يعد الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا بأن يكون مثيرا للغاية بمبارياته الأربع، وذلك في ظل وجود أربعة عمالقة على رأسهم ريال مدريد الإسباني بطل الموسم الماضي وحامل الرقم القياسي (10 مرات) ومواطنه برشلونة، بايرن ميونيخ الألماني، ويوفنتوس الإيطالي. وتسحب قرعة الدور نصف النهائي اليوم في مقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في نيون السويسرية بعد أن اختتم الدور ربع النهائي بتأهل ريال مدريد على حساب جاره ووصيفه أتلتيكو مدريد بالفوز عليه إيابا بهدف في الوقت القاتل بعد تعادلهما ذهابا سلبيا، ويوفنتوس بتعادله مع مضيفه موناكو الفرنسي سلبيا بعد فوزه عليه ذهابا بهدف. وكان بايرن ميونيخ قد ضمن بطاقته باكتساحه ضيفه بورتو البرتغالي 6/ 1 بعد أن خسر أمامه ذهابا 1/3، فيما جدد برشلونة تفوقه على باريس سان جرمان الفرنسي بالفوز عليه 2/ 0 بعد أن تغلب عليه ذهابا في معقله 3/ 1. ولا يمكن لدور الأربعة أن يكون أفضل من ذلك لأنه يضم فرقا توجت بما مجموعه 21 لقبا في المسابقة القارية الأم، وقد تأهل برشلونة إلى نصف النهائي للمرة الحادية عشرة في تاريخه، والريال للمرة الخامسة على التوالي والعاشرة في تاريخه وبايرن للمرة الرابعة على التوالي والتاسعة في تاريخه. بدوره، يعود يوفنتوس إلى المربع الذهبي للمرة الأولى منذ 2003 (السادسة في تاريخه) حين واصل مشواره حتى النهائي قبل أن يخسر بركلات الترجيح أمام مواطنه ميلان، ما حرمه من لقبه الثالث في المسابقة التي توج بها عامي 1985 و1986. ووجود هذا الرباعي في نصف النهائي، يؤكد للأغنياء الجدد في القارة الأوروبية، على غرار باريس سان جرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الإنجليزي، أن المال لا يشتري الخبرة، أي العامل الذي يعول عليه يوفنتوس بشكل خاص في ظل وجود الحارس القائد جانلويجي بوفون (37 عاما و85 مباراة في دوري الأبطال) والمايسترو أندريا بيرلو (35 عاما و105 مباريات في المسابقة القارية). وهناك أيضا إيطالي آخر يتميز بخبرته الطويلة في هذه المسابقة وهو كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد الذي خاض ضد أتلتيكو مباراته الـ140 في دوري الأبطال ليصبح على بعد 50 مباراة من الرقم القياسي للمدربين الذي يملكه الاسكتلندي أليكس فيرغوسون أسطورة مانشستر يونايتد الإنجليزي السابق. ومن المؤكد أن وجود هذا الرباعي في نصف النهائي سيمنح عديدا من اللاعبين الكبار فرصة التألق مثل نجمي برشلونة وريال مدريد الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو اللذين لم ينجحا للمرة الأولى منذ موسم 2005-2006 في تسجيل أي هدف في الدور ربع النهائي، وبالتالي سيحاول هذان النجمان اللذان احتكرا جائزة أفضل لاعب في العالم منذ 2008، التعويض في دور الأربعة. ولا تنحصر النجومية بهذين اللاعبين فقط، فهناك في برشلونة البرازيلي نيمار، صاحب ثلاثة أهداف في ربع النهائي، والأوروجوياني لويس سواريز وأندريس أنييستا الذي أظهر مجددا قيمته بالمجهود الفردي الرائع الذي قام به قبل أن يمرر كرة الهدف الأول لفريقه في مباراة الثلاثاء ضد سان جرمان. ولدى ريال، هناك الويلزي غاريث بايل والفرنسي كريم بنزيمة والكولومبي خاميس رودريغيز والمكسيكي خافيير هرنانديز الذي لعب الأربعاء دور البطل بتسجيله هدف التأهل لفريقه على حساب أتلتيكو. وفي صفوف بايرن، هناك الهولندي أريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري اللذان يأملان بالتعافي من الإصابة قبل دور الأربعة "الخامس والسادس من أيار (مايو)" ذهابا و12 و13 منه إيابا)، وتوماس مولر والبولندي روبرت ليفاندوفسكي والقائد فيليب لام، مقابل وجود بوفون وبيرلو والأرجنتيني كارلوس تيفيز والتشيلي أرتورو فيدال في صفوف يوفنتوس الذي يأمل باستعادة خدمات الفرنسي بول بوغبا في الوقت المناسب.