×
محافظة المنطقة الشرقية

خفض أسعار المكالمات الصوتية اعتباراً من الجمعة المقبل

صورة الخبر

بقلم : أيمـن الـحـمـاد مكتب الرياض سفراء     التعليم اليوم بوصفه معياراً لرقي الشعوب واضمحلالها يستوجب منّا التعاطي معه كقضية ملحة، على أساسها نخطط اقتصادنا ونرسم سياساتنا ونقيم مجتمعاتنا حضارياً وثقافياً. في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ المملكة يبدو أننا أمام استحقاق سيجعلنا أمام إلزامية الرقي بهذا المجتمع أو تقبّل ما يحدث لاحقاً، إذ خلال العقد الماضي صرفت الحكومة السعودية بشكل كبير لتوفير الأرضية المناسبة وإيجاد بيئة تعليمية قادرة على تقديم منتج يستحق معه هذا الصرف المالي الكبير، لكن ما حدث لا يوحي بمن يقف أمام خط الإنتاج أنه بصدد الحصول على منتج بجودة عالية.. لماذا؟ في البداية يجب أن ندرك أن التعليم ليس حضوراً صباحياً ومعلومات تلقن وواجبات منزلية تؤدى، وفي نهاية السنة ورقة تهنئنا باجتياز أبنائنا هذا العام وانتقالهم إلى العام المقبل، نفترض جدلاً أن هذه المهمة ليست أساساً لصرف المليارات. اليوم نحن بحاجة إلى نظام تعليمي مستقل بعيد كل البعد عن أنظمة البيروقراطية من تعيين للمعلمين وصولاً إلى بناء المدارس التي لطالما كانت أهم ما يستطيع المسؤولون عن التعليم زفه لنا كبشرى بالتخلي عن المباني المستأجرة، لكن ما حدث أن المدارس النموذجية توقفت في مرحلة البناء، وتحولت أطلالاً وبيوت أشباح بسبب خلاف بين الشركة والوزارة على تنفيذها. أما المعلمون اليوم فهم بحاجة أكثر من أي وقت مضى للتأهيل والاطلاع على التجارب الجديدة العالمية في هذه المهمة وليست الوظيفة الخطرة في بناء العقل والنفس البشرية، فالقدرة على إيصال المعلومة وتفهيمها لتلاميذ مختلفين في قدراتهم الذهنية وتركيزهم إضافة إلى ضخامة العدد الذي تحتضنه فصول المدارس الحكومية يجعل من عمل المعلم أمراً بالغ الصعوبة، لذا كان التعليم اليوم بحاجة إلى إصلاح شامل كمنظومة، فالمناهج اليوم وإن تم تحديثها إلا أنني أجزم أن بعض المعلمين غير قادر على شرح بعض المسائل لاسيما في العلوم التطبيقية، وإن حاول واجتهد البعض منهم، فالبعض قد يتجاهل الدرس للدرس الآخر، فما بالنا إن طلبنا منه تعليمهم بطرق مبتكرة.. التكنولوجيا والبحوث اليوم غائبة في مدارسنا، وتعليم اللغة الإنجليزية مخجل للغاية، فالطالب يتخرج من المرحلة الثانوية غير قادر على طلب الطعام في مطعم للوجبات السريعة.. هل سألنا أنفسنا لماذا؟ نحن اليوم بحاجة إلى خارطة طريق محكمة نستطيع من خلالها الوصول إلى جعل التعليم في المملكة يتواكب مع قدرات هذا البلد السياسية والاقتصادية، هذه الخارطة يجب أن تبدأ بالتوازي في الكليات والمدارس من خلال تهيئة المعلمين وتأهيل الموجودين الآن في المدارس، وعقد ورش عمل للاطلاع على مقترحاتهم وصعوباتهم والوقوف على الأوضاع بشكل مباشر.. ونحسب أن المدرسة التي زارها الدكتور عزام الدخيّل وزير التعليم في يومه الأول لا تليق بمدرسة في عاصمة المملكة.