روما، 28 أبريل/نيسان (إفي): عادت بطولة الدوري الإيطالي لكرة القدم لتصبح مسرحا للجدل بعد الأحداث التي وقعت أول أمس الأحد، عندما أصيب عشرة أشخاص بسبب انفجار شمروخ خلال مباراة يوفنتوس وتورينو، مما فتح باب النقاش حول توفير الأمن في الأحداث الرياضية بالبلاد. وانفجر الشمروخ عندما سقط على المقاعد المخصصة لمشجعي فريق تورينو خلال اللقاء الذي حل فيه يوفنتوس ضيفا عليه وانتهى بفوز أصحاب الأرض 2-1. وفي بادئ الأمر، كان هناك اعتقاد بأن الشمروخ أطلق من مقاعد جماهير تورينو، ولكن الشرطة أكدت بعد مراجعة عدة تسجيلات أنه أطلق من مقاعد جماهير الأولتراس لفريق السيدة العجوز. وانتهت أحداث الأحد بتقديم 15 بلاغا واعتقال ستة أشخاص بسبب العنف الذي وقع قبل وأثناء وبعد المباراة. واعتقل ثلاثة أشخاص بسبب إلقاء أغراض خلال المباراة، بينما ألقي القبض على الثلاثة الآخرين بسبب ما حدث قبيل اللقاء عندما تم استقبال حافلة يوفنتوس بالسباب والضرب. وأثارت الواقعة موجة من ردود الفعل من المسئولين عن الرياضة مثل إدارة الدوري والأندية، وحتى وزارة الداخلية الإيطالية. ومن جانبه قال رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم كارلو تافيكيو، إن الدولة يتعين عليها توفير الحماية لدوري الكالتشو من أعمال العنف عبر تطبيق عقوبات صارمة. لذا طالب وزارة داخلية البلاد بعقد اجتماع عاجل لدراسة إجراءات جديدة ضد هذه الأحداث، كما ندد بأي شكل من أشكال الضعف من قبل الأندية ودافع عن التعليم للحيلولة دون تكرار هذه الأحداث في المستقبل. وفي تصريحات تناقلتها وسائل إعلام إيطالية أضاف تافيكيو أن الحواجز والمتاريس وحظر الدخول إلى الملاعب ساهمت في تقليل الحوادث، ولكنه يرى ضرورة القيام بما هو أبعد من ذلك بدءا من المدارس فنحن بحاجة إلى إجراء تغيير ثقافي. كما قال إن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم لا يمتلك الأدوات اللازمة لوقف هذا الحشد من الهمج. يتعين على الدولة مساعدتنا على إنقاذ الكالتشو. أما وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو، فأكد أن حكومة البلاد قامت بالكثير ولكن لا يمكنها فعل كل شيء وطالب مؤسسات كرة القدم بالقيام بدورها من أجل محاربة ظاهرة العنف في الملاعب. ومن المعروف أن ألفانو هو من حرك مرسوم داسبو الذي يعنى حظر المشاركة في الأحداث الرياضية، ويمنع من قاموا بأعمال عنف خلال فعاليات رياضية من الدخول إلى الملاعب. ودافع عن أنه منذ أغسطس/آب الماضي تراجع عدد المصابين من المدنيين من 41 إلى 22 ، ومن عناصر الأمن من 26 إلى 24 ومن المسئولين عن أمن الملاعب إلى ثلاثة أشخاص من 24 فردا في السابق. وأوضح أنه حاليا تم منع خمسة آلاف و29 شخصا من حضور الفعاليات الرياضية، منهم ألف و742 خلال الموسم الحالي وحده. أما رئيس اللجنة الأوليمبية الإيطالية جوفاني مالاجو، فعول على اتخاذ نفس الإجراءات التي كانت قد فعلتها الحكومة البريطانية بقيادة رئيسة الوزراء الراحلة مارجيت تاتشر أواخر الثمانينيات من القرن الماضي ضد مثيري الشغب. ونشرت صحيفة (جازيا ديللو سبورت) اليوم تقريرا صدر عن وزارة الداخلية ويحذر من أن الجريمة تجلس في أركان ملاعب كرة القدم المختلفة. ويشير هذا التقرير إلى أن ما بين 30 و40% من الجرائم المرتكبة في الملاعب نفذها أصحاب سوابق وأشخاص على صلة بالجريمة المنظمة. وخلال الـ11 عاما الأخيرة تم تسجيل خمسة آلاف حالة إصابة بجانب ثلاثة حوادث قتل بينها محقق شرطة ومشجع للاتسيو عام 2007 ، ومشجع لنابولي العام الماضي. (إفي)