أعاد فريقا النصر والهلال لكرة القدم رونقاً خاصاً للجولات السبع الماضية في دوري عبد اللطيف جميل السعودي للمحترفين غابت كثيرا في مسابقات الدوري السعودي، وانتظره الجميع من الناديين وكذلك المتابعون أكثر. ويشهد الدوري في الموسم الحالي منافسة مختلفة عن السنوات الماضية، من خلال المطاردة المستمرة منذ الجولة الأولى بين قطبي العاصمة النصر والهلال على صدارة الترتيب، خلقت جوا مختلفا لم يحدث في السنوات الماضية، بسبب غياب النصر عن المنافسة، حيث تسببت عودته الموسم الحالي في مزاحمة الفرق على الصدارة، والوصول إليها بجانب شقيقه الهلال الوصيف. دوري هذا الموسم أعاد الجميع للمتابعة، في المنطقة، الخليج، والعالم العربي لم تحدث منذ سنوات طويلة. النصر حقق أمس الأول انتصارا من أمام الفتح حامل اللقب بهدف وحيد حمل توقيع مهاجمه محمد السهلاوي، ليسترد صدارة الترتيب للأسبوع الثاني على التوالي من خصمه الهلال الذي سبقه بالفوز على التعاون في الجولة نفسها، حيث يتربع النصر على قمة الترتيب برصيد 17 نقطة يليه الهلال الذي يمتلك 16 نقطة. من جانبه، شدد المدرب الوطني جاسم الحربي أن الهلال يسير بخطى ثابتة نحو المنافسة على صدارة اللقب، وقال "في الموسم الحالي يعتبر الهلال أفضل الأندية استعداداً قبل بداية منافسات الدوري، حيث أقام معسكراً إعدادياً في النمسا تحت إشراف مدربه سامي الجابر الذي يعتبر قادراً على المضي بالفريق نحو تحقيق نتائج إيجابية، والدليل على ذلك النتائج الإيجابية التي حققها منذ بداية الدوري، إلا أن المحك الرئيس لأي مدرب هو مرور نحو عشر جولات منذ إشرافه على الفريق". وزاد "الهلال يملك لاعبين على مستوى عال قادرين على تجاوز أي فريق في الدوري، خصوصاً أن اللاعبين البدلاء على نفس الكفاءة التي يملكها اللاعب الأساسي، والدليل على ذلك تواجد ياسر القحطاني، محمد الشلهوب، وعبد العزيز الدوسري خلال المباريات الماضية في مقاعد البدلاء، وهذه نقطة إيجابية للفريق الأزرق ستظهر واضحةً وجلية في نهاية الدوري، لأن المشوار طويل وستكون هناك إصابات وإيقافات ستؤثر في كل الأندية بلا استثناء". وعن المعاناة التي يجدها الفريق في المباريات التي تكون أمام الفرق المتوسطة أو الضعيفة في الدوري، قال جاسم الحربي "من الطبيعي أن يجد الهلال أو الأندية التي تملك لاعبين مميزين على الصعيد الهجومي صعوبة أمام الأندية التي تعتمد على الدفاع، والمشكلة أن اعتمادها على الدفاع مبالغ فيه دون أي أدوار هجومية تذكر سواء عن طريق الهجمات المرتدة أو غيرها، وهذا أمر يحصل في جميع الدوريات العالمية أيضاً مع الأندية التي تلعب كرة قدم حقيقية وليست كرة معقدة، لكن هذا لا يمنع أن يقوم الجهاز الفني بمحاولة إيجاد الحلول والتكتيك المناسب لتجاوز هذه المشكلة". وختم الحربي "المنافسة والمطاردة المستمرة بين الهلال والنصر في هذا الموسم ستجعل الدوري مختلفاً بشكل كبير عن المواسم الماضية، في نهاية الأمر فإن المتابع المحايد هو الذي سيكون سعيداً جراء هذا التنافس، خصوصاً أن النصر كان غائباً عن المنافسة على الدوري في المواسم الماضية". في المقابل، أوضح المدرب الوطني خالد الفرحان أن النصر في هذا الموسم مختلف من كل النواحي، ما سيجعله منافساً قوياً على الصدارة، وقال "منذ نهاية الموسم الماضي اتضح أن النصر يسير نحو الأفضل عناصرياً وتكتيكياً، على الرغم من بعض الهفوات من المدرب كارينيو في نهاية الموسم الماضي، لكنه قد يتم إيجاد العذر له، لأنه لم يبدأ مع الفريق من بداية الموسم وبالتالي فإنه أجبر على منظومة معينة، وفي هذه الحالة لا يستطيع المدرب حينها أن يجد الحلول في بعض المباريات، لأن العناصر المتاحة ليست من اختياره". وأضاف "في الموسم الحالي أشرف الجهاز الفني بقيادة المدرب كارينيو على فترة الاستعداد وبالتالي ظهرت لمساته على الفريق بشكل أوضح، وهذا يعود لعدة عوامل أبرزها أنه اختار العناصر الأجنبية في المراكز التي يرى أنها مناسبة للفريق والتكتيك الذي سينتهجه في الدوري، ما جعل الفريق يظهر بشكل مغاير عن المواسم الماضية مسجلاً بدايةً هي الأفضل على الإطلاق ". وعن قدرة النصر في الاستمرار منافساً على صدارة الدوري حتى نهاية الموسم، قال: "العناصر الأجنبية والمحلية في الموسم الحالي تعتبر نقطة قوة كبيرة للفريق، لكن مع مرور المباريات سيزداد الضغط النفسي على الفريق وبالتالي قد يتأثر من ذلك سلباً، خصوصاً أنه سيمر بمرحلة صعبة في نهاية الدور الأول من خلال مواجهته الهلال ثم الاتحاد ثم الشباب على التوالي، وفي حال تجاوز هذه المباريات بأقل الخسائر فإن النصر قادر على المنافسة حتى الجولات الأخيرة من دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين". وختم الفرحان "الأنظار والضغوط كبيرة على النصر والهلال في هذا الموسم وبالتحديد في منافسات الدوري، وهذا الأمر سيكون إيجابياً لأندية الشباب والأهلي التي تحقق الانتصارات بهدوء ودون أي ضغط، لذلك فإن دخول أحدهم على المنافسة مع اقتراب الدوري من نهايته أمر وارد بشكل كبير، خصوصاً أن الشباب والأهلي يتطورون من مباراة لأخرى، ما سيصعب المهمة على الهلال والنصر في مسألة بقائهما في صدارة الترتيب".