جدد وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أمام البرلمان عزم حكومته على مكافحة الإرهاب وإحباط مخططاته، فيما نفذت وحدات من الشرطة حملة دهم واسعة في عدد من المحافظات لاعتقال 18 باكستانياً وأفغانياً متهمين بالانتماء إلى تنظيم أصولي مقرّب من «القاعدة»، وتتركز قاعدته في محافظة ساسّاري بجزيرة سردينيا، حيث اعتقل 7 مشبوهين. ويتزايد قلق الحكومات الأوروبية من تهديد «خلايا نائمة» أنشأها متشددون يعيشون حياة طبيعية في بلادهم ويمكنهم تنشيطها لشن هجمات. ولم يستبعد ماورو مورا، أبرز المدعين العامين في كالياري، تخطيط أفراد الخلية الذين غادر بعضهم إيطاليا، لمهاجمة الفاتيكان «استناداً الى قرائن قوية». وتحدث محققون في الشرطة عن قول مشبوهين في مكالمات هاتفية خضعت للتنصت إنهم سيبدأون «جهاداً كبيراً» في إيطاليا، مع الإشارة إلى شارع فيا ديلا كونسيلياتسيوني، أبرز شارع يؤدي الى الفاتيكان، كهدف محتمل، «رداً على كلمات ساخرة قالها البابا». وأكد المحققون امتلاك الخلية «كميات كبيرة من الأسلحة»، مشيرين إلى أن أبرز عناصرها تاجر يدعى خان سلطان والي، يُقيم منذ فترة طويلة في أولبيا شمال جزيرة سردينيا، إضافة الى إمام من حركة «تبليغ الدعوة» يقيم في لومبارديا، ويستخدم سلطته الدينية ونفوذه في جمع أموال. وكشفت الشرطة عن أن عدداً من الملاحقين متهمون بالتورط بنشاطات إرهابية في باكستان، بينها قتل أكثر من مئة شخص بتفجير استهدف سوق مينا بازار بمدينة بيشاور في 28 تشرين الأول (اكتوبر) 2009. كما أظهرت إجراءات تنصت أن اثنين من الموقوفين هما من الحراس السابقين لزعيم «القاعدة» أسامة بن لادن الذي قتلته وحدة كوماندوس أميركية في مدينة أبوت آباد الباكستانية عام 2011. وأوضحت الشرطة الإيطالية أن أعضاء الخلية زوروا عقود عمل بالتعاون مع أصحاب مصالح، ثم نشطوا في تسهيل عمل منظمات لتهريب مهاجرين غير شرعيين وتوزيعهم في دول أوروبية، إضافة إلى تمويل شبكة المهرّبين. وفي حالات أخرى، استعان أفراد المجموعة بحق طلب لجوء سياسي، مستخدمين شهادات مزورة تُفيد بأنهم ضحايا تصفية عرقية أو دينية.