×
محافظة المنطقة الشرقية

تطوير شارع الملك فيصل بالقطيف

صورة الخبر

مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها ينطبق قول القائل هذا على معركة التحرير التي تقودها المملكة العربية السعودية وحولها أشقاؤها أعضاء القوة العربية المشتركة، من أجل حاضر يمننا السعيد ومستقبله الأسعد إن شاء الله، ومن أجل استقرار خليجنا العربي والشرق الأوسط الذي لم يعد خافيا – إلا على صاحب هوى - مسعى الدولة الفارسية إلى النيل من استقراره والهيمنة على قراره. ولعلي سردت في مقالات سابقة من تصريحات لشخصيات لصيقة الصلة بدوائر صنع القرار الإيراني، إن لم يكونوا هم من صناعه، ما يؤكد هذه المساعي المشبوهة للدولة العنصرية التي بعثت ثأر بلاد فارس من مرقده لتلقي بالمنطقة كلها في أتون صراع يعلم الله متى وعلامَ يمكن أن ينتهي. نعم لم تكن حرب اليمن خيار المملكة، بقدر ما كانت واجبا تفرضه عليها التزاماتها التاريخية والإنسانية وحق الجوار تجاه الشقيقة اليمن، وتفرضه عليها التزاماتها السياسية بوصفها دولة مركزية في المنطقة، والدولة الأم التي يستند إلى ركنها القوي أشقاؤها في الخليج العربي، وتفرضه عليها المخاطر والتحديات التي تحيط بوجودها ومساعي تطويقها بزراعة حزب الله آخر على حدودها الجنوبية يكون شوكة في ظهرها تماما مثل شوكة حزب الله اللبناني التي تقض مضجع الشقيقة لبنان، وكلاهما ذراعان للدولة الفارسية. ولأن الذكرى تنفع المؤمنين، فسنظل نذكر دائما بأن قرار الحرب كان الخيار الوحيد المتبقي أمام المملكة وحلفائها الأشقاء بعدما أغلق الحوثي وأتباعه جميع السبل إلى حل سياسي تحت مظلة حوار تليق بشركاء وطن، وتصرفت ميليشياتهم كالبلاطجة وقطاع الطرق باقتحام القصر الرئاسي في صنعاء واحتجاز الرئيس الشرعي المنتخب، ثم محاصرته مرة أخرى في عدن، والسعي إلى قتله في قصف جوي على مجمع القصور الرئاسية شهده اليوم الأخير الذي سبق عاصفة الحزم لفرض منطق الأمر الواقع على الجميع بعد اغتيال الرئيس الشرعي، واقتسام كعكة اليمن بين شركاء مشهد الخيانة الكبير، خيانة الحوثي وجماعته للشرعية في البلاد ولإرادة اليمنيين، وخيانة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لشعبه وأمته بتمكين فئة يعلم الجميع تبعيتها للدولة الفارسية من السلطة في البلاد بالتعاون مع أنصاره. لم يكن أمام المملكة وحلفائها الأشقاء بدٌّ من ردع البلطجة السياسية التي سعت جماعة الحوثي إلى فرضها على شعب أعزل مستضعف، أسلمته يد الخيانة لهم، لتجره من خطامه إلى قعر مهلكة لا يعلم مداها إلا الله. لقد أصاب الغرور الدولة الفارسية يوم ظنت أن المملكة ستقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الممارسات البربرية من قبل أذنابها، ومقابلة إرادة أهل اليمن بفوهات البنادق، واغتيال الشرعية، والزج باليمن في أتون حرب أهلية، ما من شك في أن عواقبها مسلسل تصفيات مذهبية ما من شك في أنه كان في طريقه لأن يعصف بمستقبل اليمن. بقي أن نقول لمن شمت بالمملكة إثر وقوف فئة بالبرلمان الباكستاني ضد قرار مشاركة باكستان في عاصفة الحزم، إن المملكة لم تكن في انتظار هذه الموافقة أو غيرها حتى تبدأ معركتها العادلة، فهذه معركتنا في المقام الأول والأخير، ولا ينقصنا العتاد أو الرجال لخوضها، والكفاية - ولله الحمد - في القوات المشاركة، والجيش السعودي الأقوى بمنطقة الخليج العربي، والثالث عربيا ووفق آخر تقييم نشرته "غلوبال فاير باور" وهي إحدى أبرز المؤسسات البحثية الأميركية المتخصصة في تقديم قواعد بيانات تحليلية عن القوى العسكرية بالعالم، وبشهادة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (آي. آي. إس. إس)، جاءت المملكة عام 2014 في صدارة دول الشرق الأوسط الأكثر إنفاقا على الدفاع بواقع 80.8 مليار دولار، وقبلها في عام 2013 وضع مركز ستوكهولم لأبحاث السلام السعودية في المرتبة الرابعة عالميا من حيث الإنفاق العسكري، إذ أنفقت الرياض عام 2013 نحو 67 مليار دولار، بزيادة بنسبة 118% مقارنة بعام 2004 و14% مقارنة بعام 2012، وما تدخر بلادنا هذا العتاد إلا لمثل هذا اليوم لتلبية استغاثات الأشقاء في اليمن، وردع كل مجترئ على سيادتها الوطنية، أيضا لا ننسى حلفاءنا وأشقاءنا أصحاب الجيش الأقوى عربيا طبقا لتصنيف موقع جلوبال فاير لعام 2014 وثاني أقوى الجيوش في الشرق الأوسط "أقوى من الجيش الإيراني" والـ13 عالميا بين جيوش العالم طبقا لتصنيف الموقع العسكري نفسه، جمهورية مصر العربية الشقيقة التي تحولت شوارعها ووسائل إعلامها إلى تظاهرات دعم بالمال والرجال والدماء تقف وراء قيادتها السياسية للدفاع عن بلاد الحرمين والأشقاء في الخليج ضد أي أذى يمكن أن يطولهم. إلى جانب ثماني قوى عربية شقيقة مخلصة تخوض معنا معركة الكرامة العربية بما أوتيت من قوة، وهي ليست بالهينة. فليمت الحاقدون بغيظهم، والنصر لبلادنا وحلفائها إن شاء الله.