كطفلٍ يتبع جنازة أمه : - هؤلاء الذين يعرفون كل شيء لا بدّ أنهم ضلّوا طريقَهم مراراً إلى أن امّحت أقدامُهم وما عاد يَعنيهم الوصول .. هؤلاء الذين يعرفون كل شيء لا بُدّ أنّهم حدّقوا بالضوء طويلاً إلى أن جفّت عيونُهم و ذبُلَت في حدائقهم الخلفيةِ الظلالُ *** كنت مُسجّاة في موتهم بينما قلبي يتبع الشريطَ الإخباريَّ أسفل الشاشة كطفل يتبع جنازة أمه طفلٌ يتعثر وينهض ليتابع مسيره من جديد طفلٌ لم يكتشف بعد أن الجنازة ليست في طريقها إلى الجنة. *** ما كان عليّ أن أكون ما أنا عليه.. كان عليّ أن أكون حجراً و كان على كل هذه الكلماتِ أن تكون صمتاً قاسياً في عُمقي ، وكان على يدٍ ما أن تُمسك بي وتقذفُني بعيداً من باب الضجر .. *** كُنت أريد أن أنقذ حياتي حقاً ..كنت لا أريد لها أن تذهب هباء مع الريح ولهذا أثقلتُها بالحجارة ، بأسماء الغائبين بالشّعر والسجائر وصالات الانتظار ... أثقلتُها أنقذتها من الريح لكنني يا صديقي لم أحسب حساب الطوفان. ______ تهويدة: - نامي أيتها الحرب نامي نامي إن أردت في سريري نامي في شِعرٍ كثيرٍ كتبته فيك وعنك نامي أيتها الحرب إلى أن يذهب أطفالنا إلى المدارس إلى أن يعود آباؤنا المتعبون من المخابز نامي إلى أن يلتقي عاشقان في باب توما ويعودان محملين بالوعود نامي إلى أن يصل المسافرون إلى وجهاتهم محفوفين بعين الله ودعاء الأمهات نامي كبستاني متعبٍ تحت شجرة نامي كمتشردٍ تحت جسر نامي إن شئتِ في سريري إلى أن يولد كل الأطفال إلى أن يكبر كل الأطفال!. * شاعرة من سورية