×
محافظة المدينة المنورة

«الأفغاني» المنتظم في الصلاة بالمسجد النبوي 40 عاماً ينفي شائعة وفاته (فيديو)

صورة الخبر

في مقالي الفائت «جريمة جنائية بامتياز»، تحدثت عن الفصل التعسفي وضرورة اعتباره مخالفة جنائية يُلاحق مرتكبها قانونياً ويُعاقب إذا ثبت أنَّه أساء استخدام سلطته لإيذاء موظف، هذا المقال لقي ردود أفعال متفاوتة كان أحدها لافتاً كثيراً حينما علَّق أحدهم بقوله «السعودي مو حق شغل»، هذه الجملة أربكتني كثيراً وأصابتني بالصدمة، السبب هو أن هناك بالفعل من يعتقد أن السعودي كائن من الفضاء يختلف عن بقية خلق الله بحيث يميل كل البشر عادة للعمل بجد لكسب لقمة العيش بينما يتجرَّد هذا السعودي من هذه الصفة ليصبح عالة على أسرته ووطنه. في اعتقادي أن المواطن الذي يبحث عن عمل، يبحث قبل ذلك عن الجهة التي تتعامل معه بإنسانية بحيث تمنحه التدريب والتطوير والقيمة الوظيفية والكرامة قبل كل شيء، أستطيع آسفاً أن أدعي أن هناك بعض الشركات تتعامل مع الموظف السعودي على أنَّه رقم مفروض عليها من وزارة العمل، بحيث ينتفي سبب توظيفه من الأساس لو كان هذا الشرط غير مُلزم، انطلاقاً من ذلك فإنَّ كرامته تكاد تكون مفقودة تماماً حينما تُصر إدارته على التعامل معه بدونية وعدم احترام بينما يلاقي غير السعودي كثيراً من ذلك، لا شك أن هناك نسبة من السعوديين لا يكترثون بالعمل، ولكن لا يصل الأمر لمستوى الظاهرة بحيث يُصدر حكم مسبق بأنَّهم جميعاً «مو حق شغل». بذلت الدولة كثيراً من المال والجهد في بناء المواطن السعودي علمياً وتأهيله لسوق العمل، ومع أن هناك انتقادات دائمة لمستوى التنسيق بين الجهات العلمية والتدريبية وبين جهات العمل إلا أن نسبة من المؤهلين لدخول سوق العمل ممن درسوا في أفضل الجامعات والتخصصات في الداخل والخارج موجودة وتنتظر الفرصة للـعمل، هؤلاء المهـندسون والإداريون وغيرهم هم في كثيرٍ من الأحيان أفضل ممن نستقدمهم من الخارج بمراحل، ولكن المشكلة حينما تكون إدارات الشركات مستحوذة من السيد «بابو» وأضرابه، حينها لن يجد هذا الشخص سبباً واحداً يدعوه لتقديم توظيف هذا السعودي على مليون ابن عم وابن خال وقريب له في بلاده يتمنى استقدامهم، لماذا يوظف السعودي؟! هل لأنَّه متألم لواقع البطالة؟! أو لأنه يجد ذلك من الوفاء لهذه البلاد؟! في اعتقادي أن لا سبب يدفع إدارات كثير من الشركات غير السعودية ليتكرموا ويوظفوا السعودي ويحترموه، وحين ذلك سيجدون كثيراً من التبريرات التي أحدها هذه الكذبة المقيتة التي عولموها وخدعوا بها حتى السعوديين أنفسهم وهي: «السعودي مو حق شغل». المواطنون السعوديون كغيرهم من خلق الله «حق شغل»، هم من بنوا هذه البلاد في بداية ثورتها النفطية والصناعية حتى أوصلوها لما نراه الآن، ما يحتاج إليه هذا السعودي هو شيء من الاحترام والتدريب والثقة وسيكون بلا شك موظفا مبدعا، امنحوه ذلك وستجدون شركاتكم تتكلم بلغتنا ومليئة بكثير من الأسباب التي تجعل بيئات العمل فيها مريحة وتدفع للنمو والإبداع، أما إذا صدَّق التنفيذيون السعوديون هذه الكذبة فسيشاركون دائماً في تهميش المواطنين وتقديم غيرهم عليهم حتى وإن شاهدوا بأنفسهم كيف أن هذا الأجنبي لا يُحسن من العمل شيئاً.