كما كان متوقعاً، أظهرت النتائج الأولية لعمليات فرز أصوات الناخبين السودانيين أمس، تقدم مرشح حزب المؤتمر الوطني الحاكم للرئاسة عمر البشير، بفارق كبير في عدد الأصوات عن أقرب منافسيه، بينما فاز مرشحو حزب المؤتمر الوطني الحاكم وحلفاؤهم بغالبية مقاعد البرلمان في ما عدا دوائر محدودة فاز بها مستقلون. وواصلت اللجان الانتخابية عمليات فرز وعد الأصوات أمس، وستستمر حتى اليوم، فيما ستُعلَن النتائج الأولية في كل دائرة قبل إحالتها على رئاسة مفوضية الانتخابات لمراجعتها وتُعلن النتائج النهائية في 27 الجاري. وحقق مرشحان مستقلان لعضوية البرلمان مفاجأة في شمال البلاد بفوز مبارك عباس على مرشح الحزب الحاكم ورجل الأعمال محمد أحمد البرجوب في دائرة أبوحمد، وفاز أيضاً المرشح المستقل ابو القاسم برطم على القيادي في الحزب الحاكم بلال عثمان بفارق كبير. وألغت مفوضية الانتخابات نتائج التصويت في دائرة في محلية تلس بولاية جنوب دارفور بعد اكتشاف المرشحين المستقلين ووكلائهم تحطيم أقفال الصناديق المخصصة للاقتراع لانتخابات رئاسة الجمهورية والبرلمان. كما نفذ مئات من أنصار المرشح عن الحزب الاتحادي الديموقراطي يوسف بليلو، في دائرة حجر العسل في ولاية نهر النيل شمالي البلاد، وقفة احتجاجية قرب مركز للشرطة، بعد تجاهل مفوضية الانتخابات شكوى تقدم بها مرشح الحزب، أفاد فيها عن ضبط بطاقات اقتراع خارج المراكز. في المقابل، رأى تحالف المعارضة إن «الشعب السوداني شيّع الانتخابات إلى مثواها الأخير»، معتبراً أن حملة «إرحل» التي أطلقها حققت نجاحاً منقطع النظير. ووصف التحالف مقاطعة الانتخابات بأنها ملحمة بطولية، داعياً الشعب إلى الانتفاض على النظام قبل أن يلتقط أنفاسه. أما على صعيد المراقبين، فقالت بعثة الإتحاد الأفريقي أنها رصدت ضعفاً لاقبال الناخبين على التصويت، إلا أنها جددت التأكيد على أن العملية تعبّر عن إرادة الناخب السوداني. وفي سياق رصده لضعف إقبال الناخبين، أشار التقرير إلى أن مقاطعة الأحزاب المعارضة الرئيسية وبعض منظمات المجتمع المدني للانتخابات، كان له دور في ذلك. إلى ذلك، (أ ف ب) صادرت السلطات السودانية أمس، نسخ صحيفة «اليوم التالي» التي كانت نشرت خبراً عن اعتقال ناشطة سياسية عشية الانتخابات. وقال رئيس تحرير الصحيفة مزمل ابو القاسم أن جهاز الامن والاستخبارات صادر نسخ عدد السبت من الصحيفة لدى خروجها من المطبعة في وقت متأخر أول من أمس. وكانت الناشطة السودانية ساندرا كدودة اعتُقلت الأحد الماضي، عشية الانتخابات، من داخل سيارتها فيما كانت تتوجه الى تجمع للمعارضة قرب الخرطوم. وقالت منظمة العفو الدولية أنه أُفرج عنها الاربعاء الماضي «في وضع صحي بالغ السوء ما يؤشر إلى تعرضها لسوء معاملة».