تباينت ردود الفعل بشأن التسريب الصوتي للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح مع القيادي في جماعة الحوثيعبد الواحد أبو راس والذي بثته الجزيرة مساء الأربعاء، فبينما أكد أكثر من طرف صحة التسريب معبرين عن استنكارهم لمضمونه، تضاربت مواقف قيادات الحوثيين بين منكر لصحة التسجيل ومعترف بما جاء فيه. ويتضمن التسجيل الصوتي المسرب الذي حصلت الجزيرة عليهمكالمة هاتفية بين صالح وأبو راس الذي كان ممثلا للحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني، أظهرتتنسيقا بين صالح والحوثيين يشمل تحركات سياسية وعسكرية. ويعود تاريخ التسجيل إلى أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد دخول الحوثيين العاصمة صنعاء. وقال فارس السقاف مستشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن ما بينه التسجيل قد تأكد وتحقق في ميادين كثيرة وتوقيتات مختلفة. وأضاف في مقابلة سابقة مع الجزيرة أنه لولا صالح ونفوذه في النظام والمؤسسة العسكرية لما تمكن الحوثيون من الوصول إلى ما وصلوا إليه الآن. ليس خفيا في المقابلاعتبر الكاتب الصحفي نبيل الصوفي المقرب من الرئيس المخلوع أنه جرى الحديث عن التنسيق بين صالح والحوثيين كأنه مع قوى خارجة عن القانون وليس مع مكوّن سياسي يمني. وأضاف في لقاء سابق مع الجزيرة أن هذا الحديث ليس له قيمة، والتنسيق بين صالح والحوثي ليس مسألة خفية. من جانبه، قال رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح في مأرب مبخوت عبود الشريف إنه لو لا التنسيق بين صالح والحوثيين ما كان لهم أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن، في إشارة إلى سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة قبل يومين. 4003617211001 d213e659-9be1-4d8d-a632-33f46b163de6 ed41255c-00e5-466b-b6c8-3fde629e908f video وفي السياق ذاته، أكد المتحدث الرسمي باسم حزب المؤتمر الشعبي عبده الجندي إن من حقصالح التواصل مع كل القوى السياسية الموجودة في الساحة اليمنية. وكان المحلل السياسي محمد جميح قال في وقت سابق للجزيرة إن الوقائع على الأرض تثبت مضمون هذا "التسجيل الخطير"، مؤكدا أن التنسيق بين صالح والحوثيين واضح ولا يحتاج إلى تأكيد صحة التسجيل، وأن "كل اليمنيين يتحدثون عنه". واتهم جميح ضباطا في الحرس الجمهوري "موالين" للرئيس المخلوع بإثارة فتنة بين الألوية، وقال إن هؤلاء الضباط سلموا أسلحة لعناصر الأمن في اللواء الثالث، ولم يسلموا أي أسلحة للواء الأول، مما دفع عناصر الأخير للهجوم على مخازن الأسلحة لتأمين أنفسهم، فتم استدعاء "اللجان الشعبية" التابعة للحوثيين بحجة حماية المخازن وتهديد القصر الرئاسي. اعتراف ونصح ومقابل تأكيد معارضيالحوثيين للتسريب، كشف عضو المكتب السياسي بجماعة الحوثي علي البخيتي أن صالح اتصل به أكثر من عشرين مرة منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء يوم 21 سبتمبر/أيلول الماضي، وقال إنه كان يقدم له "نصائح عسكرية وسياسية". وقال البخيتي في تدوينة بصفحته على الفيسبوك إن "التسجيل لا يقدم ولا يؤخر، فصالح يقدم نصائح وعبد الواحد أبو راس مجاملة يقول له تمام"، مؤكدا وجود تحالف وتنسيق بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه صالح للتخلص من خصومهم. وأضاف "تحالفنا لفترة مع الإخوان المسلمين لإسقاط صالح، ثم تحالفنا مع رجال قبائل موالين لصالح وللمؤتمر الشعبي العام لإسقاط الإخوان واللواء علي محسن وآل الأحمر، وقد يأتي الوقت الذي يتحالف فيه صالح مجددا مع الإخوان بضغط إقليمي لإسقاط الحوثيين، ونحن لا نستبعد ذلك، ففي السياسة لا توجد صداقة دائمة أو عداوة دائمة، لكن توجد مصالح دائمة". وقالالبخيتي "من خلال مكالمات صالح معي كنت أشعر أنه دائما يتعمد تمرير رسائل لمن يتنصتون على المكالمات، وأحيانا ليسجل مواقف". ولم يستبعد أن يكون "مطبخ" صالح -كما أسماه- هو من سرب التسجيل للجزيرة. محمد البخيتينفى أي تنسيق للحوثيين مع الرئيس المخلوع صالح (الجزيرة) نفي وإنكار وعلى عكس ما قاله البخيتي، نفى العضو الآخر بالمجلس السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي أي تنسيق للحوثيين مع الرئيس المخلوع. وأضاف في مقابلة سابقة مع الجزيرة أن ما سماها ثورة 21 سبتمبر أزاحت كل رموز الفساد بما فيها صالح. وأشار البخيتي إلى أن الجماعة رفضت التوقيع على المبادرة الخليجية للمصالحة سابقا لأنها كانت تعطي صالح الحصانة من المتابعة القضائية، في حين ترى الجماعة أنه جزء من المشكلة ولا يمكن أن يكون جزءا من الحل، حسب قوله. وشكك في مصداقية التسجيل المسرب، معتبرا أنه غير معروف المصدر، كما رفض في مداخلته على الجزيرة التعليق عليه، لكنه قال إن "الطرف المهزوم" يحاول أن يبحث عن مبررات للهزيمة، وإن اتهام الحوثيين بالتعاون مع صالح يأتي لتبرير "هزيمة" الحكومة أمام انتصارات الحوثيين.