×
محافظة المنطقة الشرقية

سحب وتأجيل 298 توصية بمجلس الشورى خلال عام

صورة الخبر

يتساءل مراقبون إن كانت السعودية على موعد في المستقبل القريب مع مرحلة جديدة في تسيير السياسة الداخلية للبلاد، خاصة بعد التعيينات الأخيرة لأسماء شابة في قمة الحكم. فهل حقا المملكة مقبلة على عهد سياسي جديد؟ تفاجأ الرأي العام الدولي بالتعيينات الجديدة التي أقدم عليها العاهل السعودي الملك سلمان بتعيين محمد بن نايف وليا للعهد ونجله الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد كما تم إعفاء وزير الخارجية سعود الفيصل وعين مكانه سفير الرياض السابق في واشنطن عادل الجبير. وتضاربت التفسيرات حول هذه التعيينات إلا أنها أجمعت على كونها تنسجم مع تصور جديد يحمله الملك الجديد للحكم. غالبية القراءات ربطت هذه التعيينات بالشأن الإقليمي وخاصة الأزمة اليمنية. واعتبر بعض المراقبين أن التعيينات تمت لأجل ترتيب البيت الدبلوماسي السعودي تحديدا بعد أخطاء ارتكبت في الموضوع اليمني، إلا أن توضيحات من جانب صحف مقربة من الرياض تنفي ذلك، وتنظر لها كتخيلات سقط فيها ملاحظون غربيون حاولوا إعطاء تفسيرات لهذه التعيينات. وكتب سلمان الدوسري في صحيفة الشرق الأوسط أن الانطباعات الخاطئة لدى مراكز بحوث وخبراء ومختصين غربيين يعتقدون أنهم يعرفون السعودية أكثر من أبنائها، ويبنون تحليلاتهم وهم بعيدون عشرات الآلاف من الأميال، كما في قول صحافي غربي أمس إن سبب التغييرات في السعودية هو الموقف من اليمن!. ولم تشر القراءات السعودية بالمرة إلى ما يمكن أن تحمله هذه التعيينات من رياح التغيير على السياسة الداخلية السعودية، وتحدثت في معظمها عن استقرار المملكة والإشادة به على ضوء مثل هذه الأحداث. ويعتبر الدوسري في هذا السياق أن الاستقرار صناعة سعودية، ما يعني، حسبه، أنه بالرغم من التغييرات على مستوى مناصب عليا في السلطة، فالأمر لا يؤثر في الشارع السعودي، حسب تفسيره. الجيل الجديد والسياسة الداخلية يوضح رامي الخليفة العلي، المختص في الفلسفة السياسية، أن التعيينات الجديدة جاءت استكمالا للتغييرات التي بادر إليها الملك سلمان، مفسرا أن هناك مشروع له لذلك عمد لكل هذه التغييرات، فيما لا يرى أن التغييرات يمكنها أن تحمل أي جديد على مستوى السياسة الداخلية للبلاد. ويؤكد الخليفة العلي أن هذه التغييرات جاءت ببعد إعطاء روح جديدة للسياسة الخارجية السعودية ضمن توازنات إقليمية، لا سيما أمام الهيمنة الإيرانية على المنطقة. وتابع، مبسطا رأيه، أن السعودية انتقلت من قوة ناعمة إبان حكم الملك عبد الله إلى القوة الخشنة مع الملك سلمان بن عبد العزيز. ولا يرى الخليفة العلي أن الجيل الجديد في الحكم السعودي يحمل رؤية مغايرة عن الجيل السابق لمستقبل السياسة الداخلية في هذا البلد، رابطا الأمر بطبيعة المجتمع المحافظة. وسيقود هذا الجيل البلد برؤية جديدة على المستوى الاقتصادي وعلاقة الرياض مع دول المنطقة خاصة، رؤية يؤسس لها اليوم الملك الجديد. ووجود مسؤولين ووزراء شباب في الحكومة السعودية، ليست بالمسألة الجديدة على البلاد، فتجربة وزراء في الثلاثين من العمر حصلت قبل نصف قرن، إلا أن نجاحاتها، كما يتحدث عنها الإعلام السعودي، كانت بعيدة عن ما هو سياسي ولم تتمكن الوجوه الشابة، التي تعاقبت على المسؤوليات العليا حتى الآن، أن تمنح البلاد نفسا جديدا على هذا المستوى. بوعلام غبشي نشرت في : 30/04/2015