الموقف الرسمي للاعلام الباكستاني حيال الازمة في اليمن جاء منسجما مع موقف الحكومة التي نددت بتمرد الحوثي على المؤسسات الشرعية في اليمن ودعمت القرار 2216 القاضي باخلاء صنعاء وتسليم الاسلحة وفرض العقوبات على الحوثي والمخلوع صالح والدفاع عن امن وسيادة المملكة والرد بشكل مباشر على اي هجوم عليها في حال تعرضها لأي تهديد مباشر. الا ان جزءا من الاعلام الباكستاني الخاص كان على الضفة الاخرى الداعم لأبواق النظام الايراني والذي اغدق بالمال على هذه الابواق المأجورة مثلها مثل اعلام حزب الله والحوثي في محاولة لتضليل الراي العام الباكستاني وتزييف الحقائق مستخدما الاسالبيب الكاذبة والمضللة. وتطور الموقف الباكستاني وظهور رئيس الوزراء نواز شريف قلب الطاولة على بعض قطاعات الاعلام الباكستانية الخاصة الداعمة للنظام الايراني والحوثي لان خطاب شريف قطع الطريق على الحاقدين والمتآمرين على العلاقات السعودية الباكستانية حيث اجمع الاعلام المقروء والمسموع والمرئي على صوابية الموقف الباكستاني الداعم لسيادة وامن واستقرار المملكة والدفاع عنها باعتبارها حليفا استراتيجيا لباكستان خاصة عندما اوضح شريف أن باكستان سترد بقوة في حال وجود أي تهديد لبلاد الحرمين الشريفين، وان الشعب الباكستاني سيقف كتفا بكتف في مواجهة أي عدوان قد تتعرض له المملكة. وعندما خرج الباكستانيون الى الشارع في عدد من المدن ونظموا وقفات شعبية ومسيرات حاشدة؛ لتأييد موقف المملكة في محاربة المتمردين الحوثيين، ودعم عملية عاصفة الحزم، التي تقودها المملكة بالتعاون مع قوات التحالف، بطلب من الرئيس الشرعي هادي، والتي نظمتها جمعية اهل الحديث، خسرت الاصوات الاعلامية الداعمة لايران لان الشارع الباكستاني اعلن عن دعمه للمملكة حيث مثل خروج مئات الالاف من الباكستانيين الى الشارع عاطفة شعبية جياشة لبلاد الحرمين والدفاع عنها، والتي شكلت حالة إجماع للدفاع عن المملكة في حال تعرضها لهجوم خارجي. لقد بدأت بعض وسائل الإعلام الباكستانية الخاصة الخاضعة في معظمها لتأثير إيران والمدعومة ماديا من طهران، بتزييف الحقائق منذ بداية الازمة في اليمن وقامت بإظهار الحوثي كحالة استنساخية لحزب الله في لبنان خاصة أن رقعة النفوذ الإيراني توسعت مؤخرا في باكستان من خلال المال السياسي الذي يتدفق على بعض وسائل الإعلام. ويمثل انتشار القنصليات والمراكز الثقافية الإيرانية في عدد من المدن الباكستانية احد مظاهر هذا التأثير، حيث تزعم طهران ان هذه المراكز تعمل على تعميق العلاقات وهي في الواقع تسعى لتكريس الفكر الطائفي وتحرص على ان يتبنى بعض الإعلام الباكستاني الخاص الخطاب الدعائي الإيراني المغرض الذي تطرحه ايران في العراق وسوريا ولبنان واليمن. ومن نافلة القول، ان باكستان تربطها -من خلال إقليم بلوشستان، مع إيران حدود طويلة، حيث تشهد هذه الحدود اعمالا ارهابية من داخل الحدود الايرانية وهو الامر الذي ادى الى توتر هذه العلاقات خاصة ان بعض الاوساط الباكستانية تشعر بأن هناك تدخلا من بعض الوكالات الاستخبارية الايرانية في اقليم بلوشستان. واخيرا نقول ان الاعلام الباكستاني الرسمي وكما اوضح لـ«عكاظ» وزير الاعلام رشيد، هو داعم لمبادئ المملكة ورافض لتمرد الحوثي، ودعا الى دور أكثر فاعلية في الشراكة الاعلامية بين المملكة وباكستان ليس فقط لتعزيز التعاون في المجال السياسي والدفاعي والأمني والاقتصادي والتنموي بل لمواجهة الاعداء المشتركين لباكستان والامة الاسلامية.