عبدالله المالكي يبدو أننا بتنا في حاجة إلى عاصفة حزم بمواصفات رياضية عاصفة، تقتلع معها كل المتعصبين وتذهب بهم بعيدا عن رياضتنا، عاصفة تطير بمن حسبوا على الإعلام الرياضي بينما هم في حقيقة الأمر رؤساء لروابط مشجعين، يفترض أن تطير بهم العاصفة من كراسي الإعلام إلى مدرجات الرابطة، عاصفة تدخل إلى البيوت لتضرب من يتسترون خلف أجهزتهم ويتلذذون ببث التعصب، مستغلين معرفات تويترية مموهة، عاصفة تطيح بكل مسؤول لم يحترم مكانه، وظن أن تعاطي التعصب في هذا المكان مغلف بالحصانة، عاصفة لاتفرق بين أمير ولا وزير ولا فقير. قرار إيقاف الأمير ممدوح بن عبدالرحمن تصرف حكيم من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، وهو الرجل الذي عرف عنه الحزم في الحق منذ أن كان أميرا للرياض، لكن القرار لا يكفي الحاجة إذا لم يعمم ولم يشمل كل المتعصبين، فمصدّرو التعصب بيننا فئام تتنوع ثقافاتهم وانتماءاتهم وتفكيرهم ومستوياتهم، ويجمعهم التعصب، والأعجب والأغرب والأدهى والأمر أن منهم من يخرج علينا عبر الفضاء ليجلدنا بخطبٍ عصماء عن محاربة التعصب وينتقد المتعصبين، ثم يطل علينا بعدها بساعات إما عبر مقالته الصحافية أو عبر معرفه التويتري ليمارس ما نهى عنه، فمن يذكر هؤلاء بقوله تعالى»أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم» وقول الشاعر: لاتنه عن خلقٍ وتأتي مثله عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ أتمنى أن يكون هذا القرار بمنزلة عاصفة حزم رياضية تجتث هذا الوباء، فلعنة التعصب قد أصابت معظمنا، وبات هذا الورم الخبيث منتشرا في كل مفاصل رياضتنا وجسدها، ومن هنا فإنني أعلق الجرس بل أطلق صافرات الإنذار وأستصرخ من يملك حلاً لهذا الداء؟. حاربنا كثيرا من الأوبئة الصحية مثل حمى الضنك وإنفلونزا الطيور والخنازير وكورونا وأخذنا إجراءاتنا الاحترازية ضد فايروس إيبولا لأننا أدركنا خطرها على حياتنا ونجحنا في ذلك، والتعصب بكل أنواعه هو أيضا داء فتاك يحتاج إلى المكافحة، فهو داء لايضرب الجسد ولكنه يقتنص الأنفس والعقول، داء يولد الكراهية ويصاب حامله باضطراب في مفهوم الوطنية، داء يفتت اللحمة ويخلق أجواءً مشحونة تفرق بين الرجل وأخيه والابن وأبيه والمشجع ومنتخبه، بل حتى المواطن ووطنه، وليس سرا أن هناك من عجزوا عن خلق فتنة سياسية أو مجتمعية ووجدوا مدخلا سهلا من خلال بث سموم التعصب الرياضي. رسالتي لمن بأيديهم الأمر: جرموا التعصب وحاسبوا المتعصبين، اقتلعوا المسؤولين المتعصبين واكسروا أقلام الكتاب المؤججين، وخيطوا أفواه الناعقين في الفضائيات، أدخلوا محاربة التعصب ضمن مقررات التربية الوطنية في مدارسنا، افعلوا وافعلوا وافعلوا.. فهناك كثير مما يمكن أن تفعلوه لأجل وطننا ومجتمعنا.