بوروندي لا تزال تعيش على وقع المواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة على خلفية الاحتجاجات ضد ترشح الرئيس بيار نكورونزيزا لولاية ثالثة، والذي أكد أنه لن يتراجع أمام الغضب الشعبي. العاصمة بوجومبورا شهدت انتشارا مكثفا للشرطة التي حاولت بشتى الطرق تفريق حشود من مئات الأشخاص ومنعهم من التوجه إلى وسط المدينة. وكانت الحكومة منعت التظاهر ونشرت عددا كبيرا من قوات الأمن والجيش في الشوارع مطلقة الغاز المسيل للدموع ومستعينة بخراطيم المياه لتفريق التظاهرات، فيما اوقف مئات المتظاهرين. الحق في الاحتجاج والتظاهر أمر يكفله الدستور. وهؤلاء الذين يتظاهرون يقومون بذلك للاحتجاج على التعدي على الدستور الذي تمّ استغلاله منذ السبت الماضي من قبل بيير نكورونزيزا بحدّ ذاته ومن قبل حزبه. لا يمكن أن نقبل أن يُحكم هذا البلد تحت رغبة وإرادة الحزب الحاكم الحالي، قال المعارض أغاثون رواسا. وأعلنت المفوضية العليا للاجئين الثلاثاء أنّ أكثر من خمسة آلاف بوروندي فروا إلى رواندا في غضون يومين فقط نتيجة تفاقم التوتر قبل الانتخابات، وأنّ هؤلاء تعرضوا إلى التخويف والتهديد بسبب انتمائهم إلى المعارضة البوروندية. الوضع السياسي المتدهور في بوروندي سيؤدي حتما إلى انهيار اتفاق السلام الذي أبرم في العام ألفين وستة بين الحكومة البوروندية وقوات التحرير الوطني المتمردة في دار السلام في تنزانيا، والذي تمّ الاتفاق بموجبه على تتقاسم السلطة بين الهوتو والتوتسي لإنهاء النزاع الذي نشب أساسا بين المتمردين الهوتو والجيش الذي كانت تسيطر عليه أقلية التوتسي.