مع الصباح الباكر يحمل أحد النازحين السوريين من ادلب معولاً صغيراً وأكياساً متوسطة الحجم الى سهل المجيدية حيث يجمع الحشائش البرية التي تكثر في المناطق الجبلية. وباتت حشائش هذه السهول قوتاً صحياً لفئة كبيرة من النازحين، كما باتت مورد رزق تسد جانباً من حاجاتهم ومصاريفهم، في ظل انخفاض مساعدات الدول المانحة. وقال أحد النازحين: «الأعشاب البرية معروفة بجودتها وهي مطابقة للمواصفات التي تسهر عليها وزارة الصحة في لبنان، فهي خالية من كل المقويات الكيماوية المضرة، وتعتبر غذاء جيداً. وهذه الحشائش معروفة في المجتمع اللبناني، منها العلت والعني والعكّوب والمشى والدردار، منها تستعمل في الطبخ، وأخرى تستخدم كعلاجات لأمراض صدرية والسعال والأسهال». وتعمل إحدى النازحات مع اطفالها الخمسة 6 ساعات يجمعون خلالها 13 كيلوغراماً من الحشائش ويبيعونها عند جوانب الطرق وللتجار، وتقول: «الغلة اليومية مقبولة تتجاوز في بعض الأيام 50 دولاراً. انه مبلغ كنا نحلم به في بلدنا، لكن المشكلة ان الموسم قصير جداً ولا يتجاوز الشهرين، فالحشائش تيبس مع نهاية الربيع وتصبح علفاً للحيوانات».