نيودلهي: براكريتي غوبتا مع بدء عملية القبول للعام الدراسي 2013، تخطط الهند لوضع نظام التحاق عالمي للطلبة الأجانب الراغبين في الالتحاق بالمؤسسات التعليمية في البلاد. وأوضح إس إس مانثا، رئيس مجلس عموم الهند للتعليم التقني، المنظم للتعليم التقني في البلاد والهيئة التي ستجري الاختبار «ستبدأ وزارة تنمية الموارد البشرية في وضع امتحان قبول عالمي للطلبة الأجانب الراغبين في الالتحاق بالجامعات الهندية». وسوف يكون اختبار الالتحاق اختبار مماثلا لاختبار القبول في الجامعات الأميركية. يأتي ضمن أرقى الجامعات في الهند العديد من فئات الجامعات، مثل الجامعات المعتمدة لدى الحكومة الهندية، وجامعات الولايات الحكومية، والجامعات المفتوحة والمعاهد الوطنية، والجامعات الزراعية التي تمنح المتطلبات المذكورة للطلبة الأجانب. وتقدم الهند بجامعاتها وكلياتها، التي تصل إلى 343 جامعة و17 ألف كلية، نطاقا عريضا من المناهج الدراسية المعترف بها عالميا. إلى جانب المقررات الجامعية والدراسات العليا والدكتوراه، هناك العديد من معاهد التدريب والمعاهد الفنية التي تلبي الطلب المتزايد على المهارات والتدريب المهني. وبوجود 66 مؤسسة تعليم عن بعد في 60 جامعة، إلى جانب 11 جامعة مفتوحة، وسعت الهند من التعليم عن بعد أيضا. ووفقا لأحدث مسح حول أفضل كليات، أجرته صحيفة «إنديا توداي»، والذي يدعى «نيلسن بست كولدج»، والذي برز كأفضل دليل موثوق في البلاد لأفضل تعليم عال منذ إنشائه في عام 1997، كانت الكليات التي حصلت على الترتيب الأول في مجالات العلوم والفنون والتجارة جميعها من جامعة دلهي. فكانت خمس من أفضل 10 كليات في مجال الفنون والعلوم من جامعة دلهي، وكذلك أربع من أكبر 10 كليات للتجارة. ناهيك عن تفوق العاصمة الوطنية على بقية البلاد في ثلاثة مجالات أخرى. فتم تصنيف معهد عموم الهند للعلوم الطبية، ومعهد «آي آي تي دلهي»، و«إن آي إف تي دلهي»، كأفضل الكليات في الطب والهندسة والموضة على التوالي. وقد أفردت جامعة دلهي خمسا في المائة من مقاعدها الدراسية في العام الأكاديمي الحالي للطلبة الأجانب في كل كلياتها، وتنهال الاستعلامات الخارجية سواء عبر الإنترنت أو بشكل شخصي. وتقول فينا ميشرا، نائبة رئيس جامعة دلهي لشؤون الطلاب الأجانب «في كل عام، يفد طلاب من أكثر من 50 بلدا للدراسة في جامعة دلهي. وبصرف النظر عن عدد المقاعد المحجوزة، يمكننا قبول طالب أو اثنين على أساس الجدارة، وهو ما يختلف من كلية إلى أخرى». وقد أدرج مسح نيلسن خمس جامعات هندية خاصة كبرى، هي «بي آي تس إس بيلاني» وجامعة «جاين» وجامعة «آميتي»، وجامعة «كرايست» وأكاديمية «مانيبال» للتعليم العالي. وقد حصد المعهد الهندي للعلوم في بنغالور، على المركز الأول في تصنيف جديد لأفضل عشرة معاهد للتعليم العالي نتيجة لتأثيره الأكاديمي العالمي، تلاه المعهد الهندي للتكنولوجيا في بومباي، ومعهد عموم الهند للعلوم الطبية في المركز الثالث، والمعهد الهندي للتكنولوجيا في كانبور في المركز الرابع، والمعهد الهندي للتكنولوجيا في المركز الخامس. ويشير قسم الطلبة الأجانب الهندي إلى أن 30 في المائة من الطلاب الأجانب يفدون من الدول العربية والأفريقية، فيما تفد أعداد مماثلة من دول جنوب آسيا مثل نيبال وأفغانستان وبنغلاديش، وتأتي الحصة المتبقية من كوريا وفيتنام لمتابعة الدراسات البوذية، ومن اليابان والصين للانخراط في دورات اللغة الهندية. بالنسبة للمواطنين الأجانب الراغبين في الدراسة في الهند، فمن أجل الحصول على مناهج دراسية مهنية في مجال الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والطب أو الدكتوراه، يكون القبول على أساس الجدارة. والجدارة تعني الحصول على العلامات المطلوبة أو ما يعادلها من الدرجات. وهيئات التعليم الدولي في حالة الطلبة الجامعيين والجامعيين في حالة الدراسات العليا، معترف بها وأدرجتها جامعة دلهي. وتضيف ميشرا «بالنسبة للطلبة الذين يتقدمون من جامعات غير معترف بها، فتتم إحالة حالتهم إلى القسم المختص الذي يتقدمون إليه، إلى جانب مناهج تلك الهيئة أو الجامعة. وما إن تتم الموافقة يمنح الطالب القبول». لكن ينبغي أن ترسل لائحة الدرجات في غضون 10 أيام من الإعلان عن النتيجة إلى خلية الطلاب، بوزارة الشؤون الخارجية في نيودلهي. وتقديم الطلبة الدوليين الأوراق بشكل مباشر - لدراسة الهندسة والطب وطب الأسنان أو أي مجال طبي آخر من تلك التي تقدمها الجامعات العامة - غير ممكن. بالنسبة للطلبة القادمين من البلدان النامية في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، والتي تكون مرافق التعليم الطبي بها إما غير كافية أو غير متوفرة على الإطلاق، يتم توفير عدد محدود من المقاعد في مجال الطب والجراحة. ويطلب من الطلاب الذين يسعون للالتحاق في غير المقاعد المحجوزة بتقديم طلباتهم عبر البعثات الهندية في الخارج أو من خلال البعثات الدبلوماسية للدول المعنية في الهند. ويمكن للطلاب الدوليين تقديم طلب الالتحاق الجامعي للمرحلة الجامعية في تخصصات في الهندسة، الطب وطب الأسنان وفي الكليات الخاصة. أما عدد الحصص الأجنبية فهي محدودة. أما جامعة أوسمانيا في حيدر آباد فتأسست عام 1918، وقد نالت المركز السادس بين أفضل الجامعات الهندية في مجال الدراسات الإنسانية والعلوم والتجارة، وهو ما أهل الجامعة للحصول على مركز التميز، وهو ما يجعلها المقصد التعليمي المفضل للطلبة العرب. وحتى الآن تقدم نحو 1.600 طالب أجنبي، مقارنة بـ 1.100 في عام 2012. وعلى الرغم من جذب الجامعة لطلبة من نحو 78 دولة، فإن غالبية هؤلاء الطلبة هم من الدول الأفروآسيوية، مثل اليمن وإثيوبيا وإيران والعراق والسعودية والسودان. وتبدو مواد مثل الفنون والدراسات الإدارية والمقررات المهنية الأكثر تفضيلا لدى الدارسين الأجانب، حيث يرتفع الطلب على هذه المواد. ففي كل عام يختار أكثر من 100 طالب الهندسة المدنية، كما يتوقع أن يتضاعف عدد المتقدمين لدراسة العلوم الإدارية هذا العام، نتيجة لحجم الطلبات التي تم تلقيها والتغذية الراجعة من الطلبة الأجانب. ويقول البروفيسور، سي فينوغوبال راو، مدير العلاقات الأجنبية بالجامعة «على الرغم من أننا لم نبدأ بعد القبول بكليات الهندسة، نحن على يقين من أن 150 طالبا أجنبيا سيتقدمون بطلبات التحاق هذا العام، فنتيجة لزيادة الطلب، اضطررنا العام الماضي لرفض بعض الطلبات نظرا لأن عدد المقاعد المتوافرة تجاوزت المطلوب». وتحظى جامعة أوسمانيا بأضخم نظام تعليمي عال في البلاد، وتجتذب طلبة من جميع أنحاء الهند والدول الأجنبية. وتستقبل الجامعة نحو 300 ألف طالب يكملون فيها تعليمهم العالي، وفي كلياتها التابعة ومراكز المقاطعات. ويبلغ عدد العاملين بالجامعة ما يقرب من 5,000 شخص. ولا تزال البرامج التقنية والمهنية الأكثر تفضيلا لدى الطلاب العرب حيث يتقدم عدد لا بأس به من الطلبة الذين يتقدمون لدراسة الهندسة المدنية في كلية أو يو للهندسة والكليات التابعة لها. بالنسبة للمقررات الجامعية، يزداد الطلب بين الطلاب العرب، لا من السكان المحليين على دراسات الحاسب. وحتى الآن، تم تسجيل 200 طالب عربي لهذا العام. كما يأتي بكالوريوس التجارة وإدارة الأعمال من بين المقررات الدراسية الأكثر إقبالا من قبل الطلاب الأجانب. وقد تقدم نحو 330 طالبا أجنبيا لاستكمال دراستهم العليا في مجال العلوم، و203 لدرجة الماجستير في الفنون. وتعد جامعة بون الواقعة غرب الهند، في مدينة بون أحد أفضل الجامعات الهندية ونالت تصنيف «A» من قبل مجلس التقييم الوطني والاعتماد على أدائها بشكل عام. وهناك عدد من الطلاب العالميين هنا يفوق أي مكان آخر في الدولة. في الوقت الراهن، تعتبر جامعة بون واحدة من أكبر الجامعات في العالم، إذ تضم ما يزيد عن 500 ألف طالب يدرسون في 52 قسما في مرحلة الدراسات العليا ومركزا بحثيا وستة مراكز متعددة الاختصاصات و466 كلية و232 مؤسسة معترف بها منتسبة إلى الجامعة. وأشار مسؤول بجامعة بون إلى أن المدينة تستضيف نحو 40 في المائة من الطلاب العرب الذين يأتون إلى الهند للدراسة الجامعية. وفي جامعة «سيمبيوسز» الدولية، كان هناك عدد يربو على 3000 طالب أجنبي العام الماضي، غالبيتهم من دول أفرو آسيوية. وتعتبر جامعة ميسور في جنوب الهند خامس جامعة هندية في اجتذاب الطلاب العرب. وقد أصبحت جامعة ميسور وجهة شهيرة بالنسبة للطلاب العالميين، الذين يأتون مما لا يقل عن 52 دولة لدراسة مناهج الدراسة الجامعية والدراسات العليا هنا. وفيما انتهت عمليات قبول الطلاب الجامعيين تقريبا، فإنه لم يبدأ بعد التقديم في مراحل الدراسات العليا بجامعة ميسور. وتشرح آر إنديرا رئيسة المركز الدولي في ميسور قائلة: «يأتي كثير من الطلاب إلى مكتبي لإجراء تقييم جدارة للقبول. في حقيقة الأمر، ارتفع العدد خلال الأيام القليلة الماضية. لدينا لجنة أكاديمية، تضم عمداء من جميع أفرع الدراسة، يجرون عملية تقييم لجدارة الطلاب على أساس الدرجات أو الشهادات التي تم منحها لهم في دولهم». يذكر أن المجلس الهندي للعلاقات الثقافية أرسل نحو 500 طالب عربي للتقدم بطلب التحاق بالجامعة هذا العام. ونظرا لكونها «مركزا للامتياز الأكاديمي» و«مركز معرفة» بارزا بجامعات مرموقة وعدد من مراكز التعليم العالي المعروفة، يتجه الطلاب من الخارج مباشرة إلى المدينة، التي تعتبر أقل تكلفة من بنغالور، في التعليم العالي. وقامت الجامعة بتحديث المركز الدولي بموضوع الترويج لمنظور عالمي في برامج التعليم والبحث والتواصل. وأضافت إنديرا أنه «في العام الماضي كان لدينا 1120 طالب أجنبي. ونتوقع المزيد هذا العام. تفضل غالبية من الطلاب الأجانب مقررات التجارة لمستوى التعليم الجامعي، ويطمح كثير من الطلاب إلى الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال على مستوى الدراسات العليا»، على حد قولها، مضيفة أنه ستتم معرفة العدد المحدد للطلاب بعد القبول، مؤكدة أنه «يتحتم اجتياز اختبار الجدارة. بعدها فقط يسمح للطلاب بالتقدم بطلبات الالتحاق». وقالت إن «الطلاب يأتون إلى هنا بتأشيرة طالب أو تأشيرة بحث (بناء على خطاب قبول مشروط) بمجرد تأهلهم لاستكمال الدراسة هنا».. وتابعت موضحة «نصدر شهادات أصلية للطلاب للاستفادة من تصريحات إقامة من شرطة المدينة». إن انخفاض تكاليف التعليم وارتفاع مستوى جودته عاملان يجذبان الطلاب العرب إلى جامعة بانجاب والكليات المنتسبة إليها بأعداد كبيرة. في هذا العام، يأتي الطلاب من 24 دولة تضم بالأساس أفغانستان وإيران والعراق وإثيوبيا وبوتان. ويدرس 124 طالبا في جامعة بون، حيث تستحوذ إيران على نصيب الأسد. ويسعى غالبيتهم للحصول على درجة الدكتوراه.