بيروت: كارولين عاكوم هز انفجار سيارة مفخخة بلدة وادي بردى الواقعة بريف دمشق أمس، وتضاربت المعلومات بشأن عدد ضحاياه، فيما أكّد «الجيش السوري الحر» مقتل قائد العمليات العسكرية في مدينة المعضمية بريف دمشق العميد مظهر سليمان. وفي حين أعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أنّ «وحدة من الجيش السوري أوقعت في كمين أكثر من 50 إرهابيا من جبهة النصرة في محيط بحيرة العتيبة بريف دمشق»، حذر المرصد السوري لحقوق الإنسان من كارثة إنسانية في حمص، حيث اكتشفت قوات النظام آخر الأنفاق التي كان يستخدمها مقاتلو المعارضة من أجل تهريب السلاح والغذاء. وفي ريف دمشق، أفاد المرصد السوري بانفجار سيارة مفخخة في وادي بردى، أدى إلى وقوع 20 قتيلا وإصابة عشرات الأشخاص، فيما أشارت مواقع معارضة إلى سقوط أكثر من أربعين قتيلا، بينهم 13 طفلا، في انفجار سيارتين مفخختين وجرح نحو مائة شخص آخرين. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله إن «سيارة انفجرت أثناء قيام إرهابيين بتفخيخها بالقرب من جامع أسامة بن زيد ما أدى إلى مقتل عدد من الإرهابيين ووقوع ضحايا بين المواطنين». وفي حين استمرت الاشتباكات والعمليات العسكرية في مختلف المناطق على وقع مظاهرات دعت إليها المعارضة حملت شعار «الحل في لاهاي لا في جنيف»، أعلن «الجيش الحر» عن مقتل قائد العمليات العسكرية في مدينة المعضمية العميد مظهر سليمان مع عدد من عناصر الجيش النظامي المقاتلة معه. وأشارت المعلومات إلى أن سليمان هو عميد ركن مظلي من مرتبات الحرس الجمهوري، يشرف على القوات التي تحاصر مدينة المعضمية منذ أسابيع عدة، بينما لم تذكر وسائل الإعلام التابعة للنظام أي تفاصيل عن مقتله. وفي ريف دمشق، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن حواجز النظام تصادر الخبز والطحين وتمنع دخول أي نوع من المواد الغذائية إلى مدينة قدسيا التي يقطن فيها أكثر من 400 ألف نسمة أغلبهم نازحون من مخيم اليرموك وبلدات الغوطة الشرقية. كما تمنع دخول سيارات القمامة إلى المدينتين وفق اللجان، ما يجبر الأهالي على إحراق أكوام القمامة في أماكنها. ويقول ناشطون إن سبب هذا الحصار هو رفض الأهالي الخروج في مسيرات مؤيدة للنظام ورفع صور الرئيس السوري في البلدة. وفي المنطقة ذاتها، قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات المليحة ومعضمية الشام وداريا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية. وسجل أمس قصف عنيف على حي المنشية في درعا، وصفه السكّان بأنه «غير مسبوق»، حيث سجّل سقوط 100 قذيفة خلال ساعتين أطلقتها مدفعية النظام المتمركزة داخل الحي. واستهدفت قوات المعارضة حاجز «عواد الهلال العسكري» بسيارة مفخخة، ما أدّى إلى نسف الحاجز بالكامل، وفق ما ذكر بعض الناشطين، تلا ذلك اشتباكات حول الحاجز، فشل مقاتلو المعارضة خلالها بتمشيط المنطقة بسبب تمركز قناصين تابعين لجيش النظام فوق أسطح المباني السكنية المحيطة بالحاجز. وذكرت مواقع معارضة أنّ الطيران الحربي التابع للجيش النظامي شنّ أمس غارتين جويتين على مدينة عربين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، استهدفت إحداهما ساحة المدينة الرئيسية ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى ووقوع دمار كبير في الأبنية السكنية. من جهة أخرى، تجددت الاشتباكات بين «الجيش الحر» وقوات النظام على أطراف بلدة المليحة لا سيما قرب مبنى «معمل تاميكو» وذلك بالتزامن مع قصف عنيف على المنطقة من قبل الأخيرة باستخدام قذائف الهاون والدبابات، في حين تعرضت باقي مدن وبلدات الغوطة الشرقية إلى قصف متقطع من قبل المدافع الثقيلة المثبتة على جبل قاسيون المطل على العاصمة وفي إدارة الدفاع الجوي القريبة من المليحة. وفي ريف دمشق أيضا، نقلت «سانا» عن قائد عسكري نظامي ميداني قوله إن «وحدة من الجيش السوري أوقعت في كمين محكم نفذته صباح الجمعة أكثر من 50 إرهابيا من جبهة النصرة وما يسمى لواء الإسلام، بين قتلى وجرحى في محيط بحيرة العتيبة بريف دمشق»، مشيرا إلى أن «الإرهابيين» كانوا في طريقهم «للفرار من منطقة النشابية باتجاه ميدعا نتيجة تضييق الخناق عليهم». وصادروا بنادق حربية آلية ورمانات يدوية الصنع وصواريخ إسرائيلية مضادة للدروع ورشاشات «بي كي سي» وقواذف «آر بي جي». وأعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن 14 جنديا نظاميا قتلوا في معارك وقعت في درعا أسفرت عن سيطرة الجيش السوري الحر على أحد الحواجز الأمنية. وفي المنطقة نفسها، قصف جيش النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة أحياء درعا البلد وحي طريق السد ومخيم درعا كما شهد حي المنشية اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام. وشهدت مدن تلبيسة وقلعة الحصن وبلدة مهين بريف حمص أمس قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة، كما استهدف الطيران الحربي الطريق الواصل بين جبل معارة الأرتيق ومدينة عندان بريف حلب، وتعرضت مدينة السفيرة لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة بحسب ما أفادت «شبكة شام الإخبارية». وفي ريف اللاذقية قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مصيف سلمى وعدة قرى بجبل التركمان. كذلك، كان لمناطق في ريف حماه حصة من العمليات العسكرية أمس، إذ قصفت المروحيات العسكرية التابعة للجيش النظامي قرية عطشان باستخدام البراميل المتفجرة، ما أودى بحياة 11 شخصا بينهم ثلاثة أطفال، فضلا عن سقوط عدد كبير من الجرحى، وتدمير عدد من المنازل. وقالت «شبكة سوريا مباشر» إن الجيش الحر سيطر على مواقع للقوات الحكومية في ريف حماة الشمالي، بينما أعلنت السلطات السورية عن تقدم جديد لقوات النظام في بلدة صدد بريف حمص. وبات الوضع الإنساني في حمص ينذر بخطر كبير، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أنّ نحو ثلاثة آلاف مدني بينهم 500 شخص تخطوا السبعين من العمر، يقتاتون من كميات الطعام القليلة التي لا تزال متوافرة لديهم في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة وتحاصرها القوات النظامية منذ أكثر من عام، وهم بالتالي يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة بعدما بدأوا باستنفاد مخزونهم. وذلك، بعدما اكتشفت القوات النظامية آخر الأنفاق التي كان يستخدمها مقاتلو المعارضة لتهريب السلاح والغذاء. وقال الناشط يزن الحمصي إن «الحصول على وجبة واحدة في اليوم في هذه المناطق بات أمرا صعبا، سمعت عن حالات فردية عن أشخاص دفعهم اليأس إلى تناول لحم القطط». وحذر الناشط من أن النقص الحاد في المواد الغذائية ومنها السكر ومواد أساسية أخرى، يؤدي إلى انتشار أمراض في الأحياء المحاصرة. من جهة أخرى، أفادت منظمة «أطباء بلاد حدود» عن «نزوح كثيف للمدنيين الذين يفرون من منطقة السفيرة في محافظة حلب بسوريا». وأوضحت في بيان لها أن «نحو 130 ألف شخص قد فروا»، مشيرة إلى أن «المساعدة الإنسانية غير كافية لتلبية حجم حاجات هؤلاء المهجرين». وقالت مديرة العمليات في «أطباء بلا حدود» ماري نويل رودريغ، أن «هذه الهجمات الشديدة العنف دفعت بسكان هربوا من الحرب إلى نزوح جديد»، لافتة إلى أنّ «معظم الذين كانوا يعيشون في مدينة السفيرة أو في مخيمات مجاورة، قد فروا نحو الشمال، ويصلون إلى مناطق استقبلت حتى الآن عددا كبيرا من المهجرين». وأشارت المنظمة إلى أن «المعارك وعمليات القصف والغارات الجوية أسفرت عن 76 قتيلا و450 جريحا خلال خمسة أيام في مدينة السفيرة وحدها».