بالغت شركات البتروكيماويات السعودية في تأثر أرباحها خلال الربع الأول من العام الجاري، بتراجعات أسعار النفط خلال نفس الفترة، حيث تراجعت أرباح الشركات بنسبة 53 في المائة، فيما انخفضت أسعار النفط بنسبة 48 في المائة فقط خلال نفس الفترة، التي تعد الأسوأ منذ خمس سنوات ونصف أي منذ (الربع الثالث من 2009). وأظهر تحليل لوحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة "الاقتصادية"، تراجع أرباح شركات البتروكيماويات السعودية المدرجة في سوق الأسهم، البالغ عددها 14 شركة، بنسبة 53 في المائة خلال الربع الأول من العام الجاري، لتبلغ نحو 4.4 مليار ريال، مقابل 9.3 مليار ريال في نفس الفترة من العام الماضي، منخفضة بقيمة 4.9 مليار ريال. يأتي هذا على الرغم من تراجع أسعار النفط بنسبة 48 في المائة خلال نفس الفترة، حيث بلغ متوسط سعر خام برنت 56 دولارا خلال الربع الأول من العام الجاري، مقابل 108 دولارات في نفس الفترة من العام الماضي. وعزت شركات البتروكيماويات خسائرها والتراجعات في أرباحها خلال الربع الأول من العام الجاري، إلى تراجع أسعار البتروكيماويات ،التى ترتبط بشكل كبير بأسعار النفط. ومن المعلوم أن انخفاض أسعار النفط يُخفض أسعار المواد الخام التي تستخدمها شركات البتروكيماويات حول العالم، فيما يعد انخفاض أسعار النفط مفيدا أكثر لشركات البتروكيماويات العالمية عن نظيرتها السعودية، كونه يُفقد الشركات المحلية جزءا من ميزة تنافسية وهي حصولها على بعض المواد الخام بأسعار مدعومة من الحكومة السعودية، إلا أن ذلك لا يبرر تراجع أرباحها بشكل أكبر من انخفاضات النفط. وتراجعت أرباح شركات القطاع بنسبة 31 في المائة عن مستوياتها في الربع السابق (الرابع من العام الماضي)، البالغة 6.4 مليار ريال، بفارق نحو ملياري ريال. ومن بين 14 شركة يضمها القطاع المدرج في سوق الأسهم، توقع المحللون وشركات الأبحاث أن تربح 11 شركة منها، أكثر من 4.5 مليار ريال خلال الربع الأول من العام الجاري، فيما حققت هذه الشركات 4.4 مليار ريال، بما يعني أنها جاءت أقل من التوقعات بنسبة 2 في المائة. وعلى أساس المقارنة السنوية، سجلت ست شركات بتروكيماويات خسائر خلال الربع الأول من العام الجاري، فيما تراجعت أرباح سبع شركات، ولم تنجُ سوى شركة واحدة محققة نموا في الأرباح وهي شركة سبكيم العالمية. الشركات الخاسرة تشمل الشركات الخاسرة في القطاع كلا من: كيمانول، والتصنيع، واللجين، ونماء، والصحراء، وكيان. وعزت "كيمانول" خسائرها إلى عدة أسباب أهمها الانخفاض الحاد في أسعار بعض منتجات الشركة الرئيسية بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية، ما سبب انخفاضاً حاداً في المبيعات بنسبة 15 في المائة مقارنة بالربع المماثل من العام السابق، وهو ما يعادل نحو 35 مليون ريال، إضافة إلى الارتفاع النسبي في بعض مدخلات الإنتاج، ما أدى إلى انخفاض الربح الإجمالي بنسبة نحو 62 في المائة مقارنة بالربع المماثل من العام السابق. وأضافت الشركة، أن الخسائر سببها أيضا، ارتفاع المصاريف الإدارية بنسبة 25 في المائة، بسبب الزيادة السنوية لرواتب وتعويضات منسوبي الشركة، وانخفاض المصاريف التمويلية بنسبة 22 في المائة، وذلك يعود إلى تخفيض عمولات بعض التسهيلات، فضلاً عن فروقات إيجابية ناتجة عن إعادة تقييم اتفاقية مبادلة أسعار الفائدة. أما "التصنيع" فأرجعت خسائرها إلى انخفاض أسعار بيع المنتجات على الرغم من زيادة في الكميات المنتجة والمبيعة، إضافة إلى ارتفاع المصاريف الأخرى نتيجة لتسجيل القيمة العادلة السالبة من تقييم عقود التحوط والمشتقات التي أبرمتها إحدى الشركات التابعة مع بعض المصارف المحلية للحد من مخاطر تقلبات أسعار صرف العملات الأجنبية. وقالت "اللجين"، "إن صافي الخسارة يرجع أساسا إلى انخفاض الإنتاج والمبيعات خلال الربع الأول لعام 2015م مقارنة بالربع الأول لعام 2014م، حيث توقّف مجمّع ناتبت للبولي بروبلين لمدة 32 يوماً في الربع الأول من عام 2015م لإجراء الصيانة الدورية المجدولة. من جهتها، ذكرت "نماء"، أن سبب ارتفاع الخسارة خلال الربع الحالي مقارنة بالربع المماثل من العام السابق يعود إلى انخفاض الكميات المنتجة، وذلك بسب توقف بعض وحدات الإنتاج في الشركة لغرض القيام بأعمال الصيانة الدورية، إضافة إلى انخفاض الكميات المبيعة من الإيبوكسي بنسبة 25 في المائة، كذلك يعود انخفاض الإيرادات الأخرى إلى انخفاض خسائر تقييم العملات الأجنبية، إضافة إلى عدم قيد عوائد من أرباح شركة ينساب مقارنة بالربع المماثل من العام السابق. وأوضحت "الصحراء"، أن سبب الخسائر هو انخفاض المبيعات والأسعار على منتجات الشركات التي دخلت مرحلة التشغيل التجاري حديثاً وهي الشركة السعودية لحامض الإكريليك والشركة السعودية للبوليمرات فائقة الامتصاص وشركة الصحراء ومعادن للبتروكيماويات محققة بذلك خسائر خلال الربع. وأعادت السبب أيضا إلى انخفاض كميات وأسعار المبيعات لشركة الواحة للبتروكيماويات وتحميل الربع بمصاريف إعادة التمويل التي تقدر بمبلغ 39.6 مليون ريال، إضافة إلى ذلك انخفاض أرباح مصنع الشركة السعودية للإثيلين والبولي إثيلين بسبب انخفاض كميات وأسعار المنتجات. وأخيرا شركة كيان السعودية التي أرجعت الخسائر إلى انخفاض متوسط أسعار بيع المنتجات وانخفاض حجم الكميات المنتجة والمبيعة بسبب أعمال الصيانة لمصنع الأولفينات، وكذلك وجود خلل فني في مصنع البولي كاربونات خلال الربع الحالي. ومما أثر سلباً كذلك نقص كميات اللقيم من الشبكة الموحدة مع الشركات الأخرى خلال فترة الصيانة، حيث لم تكن كافية لتغطية احتياج جميع مصانع الشركة من المواد اللازمة، إضافة إلى زيادة طفيفة في النفقات المالية وارتفاع في مخصص الزكاة خلال الربع الحالي. الشركات المتراجعة أرباحها أما الشركات السبع التي تراجعت أرباحها فهي: بتروكيم، وسابك، وسافكو، والمجموعة السعودية، وينساب، والمتقدمة، وبترورابغ. وعزت "بتروكيم" سبب انخفاض الأرباح إلى انخفاض متوسط أسعار بيع منتجات الشركات التابعة، على الرغم من انخفاض أسعار بعض اللقيم، علماً بأن هناك زيادة في كمية المنتجات المبيعة خلال الربع الحالي مقارنة بالربع المماثل من العام السابق، الذي بدوره أدى إلى زيادة تكاليف البيع والتوزيع خلال الفترة الحالية إضافة إلى ارتفاع مخصص الزكاة. وقال "سابك"، "إن انخفاض صافي الربح يرجع إلى انخفاض متوسط أسعار بيع المنتجات علما بأن هنالك انخفاضا في تكلفة المبيعات"، فيما ذكرت "سافكو" أن تراجع الأرباح بسبب انخفاض متوسط أسعار البيع والكميات المبيعة لمنتجات الشركة إضافة إلى انخفاض نصيب الشركة من أرباح شركة ابن البيطار (شركة زميلة). وأوضحت "المجموعة السعودية" أن التراجع في الأرباح سببه انخفاض حصة المجموعة في نتائج شركة "بتروكيم"، حيث كانت في الربع المماثل من العام السابق 71 مليون ريال، مقابل 51 مليون ريال للربع الحالي، وذلك يعود إلى انخفاض متوسط أسعار بيع منتجات الشركات التابعة لبتروكيم، على الرغم من انخفاض أسعار بعض اللقيم. وقالت "إن هناك زيادة في كمية المنتجات المبيعة خلال الربع الحالي مقارنة بالربع المماثل للعام السابق، الذي بدوره أدى إلى زيادة تكاليف البيع والتوزيع خلال الفترة الحالية، إضافة إلى ارتفاع مخصص الزكاة". كما أكدت الشركة أن من بين الأسباب، انخفاض حصة المجموعة في أرباح المشاريع المدارة بصورة مشتركة SCP-JCP، وذلك بسبب انخفاض متوسط أسعار منتجات تلك الشركات، وارتفاع حصة المجموعة في خسائر شركة البتروكيماويات التحويلية PCC من مليوني ريال في الربع المماثل من العام السابق، لتصبح 20 مليون ريال في الربع الحالي، وذلك يعود إلى انتقال بعض المصانع لعمليات التشغيل بعد أن كانت مشاريع تحت التنفيذ. أما "ينساب" فقالت "إنه يعود سبب انخفاض صافي الربح إلى انخفاض متوسط أسعار بيع المنتجات، رغم انخفاض أسعار بعض مواد اللقيم وزيادة حجم الكميات المبيعة". من جهتها، بررت "المتقدمة" تراجع أرباحها بصورة رئيسية إلى انخفاض أسعار البيع التي قلل من أثرها جزئياً انخفاض أسعار اللقيم، إضافة إلى بعض الخسائر المحققة من الاستثمارات في سوق الأسهم السعودية. وأوضحت "بترورابغ" أن تراجع الأرباح يعود إلى انخفاض هوامش المنتجات البتروكيماوية، وذلك على الرغم من استقرار عمليات الشركة التشغيلية وتحسن هوامش التكرير في هذا الربع. «سبكيم» الناجي الوحيد وأعادت الناجي الوحيد في القطاع، من الخسائر وتراجعات الأرباح، شركة "سبكيم"، سبب الارتفاع في أرباحها إلى زيادة الإنتاج والمبيعات من مصانعها، وانخفاض مخصصات الزكاة ومصاريف البيع والعمومية والإدارية، رغم انخفاض أسعار جميع منتجات الشركة، وتحملها مصاريف إضافية نتيجة انخفاض عملة اليورو لمبيعاتها في أوروبا، فقد قلل من أثرها التحسن في كفاءة تشغيل المصانع (مقارنة بالربع المماثل من العام السابق الذي شهد توقفات غير مجدولة لمعظم المصانع)، والزيادة في كميات المبيعات وانخفاض أسعار اللقيم.