدة الذي يجري تجديده ليلبي متطلّبات ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، إضافة إلى متطلبات حركة النقل الداخلي والخارجي النشطة على مدار السنة، ومتابعة إنجاز ما تأخر تنفيذه من طرق وجسور وصرف صحي. تساءل أحدهم عمّا إذا كانت شبكة قطارات الحرمين إضافة إلى سكة حديد الرياض الدمام، وسكة حديد الرياض الشّمال، ستوفر لمن تجاوز الخمسة والستين عامًا الحصول على خصم في قيمة تذاكر السفر، فهنا في إسبانيا يتمتع من تجاوز الخمسة والستين عامًا من المواطنين والمقيمين خصمًا مقداره أربعون بالمائة من قيمة التذكرة، عدا يومي نهاية الأسبوع، حيث يكون الخصم عشرين بالمائة، ونوّه آخر بأنّ وسائل النقل الداخلية من قطارات أنفاق وحافلات في إسبانيا تصدر بطاقات لهذه الشريحة من الأعمار بمبلغ يقارب خمسين ريالاً سعوديًّا للفرد الواحد عن كل شهر، تُمكِّن حاملها التنقل بحرية ما بين الحافلات وقطارات الأنفاق دون تحديد لعدد السفرات طوال الشهر. ومثل هذه التخفيضات من قيمة تذاكر السفر والنقل داخل المُدن من شأنها أن تعين المتقاعدين والمتقدمين بالعمر على قضاء وقت ممتع في المنتجعات والأماكن السياحية، خاصة وأن في العديد منها نزل إقامة ومطاعم ومقاهي للمتقدمين في العمر بأسعار مخفضة، علاوة على أن بطاقة التنقل الداخلي بمبلغ مقطوع من شأنها إشغال وقت فراغ المتقدم في العمر في تبادل الزيارات مع من يودّ من الأهل والأقارب والمعارف، إضافة إلى التعرف على الأحياء الحديثة التي تأخذ في الانتشار في طول البلاد وعرضها. شكرتهم على تزويدي بهذه المعلومات وأكدت لهم بأنّ حكومتنا الرشيدة حريصة على كل ما من شأنه خدمة المواطن والمقيم في بلد الحرمين الشريفين، وتوفير أفضل الخدمات الممكنة لهم، وتأمين حياة أفضل للمتقدمين في العمر للتمتع بما تبقى لهم في حياتهم من أيام أو أشهر أو سنوات.