شهدت مناطق جنوب العاصمة الليبية طرابلس امس، معارك شرسة بين قوات «فجر ليبيا» وأخرى موالية لـ «عملية الكرامة» بقيادة الفريق خليفة حفتر. وواصلت قوات «فجر ليبيا» محاولة التقدم في اتجاه قاعدة الوطية (أقصى الغرب) حيث تنطلق طائرات تابعة لحفتر للإغارة على مواقع خصومه في ضواحي طرابلس. وتركزت المعارك امس، في محوري أبوشيبة وجنوب العزيزية، بعدما اكدت القوات الموالية لحفتر سيطرتها على مناطق العزيزية والناصرية والزهراء والمعمورة والعامرية والساعدية، فيما أعلنت مصادر «فجر ليبيا» استهداف طائراتها تجمعات «جيش القبائل» الموالي لحفتر في منطقة القواليش، قرب المدخل الجنوبي لمدينة غريان. ونقلت وكالة الأنباء الليبية الناطقة باسم سلطات طرابلس، عن آمر غرفة عمليات «فجر ليبيا» في غريان العقيد علي الشريف أن اشتباكات عنيفة بكل أنواع الأسلحة الثقيلة دارت في منطقتي أبوشيبة ووادي الحي، فيما قال رئيس المجلس العسكري في غريان مفتاح أشكادة، أن «بوابة القضامة»، المدخل الجنوبي لمدينة غريان، تتعرض لقصف عنيف بقذائف الهاون والدبابات من قبل «جيش القبائل» المتمركز في القواليش (30 كلم غرب غريان). وأبلغت «الحياة» مصادر في غريان ان الوضع في المدينة «طبيعي جداً»، مشيرة الى انقطاع جزء من شبكة الاتصالات. وأوضحت المصادر ان قوات «فجر ليبيا» اغلقت طرقاً مؤدية الى المدينة حرصاً على سلامة المواطنين، نظراً الى «قصف عشوائي» يشنه مقاتلو «جيش القبائل» وحلفاؤهم من الزنتان. وقالت المصادر ان قوات «فجر ليبيا» اغلقت بالسواتر الترابية الطريق المؤدية الى طرابلس في منطقة نجيلة، حرصاً على الوضع الأمني في العاصمة. في بنغازي (شرق البلاد)، خاضت قوات «الجيش الوطني» بقيادة حفتر معارك عنيفة دامت نحو 38 ساعة متواصلة في المحور الغربي للمدينة، مع المليشيات الإسلامية المناهضة له. واعترف مصدر عسكري بمقتل ستة أفراد من قوات الجيش والشباب المساندين لهم خلال الاشتباكات التي دارت قرب «معسكر 17 فبراير» في المحور الغربي. واستهدفت طائرات الجيش ومدفعيته الثقيلة تجمعات للمناهضين له ومخازن اسلحة تابعة لهم في المنطقة. وأشار المصدر العسكري إلى الاشتباكات داخل الحرم الجامعي في كلية الهندسة في بنغازي، ولفت الى ان قوات الجيش تمكنت من إحراز تقدم كبير في محور سوق الحوت في وسط بنغازي حيث حاصرت بعض القناصة التابعيين للمليشيات داخل عمارة المرافق وفي مدرسة «يوسف بورحيل». على صعيد آخر، قررت السلطات التونسية السبت، إعادة فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية القادمة من ليبيا، عبر مطارات معيتيقة (طرابلس) ومصراتة وطبرق والأبرق (في الشرق). وأتى هذا القرار، عقب استكمال الدراسة الفنية التي أعدتها لجنة تابعة لوزارة النقل والداخلية والدفاع التونسي بعد جولة قام بها وفد من مصلحة الطيران المدني التونسي خلال الأسبوع الماضي، شملت هذه المطارات للوقوف على مدى توافر الجانب الأمني وشروط السلامة فيها. من جهة أخرى، قالت عضو الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي اعتماد المسلاتي، ان الهيئة «بصدد التصويت على المسودة النهائية لمشروع الدستور». وأوضحت أن «هذا الموضوع بالغ الأهمية، ونحن على مشارف المداولات الأخيرة، ونقوم بتنقيحه حالياً». وكانت هيئة صياغة الدستور واصلت اجتماعاتها ومشاوراتها مع كل الأطراف، ومناقشة مسودة الدستور الجديدة والخروج برؤى وأفكار موحدة تصب في مصلحة وضع دستور دائم للبلاد يعبرعن التوافق الوطني، ويحظى برضا كل فئات المجتمع. ويذكر أن هيئة صياغة الدستور، باشرت أعمالها في 21 نيسان (ابريل) 2014 في مقرها الرئيسي في البيضاء ، وتواصل مناقشاتها بصورة مستمرة لاستكمال المسودة الأولية بهدف التسريع بإنجاز مشروع الدستور.