×
محافظة المدينة المنورة

اختتام ملتقى التطوير المهني لتعليم البنات في المدينة

صورة الخبر

أعرب السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري عن أسفه لما وصفه بخطاب «انفعالي» لجأ إليه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، على خلفية أحداث اليمن، معتبرا أنّه «لا يخدم مصلحة لبنان والعلاقات السعودية اللبنانية، بل يخدم أجندة خارجية». وذكّر عسيري، في حديث خاص مع قناة «فرانس 24»، بأن السعودية «أسهمت بإعمار الجنوب وتقديم المساعدات للبنانيين الشيعة في الجنوب بعد حرب يوليو (تموز) في عام 2006»، مؤكدا أن المملكة «لا تنظر إلى لبنان كطوائف، بل كبلد عربي ومميز بغناه الثقافي». وقال: «نحن لم نسمع بالطائفية إلا في عام 79 عندما بدأت إيران بتصدير الثورة وهي مستمرة بذلك، وهو أمر لا يخدم إيران أو المنطقة. والمطلوب هو التعقل ومعرفة أهمية الجوار والمصالح المشتركة بين البلدان، وهذا ما تريده المملكة العربية السعودية». وأوضح عسيري أن هبة المليارات الثلاثة لتجهيز الجيش اللبناني بأسلحة فرنسية «أتت نتيجة قرار اتخذه العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز بعدما عرض له الرئيس السابق ميشال سليمان حجم التحديات التي يواجهها الجيش اللبناني نتيجة إفرازات الحرب في سوريا، في وقت يعاني الجيش من قلة التسليح والإمكانات». ورأى عسيري أن الهبة هي «قرار سعودي حكيم لحماية الشرعية اللبنانية والمحافظة على أمن لبنان واستقراره وضبط حدوده كي لا يتعرض لأي ضرر من أي جهة كانت، كما أنّها تعكس محبة المملكة للبنان، وهي تأكيد على استمرار العلاقات التاريخية بين لبنان والسعودية». وأكد السفير السعودي أن «الهبة ليست موجهة ضد أحد، بل إن الأسلحة مقدمة للجيش اللبناني المؤلف من كل الطوائف اللبنانية، وهو درع الوطن ويحمي لبنان وشعبه». وفي سياق منفصل، رأى عسيري أن «عاصفة الحزم» قطعت شوطًا كبيرًا من الناحية العسكرية، وحققت هدفها الذي لم يكن تدمير اليمن والإضرار بالشعب اليمني، بل إعادة الوحدة اليمنية والشرعية اليمنية المتمثلة بالرئيس السابق والحكومة التي سلبت مؤسساتها منها بسبب تدخل إيران السافر في اليمن وسوء تصرفات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي غدر بشعبه وبالحوثيين بعدما حاربهم في البداية». وشدد عسيري على ضرورة اجتماع الإرادة السياسية في اليمن وإيجاد حلول سياسية بين اليمنيين أنفسهم. وقال إن «المملكة العربية السعودية ليست من هواة الحروب أبدًا، ولكنها لم تجد أمامها بعد جهود كبيرة بذلتها مع دول الخليج والأمم المتحدة إلا أن تتدخل، فلو ترك الوضع في اليمن على ما كان عليه، لكان التأثير سلبيًا جدًا على المملكة التي كان من حقها اتخاذ الإجراء الذي اتخذته». وأعرب السفير السعودي عن أمله في أن «تعود البنى التحتية في اليمن قريبًا، وتعود اللحمة إلى أبناء اليمن جميعًا»، مشددا على أن المملكة «لن ترضى بأن يتعرض أي بلد في الخليج والمنطقة لضرر كبير، بل ستقف لتقديم الدعم من خلال الحلول السياسية والحوار البناء». وتطرق عسيري إلى الاتفاق النووي الغربي مع إيران، لافتا إلى أن «السعودية تنظر إلى إيران كبلد جار ومسلم وتربطنا به علاقات دبلوماسية. كما أن الاتفاق النووي يخص الدول الغربية وإيران ولا يخصنا. إنما ما نتمناه أن يتغير السلوك الإيراني، فلا تتدخل بالدول المجاورة، بل أن تكون العلاقات الإيرانية مع دول الجوار علاقات بناءة تحكمها إرادة صادقة ومخلصة للتعاون المشترك». وأكد عسيري أنّه «لن يُسمح لإيران بأن تهيمن على دول المنطقة. إذا كانت هذه نيتها فيجب أن تتوقف فورا». وقال: «حان الوقت لأن تعيد إيران النظر بسياستها بدلا من أن يكون هناك احتقان طائفي وسياسي». وسأل: «هل أفاد اليمن أو العراق أو سوريا تدخلها؟ هل من استقرار في هذه الدول؟» ورأى أن السياسة التي تتبعها إيران في تصدير الثورة وآيديولوجيتها تؤدي إلى نشر الطائفية وترسيخ الفتنة، آملا إعادة النظر بهذه السياسة التي لا تخدم إيران ولا دول المنطقة.