في غمرة «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة، ضد عصابات الحوثي الإرهابية في اليمن، يعيدنا المتحدث العسكري للتحالف العربي السعودي، العميد أحمد عسيري، إلى الدور الأخطر الذي لا يقل أهمية عما يقوم به جنودنا البواسل على خط الجبهة الأول، وهو دور الإعلام الواعي حول مجريات الحرب. العميد العسيري، استطاع بلباقته وثقافته وهدوئه وأسلوبه القادر على التوضيح بسلاسة، تفاعلا مع أسئلة الإعلاميين من الداخل والخارج، وبعضها مفخخ بالطبيعة الإعلامية الحريصة على استنطاقه بكل التفاصيل، ليقدم لنا وللمشاهد العربي بشكل عام، شخصية فرضت احترامها وهدوءها وكذلك ــ وهو العسكري ــ الذي يفهم لغة الأرقام، ليوضح مجريات الحملة العسكرية في اليمن، بما لا يخل بالأسرار العسكرية والتقاليد الصارمة الواجب اتباعها. أداء العميد العسيري، خلال المؤتمرات الصحفية، كان مبعثا للفخر والاعتزاز، وإجادته الحوار بهذه الروح الراقية، والواثقة من النفس، كان ملمح اطمئنان كبير لنا كسعوديين، ليس لإجادته اللغتين الإنجليزية والفرنسية، للتعامل مع المراسلين الأجانب، فقط، ولكن لأنه أظهر لنا الروح الكامنة في الشخصية السعودية، التي تقدم لنا المعلومات بلا مبالغة أو تهويل، وفي نفس الوقت الاحتفاظ بهدوء الأعصاب، عند الأسئلة الاستفزازية صحفيا بالطبع، والإجابة الواثقة والمستقرة.. وهو الدرس الذي ينبغي أن يكون قدوة لكل المتحدثين الإعلاميين في كافة مؤسساتنا الحكومية والرسمية. الإعلام الجديد، بمكوناته وأساليبه، هو محط أنظار العصر، والإيمان بالرسالة الإعلامية، ملمح مهم، من ملامح أي أداء، ولكن ما بالنا وهذا الأداء يرتبط بمستودع أسرار، يجب أن تكون المعلومة فيه على قدر الحاجة، وكذلك أن تحوز المصداقية والتفهم، قبل التصديق والنقل. ودور الإعلام في الحرب، كما في السلم، لا يقل أهمية عن دور الجندي على الجبهة، فإذا كان هذا الجندي يواجه عدوا واقعا وظاهرا في معركة لا بد فيها من منتصرن فإن الإعلام يواجه أعداء كثرا، ويتحدد صراعه الأساسي في نطاق المعلومات، وكذا ما يسمى بالحرب النفسية التي يكون فيها أداؤه معبرا عما يجري على بعد آلاف الأميال. ولأن المتحدث الإعلامي، للتحالف العربي، استطاع بشخصيته، احتواء كل ذلك، لذا فرض نفسه، بأدائه، وبمعلوماته، بالتوازي مع أداء الأبطال والنسور السعوديين وبقية دول التحالف العربي، حتى بات ظهوره اليومي، وجبة دسمة، معلوماتيا، ورفعا للروح المعنوية وتعزيزها في الداخل والخارج.. تحية للعميد عسيري، وتحية لا تقل أبدا لكل الأبطال الذين يخوضون حرب السيادة والحماية للوطن وللشعب.