نوه وزير خارجية مالطا الدكتور جورج فيلا بالعملية العسكرية التي تقودها المملكة في اليمن، لوقف تمدد التمرد الحوثي الذي استولى على السلطة الشرعية في البلاد. وقال لـ(عكاظ) إن ملفي محاربة الإرهاب وإقرار السلام في الشرق الأوسط يتصدران أولوية النقاش والتشاور المستمر مع الرياض. وعبر عن قلق بلاده من ظهور تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، وانعكاساته على الأمن والهجرة في المنطقة. • ما هي رؤيتكم للتطورات الجارية في اليمن في ضوء عاصفة الحزم؟ •• من منطلق موقعنا الجغرافي فإن ما يحدث في منطقة الخليج والشرق الأوسط يدخل ضمن اهتماماتنا الأولية، ونحن نتابع مسار الأحداث في اليمن بجانب التواصل مع المملكة انطلاقا من موقفها الداعم للشرعية في اليمن، والحفاظ على أمن الحدود ودول الجوار، ونحن هنا نتفق مع المواقف الأوروبية التي ترى أن التمرد الحوثي على السلطة الشرعية في اليمن برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي عرقل الحوار المنطلق من المبادرة الخليجية التي أتاحت الفرصة لخطوات إيجابية أسفرت عن اتفاق السلم والشراكة. • وكيف ترون الحراك السياسي الذي تقوده المملكة؟ •• نحن نهتم كثيرا بالتواصل مع المملكة، ونرى أن المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز أكدت على الدور المحوري والثقل السياسي للمملكة على المستوى الإقليمي والدولي، كما يهمنا تثبيت الحوار العربي الأوروبي، وهنا يبرز دور المملكة التي ساعدت في إنشاء مكتب التنسيق الأوروبي العربي في فاليتا، الأمر الذي سيجعلنا في مالطا نقوم بإنعاش هذا الجانب من خلال مشاركتنا في الترويكا الأوروبية العام المقبل. وفي ضوء الحراك السعودي الذي يعمل من أجل إرساء السلام والاستقرار، يقابله من الجانب الأوروبي دعم الحوار العربي الأوروبي، الذي انطلق لأول مرة رسميا بين وزراء خارجية الأوروبي ووزراء خارجية دول الجامعة العربية في 2008م في مالطا. • وما هي الملفات التي تحتل الأولوية في علاقاتكم مع المملكة؟ •• هناك ملفات عديدة يمكن تصنيفها على أنها سياسية واقتصادية وسياحية وتعليمية، فنحن لدينا إمكانات استثمارية كبيرة، وانطلاقا من موقعنا الجغرافي الاستراتيجي فإن ملفي محاربة الإرهاب وإقرار السلام يشكلان جانبين مهمين في التشاور المستمر مع الرياض، ولا شك أن أحداث اليمن وملفات ليبيا وسوريا والسلام في الشرق الأوسط تستدعي التشاور المستمر وتعزيز العلاقات المميزة مع المملكة، فضلا عن التعاون المشترك من خلال اللجنة البرلمانية المشتركة بين البلدين والمشاورات التي يقوم بها أعضاء البرلمان في مالطا مع أعضاء مجلس الشورى. • وما هو موقفكم من الصراع الدائر في ليبيا، وهل ترون له نهاية قريبة؟ •• نشعر بقلق كبير إزاء الصراع الدائر في ليبيا، ونرى أن 80% من الشعب الليبي يريد السلام والاستقرار، بينما 20% فقط يؤيدون الجماعات المسلحة، كما يقلقنا ظهور تنظيم داعش الإرهابي داخل ليبيا، وهو أمر له عواقب ليس فقط على ليبيا وإنما على دول الجوار والبعد الجغرافي لليبيا، وبالتالي على الهجرة غير الشرعية وعلى عدد الهاربين واللاجئين من ليبيا عبر البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يضر بمصالح مالطا ويؤثر سلبا على الأمن في محيط البحر الأبيض المتوسط، وعلى هذا الأساس نحن ندعم جهود مجلس الأمن بالموافقة على مد مهمة الأمم المتحدة في ليبيا لمدة 6 شهور، ونطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار ونحث جميع الأطراف على المساهمة في جهود السلام لتشكيل حكومة وحدة وطنية.