جُرح العشرات في اشتباكات بين أنصار «الإخوان المسلمين» في مصر ومعارضيها خلال مسيرات نظمتها الجماعة أمس، في إطار فعاليات تستمر حتى موعد محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ما يُنذر بتصاعد العنف في ظل إصرار «الإخوان» على تصعيد الاحتجاجات التي تلقى رفضاً من قطاعات شعبية. وكان «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي دعا إلى تظاهرات أطلق عليها «أسبوع الصمود» أمس. ونظم أنصاره مسيرات من مساجد عدة في القاهرة ومحافظات شهدت مواجهات مع الأهالي. ورغم أن مشهد الاشتباكات يتكرر بين أنصار مرسي ومعارضيه في غالبية تظاهراتهم، إلا أن مواجهات أمس بدت أوسع نطاقاً، فانتشرت في أحياء عدة في القاهرة وفي محافظات الإسكندرية والغربية وبورسعيد والدقهلية وسوهاج والسويس. وخرجت مسيرات من عشرات المساجد في القاهرة، ووقعت اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه في مناطق ميدان الجيزة وفيصل والعمرانية وحلمية الزيتون والمعادي، استخدمت فيها الحجارة وأحيانا الأسلحة الخرطوش. ووقعت الاشتباكات غالباً بسبب ترديد أنصار مرسي هتافات ضد الجيش والشرطة، فيما رفع أهالي معارضين لـ «الإخوان» صوراً لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ما سبب مواجهات بين الطرفين كان أعنفها في حي العمرانية الذي دارت فيه حرب شوارع. وأغلقت قوات الجيش والشرطة ميداني النهضة في الجيزة ورابعة العدوية في حي مدنية نصر، ومنعت حركة السير عبرهما، فيما طوقت ميداني التحرير في قلب القاهرة وسفنكس في حي المهندسين، ومحيطي قصر الاتحادية الرئاسي في مصر الجديدة ووزارة الدفاع في كوبري القبة، وسمحت بحركة المرور فيها وسط استنفار أمني لمنع اقتراب حشود «الإخوان» منها. وتظاهر مئات من أنصار «الإخوان» أمام قصر القبة الرئاسي واعتلى صبية أسواره، وأطلقوا ألعاباً نارية في الهواء، وكتبوا عبارات مناهضة للحكم الموقت. ووقع أعنف الاشتباكات في المحافظات في مدينة الإسكندرية، إذ شهد حي سيدي بشر شرق المدينة مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، وطاردت المتظاهرين في الشوارع الجانبية وأوقفت عددا منهم. ووقعت اشتباكات محدودة بين الأهالي و «الإخوان» غرب المدينة، بعدما رشق الأهالي المتظاهرين بالحجارة. وتظاهر مئات من أنصار الحكم الموقت أمام مسجد القائد إبراهيم في المدنية، ورفعوا صورا للسيسي. وفي مدينة بورسعيد المطلة على قناة السويس، وقعت اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه استدعت تدخل قوات الجيش والشرطة لفضها. وأطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود المؤيدة لمرسي، وطاردت المتظاهرين في الشوارع. وفي السويس أيضاً وقعت اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وطاردت المتظاهرين في الشوارع الجانبية ومنعتهم من الوصول إلى ميدان الأربعين. وبدا أن التحالف المؤيد لمرسي يراهن على إرهاق أجهزة الدولة بالتظاهرات. وقال الناطق باسم «الجماعة الإسلامية» المنضوية في «تحالف دعم الشرعية» محمد حسان لـ «الحياة»: «لا يمكن أن تستمر الدولة بهذا الوضع، حكومة الانقلاب لا تسيطر والتظاهرات تملأ كل مكان، والوضع الاقتصادي سيئ ومتردٍّ... لا يمكن تغافل هذه الحقائق. الوضع حالياً أنه لا التظاهرات قادرة على حسم الموقف ولا الانقلاب قادر على الحسم، والبلد لن تتحمل أكثر من ذلك، فالاحتياطي النقدي يتناقص، والأزمة الاقتصادية تشتد، وهذا وضع خطير جداً لا يمكن أن يستمر، لأنه سيؤدي إلى إفلاس مصر ثم ثورة الجياع وانتشار أعمال السلب والنهب». غير أن مسؤولاً حكومياً قلل من تأثير تظاهرات «الإخوان». وقال إن «قدرتهم على الحشد ضعفت جداً، وباتوا يواجهون رفضاً شعبياً»، مضيفاً أن «إصراراهم على الوقوف ضد رغبة الجماهير سيزيد من الرفض الشعبي لهم، وستنتهي قدرتهم على حشد المتظاهرين. حتى تظاهرات الجامعات ليست بالتأثير الذي يتحدث عنه الإعلام... الدراسة لم تتوقف منذ بدء العام سوى في كلية أو اثنتين على مدار يومين». وأوضح أن «خريطة الطريق تمضى في مسارها المرسوم. وبعد فترة ليست طويلة سيكون هناك دستور دائم وبرلمان ثم رئيس منتخب، وحينها سيخرج أنصار نظام الإخوان من المشهد». إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية في بيان إن إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية في بيان إن «أصوات انفجارات دوت في إحدى المزارع في قرية العدلية في محافظة الشرقية، فانتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الانفجارات، وسيطرت على حريق شب في المزرعة التي يمتلكها أحد العناصر المتطرفة التي تتبنى الفكر الجهادي التكفيري وضبط بداخلها منصة إطلاق قذائف هاون مزودة بجهاز توجيه، وعدد من صواريخ غراد أرض-أرض وقنابل وبندقية آلية محترقة وقذيفتي آر بي جي ومعمل لتصنيع وتجهيز المواد المتفجرة».