توقفت فجأة كما بدأت فجأة عاصفة الحزم وتم إعلان انطلاقة المرحلة الثانية من الحرب تحت اسم عودة الأمل وسط تساؤلات المعنيين والمتابعين والمهتمين ،ففي ظاهر الأمر لم تحقق العاصفة كامل أهدافها بعد ، وإن حققت الكثير منها على مدى 27 يوماً من خلال توجيه الضربات الجوية القاصمة بطريقة ممنهجة استهدفت خلالها العاصفة الكثير من مواقع الحوثيين وقوافلهم الميليشية وتدمير مخازن الأسلحة وخصوصاً تدمير مواقع الصواريخ الباليستية التي كانت تشكل خطراً محدقاً على دول الجوار ، كما حيدت العاصفة الطيران العسكري اليمني وكذلك توجيه الضربات المؤلمة ضد القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح ، غير أن كل ذلك لا يشكل نهاية للحرب . ما هو أكيد هو أن الحرب لم تضع أوزارها بعد فحسب الوقائع على الأرض فقد استأنف التحالف الضربات الجوية في اليوم الثاني لوقفها مباشرة وبضراوة لا تقل عن الضراوة السابقة إذ لا تزال الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لصالح تتحرك بقوة صوب إب والضالع وعدن وصنعاء وغيرها من المدن للاستيلاء عليها ، ولا تزال القوى الشعبية تشتبك مع الميليشيات الحوثية في معارك طاحنة بدعم جوي من عاصفة الحزم. اعتبر عدد من المحللين أن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أيده الله باستدعاء قوات الحرس الوطني و هي زهاء 100 ألف مقاتل للدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة قبالة الأراضي اليمنية ، بعدما تم الإعلان عن وقف عاصفة الحزم ، عن توقعات بتطور الحرب إلى حرب أرضية على التخوم السعودية اليمنية وذلك القرار يصب في خانة المبادرة السعودية بالتحرك العسكري المستمر ، ويؤكد على عزم الرياض على فرض إرادتها باليمن في نهاية المطاف وعدم التراجع . إيران كشفت هي الأخرى القناع عن وجهها القبيح وبأنها كانت الداعم الحقيقي للتمرد الحوثي باليمن وأخذت قياداتها على أعلى المستويات تتهدد وتتوعد وترسل السفن التي قد تكون محملة بالأسلحة للحوثيين ،فالحرب على الحقيقة حربها على السعودية بصفتها الدولة السنية الأكبر ثقلاً على مستوى العالمين العربي و الإسلامي. بيد المملكة العربية السعودية العديد من الأوراق الرابحة لكسب النصر بحول الله وقوته منها دعم الحل السياسي الذي استصدرت قراراً من مجلس الأمن المعروف التفاصيل بالتوازي مع الأعمال الحربية والذي من بين بنوده تسليم الحوثيين كل الأسلحة الثقيلة التي غنموها من بقايا الجيش اليمني ، ومنها تصعيد الموقف عسكرياً على الأرض وتسليح اليمنيين المعتدلين تسليحاً نوعياً وتدريبهم عليه فهم جديرون بالدفاع عن اليمن الشقيق أمام هذا الغزو الإيراني الصفوي فالمعركة معركة وجود لا معركة حدود و نتيجة هذه الحرب ستشكل مستقبل عالمنا العربي والإسلامي لمئات السنين ، و ما النصر إلا من عند الله.