×
محافظة المنطقة الشرقية

جامعة نايف العربية تنظم ملتقى ” دور الرعاية والمناصحة في مواجهة الفكر التكفيري”

صورة الخبر

احتفل العالم، يوم الخميس الماضي، بيوم الكتاب العالمي، وهو يوم حديث السن نسبيا، فقد ولد قبل عشرين عاما تقريبا. ما يلفت النظر في هذا اليوم هو أن الذي فكر فيه هم بائعو الكتب أنفسهم، فقد أرادوا أن يحتفوا بإحياء ذكرى الروائي الإسباني الشهير ميقيل دي سرفانتس سافدرا صاحب الرواية المشهورة دون كيشوت، فجعلوا من تاريخ وفاته ( 23 أبريل) يوما خاصا بتكريم الكتاب احتفاء به وإحياء لذكره. أولئك الباعة لم يكونوا مجرد تجار يبيعون الكتب، هم بفعلهم هذا أقرب لأن يكونوا رعاة فكر وأدب، بما يشبه الصورة القديمة التي كان عليها الوراقون في الماضي، فالوراقون في تاريخنا الإسلامي كانوا على مستوى جيد من الثقافة والرقي الفكري، كان الوراق يعد أديبا وقارئا واسع الاطلاع، يقدر المعرفة ويجل العلماء والكتاب. في أيامنا هذه، اختفت صورة بائع الكتب المثقف، وحلت مكانها صورة التاجر الذي يسعى إلى تسويق بضاعته بمختلف الأساليب، ليس منها الاهتمام بالثقافة أو الفكر!! الغريب أن يوم 23 أبريل، الذي خصص للاحتفاء بالكتاب، لم يكن تاريخ وفاة دي كيرفانتس وحده، وإنما يشاركه فيه أدباء آخرون توفوا في ذلك التاريخ؛ مثل وليم شكسبير، وفلاديميير نابوكوف، وموريوس درويون، وغيرهم، وربما يكون هذا هو السبب الذي جعل منظمة اليونسكو تقر هذا التاريخ عندما أرادت تبني مبادرة الاحتفال بالكتاب، فخصصت هذا اليوم ليكون يوما عالميا للكتاب وحقوق النشر والملكية الفكرية، ثم أضافت إليه تحديد عاصمة في كل عام لتكون عاصمة عالمية للكتاب. بعض الدول المعنية بنشر الثقافة ودعم القراءة بين أبنائها تستغل الاحتفال بهذا اليوم، فتوزع بعض كتب الأطفال الجذابة على الأطفال في المستشفيات والمدارس وبعض الأماكن العامة، وذلك لدعم ربط الأطفال بالكتب وغرس عادة القراءة. وأظن أننا في حاجة إلى فعل شيء مثل ذلك، حيث يمكن بمناسبة هذا اليوم اختيار بعض كتب الأطفال الجيدة والمشوقة، وعرضها في ركن بارز في المكتبات المدرسية، ومراكز بيع الكتب الكبرى، وفي المجمعات التجارية لتكون في متناول الجميع. كما يمكن إقامة معارض مصغرة للكتاب في المجمعات التجارية الكبرى، وتخصيص ركن فيها للقراءة، وركن آخر لرواية الحكاية تتولى فيه الرواية إحدى المتخصصات في رياض الأطفال. كما يمكن لوزارة التعليم أو وزارة الثقافة تبني مسابقات سنوية للصغار، تتعلق بالقراءة والتعريف بالكتب المقروءة، على أن يخصص يوم الكتاب لإعلان أسماء الفائزين وتوزيع الجوائز عليهم. وهناك أساليب أخرى كثيرة لاستغلال هذا اليوم في دعم القراءة وعقد صداقة مع الكتاب.