إسلام أباد واس حثَّ مجلس علماء باكستان ومؤتمر الدفاع عن الحرمين الشريفين حكومة نواز شريف على المشاركة عسكرياً في عملية «عاصفة الحزم»، ووصفا العملية بأنها شرعية من الناحية الدينية. وعدَّ مجلس علماء باكستان، في فتوى أصدرها أمس، تهديد أمن المملكة العربية السعودية تهديداً لأمن الحرمين الشريفين «اللذين يعدُّ الدفاع عنهما واجباً دينياً على جميع المسلمين»، واعتبر أن «على باكستان وجميع الدول الإسلامية المشاركة عسكرياً في عاصفة الحزم لمؤازرة جهود المملكة في القضاء على التمرد الحوثي في اليمن»، متَّهماً الحوثيين بـ «السعي لزعزعة استقرار المملكة أرض الحرمين الشريفين». ودعا المجلس المسلمين إلى «وضع الخلافات والسياسات جانباً وتوحيد الصف كالبنيان الواحد في وجه كل من يتآمر ضد بلاد الحرمين الشريفين»، مشيراً إلى «شرعية ما تقوم به الرياض من دفاع عن الشرعية في اليمن». وأوضح المجلس، ومقره مدينة لاهور (وسط)، أنه أصدر هذه الفتوى «في ضوء الاتصالات المستمرة التي تلقاها من العلماء وشرائح الشعب الباكستاني بشأن الأوضاع في اليمن، وبعد الاطِّلاع على التهديدات الموجَّهة باستمرار لأرض الحرمين الشريفين، وقياساً على أحكام الكتاب والسنة، وبعد التحليل المفصل للاتفاقيات المبرمة في الماضي بين الحكومة اليمنية والقبائل المختلفة ودور الدول العربية وخاصةً الدور الإيجابي للمملكة العربية السعودية». ونسبت الفتوى إلى المتمردين في اليمن نقض العهود والاتفاقيات «فاستوجبت على نفسها حكم الله في قوله تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله)»، مؤكدةً «ثبوت ممارسة الميليشيات القتل بحق الآمنين وتدمير المساجد والمدارس والمصالح العامة والخروج على الحكومة الشرعية المنتخبة برأي الشعب اليمني». في سياقٍ متصل؛ وصف مؤتمر»الدفاع عن الحرمين الشريفين» الوقوف إلى جانب المملكة في الدفاع عن الشرعية في اليمن بـ «واجب على باكستان». وقال أمير جماعة الدعوة في باكستان، حافظ محمد سعيد، في كلمةٍ ألقاها خلال المؤتمر الذي عُقِدَ أمس الأول في مدينة بيشاور (شمال غرب باكستان) إن التمرد الذي يقوده الحوثيون ليس حرباً أهلية ولا فتنة طائفية و»إنما جزءٌ من مؤامرة مدعومة من قوى إقليمية تسعى إلى تهديد أمن بلاد الحرمين وتشتيت كيان الأمة الإسلامية». وحثَّ الحكومة على إعلان دعمها وتأييدها الكامل ودون أي تردد للمشاركة في «عاصفة الحزم» مساندةً للمملكة، مشيراً إلى «وقوف الشعب الباكستاني مع المملكة للدفاع عن سيادتها الإقليمية وتأييده العملية العسكرية». وعدَّ قرار إطلاق «عاصفة الحزم» تلبيةً لدعوةٍ من الرئيس اليمني قراراً شرعياً وواجباً دينياً يتوافق مع الكتاب والسنَّة و«يجب على جميع المسلمين حول العالم أن يساندوه». وكانت الجمعية المركزية لأهل الحديث الباكستانية نظمت أمس الأول في لاهور مسيرات حاشدة شارك فيها الآلاف تأييداً للإجراءات السعودية في اليمن. وخرجت المسيرات بعد يومٍ من وصف مفتي عام باكستان، الشيخ محمد رفيع عثماني، قرار المملكة إطلاق «عاصفة الحزم» بـ «قرارٍ شرعي يتوافق مع تعاليم الإسلام»، مرجعاً وقوف العلماء الباكستانيين مع الرياض إلى «إحقاقها الحق ضد الفئة الباغية في اليمن»، في إشارةٍ إلى الحوثيين.