أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس بتخصيص مبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن من خلال الأمم المتحدة. وقال الديوان الملكي في بيان له إن ذلك يأتي استجابة للاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق، التي تضمنتها مناشدة الأمم المتحدة بتاريخ 17/4/2015. مؤكدا وقوف المملكة التام إلى جانب الشعب اليمني الشقيق. وأشاد سياسيون يمنيون بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للشعب اليمني، بقيمة 274 مليون دولار، مشيرين إلى أنه يعكس الاهتمام الذي توليه القيادة الحكيمة في المملكة بالشعب اليمني، ونظرة الإخاء الصادق التي تنظر بها له، إضافة إلى قوة التلاحم بين الشعبين الشقيقين. وأضافوا أن الشعب اليمني لن ينسى أبدا مواقف التضامن المتواصلة، التي ظلت القيادة السعودية تقدمها لليمنيين، والدعم المتواصل الذي توفره له، على كل الصعد، السياسية والاقتصادية والعسكرية. تبرع سخي ورفع القائم بأعمال سفارة الجمهورية اليمنية لدى المملكة، زين محمد القعيطي، أسمى آيات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على التبرع السخي الذي قدمه لإغاثة اليمنيين الذين يعانون من ويلات التغول الحوثي المدفوع من إيران على شؤون بلادهم، والمآسي الإنسانية التي تسببوا له فيها. وقال القعيطي في تصريحات صحفية "الدعم السعودي لليمن، ليس بجديد علينا، فطالما تعودنا من المملكة الوقوف إلى جانبنا في السراء والضراء، وهذا الدعم جاء في وقت يتعرض فيه الشعب اليمني إلى حرب ضروس من المتمردين الحوثيين، وأعوانهم الذين انقلبوا على الشرعية اليمنية، وقتلوا الأنفس، ودمروا الأرض، وتسببوا في حدوث أزمة غذائية كبيرة في اليمن". وأشاد القعيطي بالجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين في متابعة كل مستجدات الأوضاع في اليمن، والحرص على تحقيق الاستقرار هناك، علاوة على تسهيل كل أمور اليمنيين المقيمين في المملكة. موضحا أن نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء خالد بحاح يعكف مع المسؤولين في المملكة على استكمال تشكيل "لجنة الإغاثة اليمنية"، من أجل استيعاب كل الإغاثات التي تصل من الدول العربية والصديقة، ليتم إيصالها إلى المناطق المنكوبة في اليمن، خصوصا في المناطق الأكثر تضررا، مبينا أن الحكومة اليمنية ستعلن لاحقا تفاصيل رؤيتها نحو تحقيق ذلك. تضامن وإخاء في سياق متصل، قال أستاذ الاقتصاد بجامعة عدن سالم محفوظ إن الموقف السعودي الأخير ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لمواقف إيجابية كثيرة، دأبت المملكة عليها طوال تاريخ العلاقات بين الشعبين الشقيقين، وأكد أن الدعم السعودي مثل طوق النجاة للشعب اليمني في كثير من المواقف التي مر بها، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "المملكة هي الشقيقة الكبرى لليمن، وقد وقفت إلى جانبه في أحلك اللحظات، في الأوقات التي يحتاج فيها إلى يد العون والمساعدة، لذلك فإن مواقف المملكة المشرقة مع اليمن باتت لا تثير استغراب أحد، وأنظار اليمنيين تتجه دوما في اللحظات الصعبة نحو الرياض، وسرعان ما يأتيهم منها الدعم والعون". ومضى محفوظ بالقول "الدعم السعودي لليمن لم يقتصر على الناحية المالية والاقتصادية فحسب، بل امتد إلى الجانب الاقتصادي، وأخيرا الدعم العسكري الذي تمثله عمليات عاصفة الحزم، لدعم الشرعية الممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، وإيقاف المتمردين الحوثيين الذين أدخلوا البلاد في دوامة من الحروب التي استنزفت اقتصاده، وأوردته موارد الهلاك، وكل ذلك إرضاء لإيران التي عرفت كيف تستغل عملاءها الحوثيين كمخلب قط، لتحقيق أهداف قومية خاصة بها، لا علاقة بما ترفعه من شعارات كاذبة، مثل نصرة الأقليات. وطهران كما هو معلوم تسعى لإعادة أمجاد إمبراطوريتها الفارسية، وتحقيق أحلامها في السيطرة على دول المنطقة". مواقف مشرقة واختتم محفوظ تصريحاته بالقول "الدعم السعودي المتواصل لليمن أوضح الفرق بين صاحب الأيادي الخيرة، الذي اعتاد تقديم الدعم والسند، وذلك الذي لم يقدم سوى السلاح والموت والدمار، ولا مجال للمقارنة على الإطلاق بين دور المملكة في دعم الشعب اليمني، الذي ينطلق في الأصل من منطلقات تحكمها عوامل الدين الواحد والأصل العربي واللسان، وبين من بادر إلى تأليب أقلية منبوذة، وأمدها بالسلاح والتدريب العسكري، وأغراها للانقلاب على الشرعية، واجتياح مؤسسات الحكم. والشعب اليمني بات يدرك بوضوح من عدوه الحقيقي، وسيعود من هذه الأزمة وهو أقوى مما كان عليه". واختتم محفوظ بالقول "نشكر خادم الحرمين الشريفين على هذه المكرمة الجديدة، التي تضاف إلى سجله الحافل في دعم التضامن العربي، وإغاثة الشعب اليمني، في أحلك اللحظات التي مرت عليه، وهو موقف لن ينساه اليمنيون، وسيسطره التاريخ بأحرف من نور، ليضاف إلى سجل المملكة الناصع في إغاثة ودعم أشقائها العرب".