كانت الصحافة البريطانية تعد متطفلة في شؤون العائلة الملكية في الماضي، لكنها باتت أكثر تحفظاً منذ وفاة الأميرة ديانا احتراماً لخصوصية العائلة التي ستشهد قريباً ولادة فرد جديد. وسيتسنى للمصورين استعراض مهاراتهم عند خروج الأمير وليام وزوجته كايت مع مولودهما من مستشفى «سانت ماري» في لندن، وفق التقاليد المعمول بها والتقاط أكبر عدد ممكن من الصور، قبل أن يغيب الطفل عن الأنظار فترة طويلة. ويناهز جورج الطفل الأول للزوجين عامه الثاني، وقد احترمت خصوصيته ما خلا بعض الصور الرسمية والإطلالات العامة النادرة. وقال المراسل المتخصص في الشؤون الملكية لصحيفة «ديلي إكسبرس» ريتشارد بالمر: «باتت الصورة المتداولة عن المراسلين الملكيين بالية بعض الشيء، فالناس يظنون أننا نقف لهم بالمرصاد كما كانت الحال قبل 25 عاماً. لكن الواقع تغيّر وأصبح الإعلام البريطاني يحترم كثيراً خصوصية العائلة الملكية، حتى أن الصحف أصبحت مترددة في هذه المسائل». ولم تكن الحال دوماً كذلك، خصوصاً في الثمانينات عندما كانت فضائح أفراد العائلة الملكية تتصدر الصفحات الأولى في الصحف. غير أن مقتل الأميرة ديانا في حادث سير خلال ملاحقة صائدي الصور لها في باريس عام 1997 غيّر المعادلة، فأصبح تتبع أثر العائلة الملكية كما كان يحصل في السابق، غير لائق. وأوضح بالمر أن «الصحف كانت حريصة على ردة فعل القراء خشية أن يظنوا أن المعاملة عينها التي عوملت بها ديانا ستفرض على الزوجين كايت ووليام». وخففت بالتالي وسائل الإعلام البريطانية من الزخم الذي تعطيه للعائلة الملكية، واعتمدت في المقابل الأجهزة الإعلامية الملكية آلية تواصل للتحكم بصورة الملكة والأمراء والأميرات في الإعلام، بأسلوب مبالغ فيه في بعض الأحيان. وبات من النادر العثور على صورة ملتقطة خلسة في الصحف البريطانية لوليام أو لكايت أو لابنهما جورج. وقد عمّت موجة من الذعر إثر نشر صور في مجلة فرنسية لدوقة كامبريدج وهي عارية الصدر خلال عطلة لها في فرنسا عام 2012. وعلى رغم تداول هذه الصور على الانترنت، لم تتجرأ أي وسيلة إعلامية على نشرها في بريطانيا. وأشارت المراسلة المتخصصة بشؤون العائلة الملكية في مجلة «هيلو!» جودي ويد إلى أن «أعمال صائدي الصور تباع في أوروبا والولايات المتحدة، لكنها لم تعد تباع هنا. وقد خسر المصورون سبيلاً لكسب المال». وسرعان ما تحبط المحاولات المخالفة. فالزوجان كايت ووليام حريصان جداً على خصوصيتهما. والأميران هاري ووليام يكنان الضغينة لوسائل الإعلام التي يتهمانها بالتسبب بوفاة والدتهما.