افتتح الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير صباح أمس الاول ملتقى الهوية والأدب في قاعة عسير بفندق قصر أبها وذلك بحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين والباحثين، كما افتتح فور وصوله معرض الصور والوثائق التاريخية التي تمثل أرشيفا لمنطقة عسير. وبدأ الحفل بكلمة من المشرف على الملتقى رئيس مجلس إدارة نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد علي آل مريع، والتي رحب فيها بالضيوف من داخل وخارج المملكة، مؤكدا على أن الملتقى حظي بفضل الله بمشاركة أسماء كبيرة ذات إنجاز مشهود لها في حقل الدراسات الأدبية والفكرية، موضحا أن عدد القادمين من خارج المملكة 13 باحثًا وباحثة، فيما بلغ عدد الباحثين من الأشقاء العرب المقيمين والمواطنين 36 باحثا وباحثة ممثلين بسبع دول، مما سيجعل الملتقى فرصة جيدة للحوار العميق حول مفهوم الهوية ومحدوداتها وطبيعتها. وأكد آل مريع أن اهتمام مجلس إدارة نادي أبها باقتراح الأدب والهوية. بعد ذلك ألقى الدكتور حاتم الفطناسي كلمة المشاركين من خارج المملكة شكر فيها أمير منطقة عسير ومجلس إدارة نادي أبها الأدبي بابها، تلا ذلك كلمة المشاركين من داخل المملكة ألقاها الدكتور محمد المريسي الحارثي، ليلقي بعدها الشاعر احمد عسيري قصيدة بعنوان صباحك سلمان. الجلسة الاولى انطلقت الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور محمد بن علي العمري، وشارك فيها الدكتور محمد مريسي الحارثي أستاذ النقد الادبي في قسم الدراسات العليا بجامعة أم القرى، الذي أكد على أن الحداثة تدرجت حتى بداية القرن العشرين، موضحا بأنه قام بعمل عدد من البحوث والكتابات حول أصول الحداثة العربية، كما استطرد الحارثي في كلامه حول تفكيك مفردات عنوان الملتقى، وأزمة الوثنية التي ذكرت في القرآن ونزع الشرك وإقرار التوحيد الذي هو بمثابة الظاهرة التغييرية وهو ما اشتركت فيه الديانات القديمة. ثم تحدث الدكتور علي الموسى وأطلق عددا من الإحصاءات منها أن 37% من العالم يؤكدون أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الثانية، وسيرتفع هذا العدد في 2040 إلى 60%، كما ذكر أن 35% من القنوات الفضائية تبث باللغة الإنجليزية التي أصبحت مسيطرة على العالم وسط تراجع واضح وضعف كبير من قبل القائمين على اللغة العربية من متحدثين وأساتذة. وقال الموسى: إن 18% من سكان العالم اليوم، يعيشون في جغرافية لغاتٍ أخرى لا علاقة لها بلغتهم الأصل، وأن 28% من سكان العالم أيضا، يكتسبون لغةً ثانيةً، ويعيشون حياتهم على دخلها ومصدرها، وأن الإحصاء ذاته يقول إن ثلثي سكان العالم، سيتحدثون الإنجليزية بعد ثلاثة عقودٍ من هذا اليوم، وهو ما يطرح سؤالا مهما في وسط هذه الإرهاصات، وتحت تأثير هذين المعاملين الحيويين: هل بقي للغة من مكان في تحديد جذر الهوية؟. من جانب آخر أكد الدكتور زكي الميلاد أن اللغة ليست هوية مكتملة بل جزءا من كل وتحددت بصورة رئيسة في خمس محطات الأولى: حصلت في ظل تأثير الاستعمار الأوروبي الذي وضع هوية الأمة أمام تهديد هو الأخطر من نوعه على الإطلاق، والثانية: حصلت مع انسلاخ تركيا عن المحيط الإسلامي، والتحاقها بالمحيط الأوروبي في العقد الثالث من القرن العشرين، والثالثة: حصلت في مصر، في أزمنة متفرقة لكنها اشتدت وتصاعدت في ثلاثينيات القرن العشرين، اما الرابعة: فقد حصلت بتأثير ما عرف بتحدي الحداثة، التي اتخذت من الثقافة الأوروبية مرجعية لها، والخامسة والاخيرة: حصلت بتأثير تحدي العولمة، وحصل فيها ما يشبه الانقلاب الجذري في تطور وتجدد النقاش والحديث عن فكرة الهوية في المجال العربي الحديث. هذا وتحدث في الورقة الأخيرة من الجلسة الأولى الدكتور عبدالواسع الحميري أستاذ الدراسات العليا بجامعة الملك خالد عن سؤال الهوية والاختلاف، وطرح عددا من المحاور عن ماهية الاختلاف وكيفيته، وقال في حديثه: ذكر في القرآن الكريم (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين)، والاختلاف في الكينونة الإنسانية يمثل شرط التحول الحضاري من مرحلة الإنسانية إلى مرحلة المدنية والحضارية. هذا وأثارت ورقة الدكتور علي الموسى ردود أفعال كثيرة من قبل الحضور الذين وصفوا ورقته بأنها تطعن الهوية واللغة العربية، حيث أساء عدد منهم فهم ورقته التي كانت تؤكد أن قوة اللغة الإنجليزية لا تعني الهوية الإنجليزية، في حين أن اللغة العربية الضعيفة الانتشار مؤشر على عدم وجود القوة العربية وسلطتها في العالم الحديث. جانب من الجلسة الاولى للملتقى