×
محافظة المنطقة الشرقية

القادسية والوحدة لحسم التأهل والنهضة يتمسك ببصيص الأمل

صورة الخبر

صدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) في 14 من الشهر الجاري حيث تبنى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة هذا القرار في جلسته رقم 2216، ودعا القرار الأطراف اليمنية المتصارعة إلى الاستجابة لدعوة الرئيس الشرعي هادي للحوار في الرياض، وإلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، كما فرض حظرا على الأسلحة إلى الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، داعيا إياهم إلى تسليم السلطة وتنفيذ قرارات مجلس الأمن السابقة بسحب قواتهم من المحافظات التي استولوا عليها والإفراج عن المعتقلين والتوقف عن تقويض عملية الانتقال السياسي في اليمن. الناطق الرسمي للحزب الناصري اليمني -عبدالله المقطري- قال: قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والخاص بشأن اليمن أتى وفق مسئولياتهم القانونية والدولية وبالتالي فإن قرار مجلس الأمن الهدف الرئيسي منه هو تجنيب اليمن الفتنة واستمرار الحرب. نجاح في الدبلوماسية وأضاف المقطري في تصريح خاص لـ(كل الوطن) بالنظر إلى الفترة الزمنية التي أخذها مجلس الأمن في الحوار والتنسيق والمناقشة فإنه يعتبر من القرارات التي أخذت الوقت والجهد المناسبين، وبالتالي فإن الدبلوماسية العربية وخاصة الخليجية قد حققت الأهداف المطلوبة من القرار بناءاً على مشروع القرار المقدم من الدول العربية إلى مجلس الأمن. وحول الموقف الروسي في مجلس الأمن وتراجعها عن استخدام حق النقض الفيتو وتجنب المواجهة المباشرة مع الدول العربية والخليجية أكد المقطري أن روسيا تصرفت وفق مصالحها مشيرا إلى أن الضغط الذي واجهته روسيا من إيران كان واضحا. ورجح المقطري بأن تكون روسيا وضعت إيران بين خيارين هما الحوثيين في اليمن وصفقة الصواريخ S300 روسية الصنع. وحول وصف بعض المراقبين القرار بالقوي قال الناطق الرسمي للحزب الناصري أن هذا الأمر طبيعي ولا يرى فيها أي نوع من الجراءة لأنه قرار منطقي وأتى وفق مقتضيات القانون الدولي وواجبات مجلس الأمن الدولي الذي قد يلجأ إلى مثل هذه القرارات سواء في اليمن أو في خارج اليمن في حالة ما تكون المشاكل التي فيه تهدد الأمن في المنطقة والأمن الدولي بشكل عام، مشيرا إلى أن القرار في نهاية الأمر يصب في مصلحة اليمن واليمنيين. مرحلة لا تطاق وتمنى المقطري من المعنيين بالقرار الأممي رقم 2216 ولا سيما من أسماهم (أنصار الله) وحلفائهم في الداخل إلى أن يراجعوا حساباتهم ويغلبون المصلحة الوطنية العليا على المصالح الشخصية والابتعاد التصرفات وفق ردود الأفعال وأن يتم تحمل المسئولية الوطنية والحفاظ على دماء اليمنيين وحقنها والحفاظ على ما تبقى من البنية التحتية من خلال الاستجابة للقرار وأن يلتزموا بتنفيذ هذا القرار خلال الفترة الزمنية التي حددها القرار بعشرة أيام. مؤكداً أن من واجب الحوثيين وحلفائهم أن يتخذوا قرارا من جانب واحد ويوقفوا الاقتتال الداخلي وينسحبوا من المحافظات التي تواجدوا فيها حفاظاً على الوحدة الوطنية والوحدة اليمنية ويغلبوا المصلحة الوطنية، وأضاف:كنا نأمل أن يتم اتخاذ قرار وقف الاقتتال من طرف الحوثيين في السابق وفي نهاية المطاف فإن المسئولية الوطنية تقتضي ذلك والعودة إلى الحوار في القضايا التي لا زالت ليس لها حل توافقي حتى الآن. وأشار المقطري إلى أن الشعب اليمني وصل إلى مرحلة لا تطاق فهو يعاني معاناة شديدة في الجانب الإنساني وقف الاقتتال سيساعد بأن يتم التخفيف من معاناة هذا الشعب الذي عانى طويلا ولا يزال. القرار انتصار المحلل السياسي ياسين التميمي أكد أن قرار مجلس الأمن وضع الرئيس المخلوع ونجله وزعيم الجماعة المسلحة في السياق المناسب كعصابات خارجة على القانون، لا تقف فقط في مواجهة الشعب اليمني، ولكن أيضاً في مواجهة المجتمع الدولي. وأضاف التميمي في تصريح لـ(كل الوطن):الجيش الذي اعتمد عليه الرئيس المخلوع أصبح اليوم تحت طائلة العقوبات، ما يجعله أشبه بمليشيا وليس جيش دولة، وهذا يضع الوحدات العسكرية أمام خيار صعب إما الخضوع للدولة أو البقاء مليشيا لا مستقبل لها. وأعتبر التميمي القرار الدولي بقدر ما مثل انتصار كبير للدبلوماسية السعودية والخليجية، فإنه أيضاً أتاح لدول مجلس التعاون الإشراف على تنفيذ العقوبات، المتصلة بحظر استيراد الأسلحة، وهذا من شأنه أن يمنع بناء أي قوة عسكرية مليشياوية لها تأثير في المستقبل. الرياض مركز الثقل وأضاف:القرار أيضاً أحال مهمة رعاية العملية السياسية إلى دول مجلس التعاون، وهذا يعني أن تحالف عاصفة الحزم أصبح هو الحامل السياسي والعسكري والأمني للملف اليمني، وأن الرياض أصبحت مركز الثقل الأساسي في القرارات المتصلة باليمن، وقد رأينا أولى تجليات هذا التحول في إعفاء المبعوث الأممي جمال بن عمر من مهامه وإسنادها إلى مبعوث آخر. وحول الدور الخليجي في استصدار هذا القرار قال التميمي أن :القرار يمثل نتاج دبلوماسية خليجية نشطة استمرت لنحو أسبوعين، مشيراً إلى أن الضغوطات التي مارستها المملكة العربية السعودية على روسيا قد أثمرت موقفاً روسيا أتاح اعتماد القرار إضافة إلى أن المملكة العربية السعودية لم تفقد صلتها بالحكومة الروسية طيلة الفترة الماضية وهناك مصالح مشتركة دفعت بروسيا إلى عدم الاعتراض على القرار وإن جاء موقفها هجيناً من خلال الامتناع عن التصويت. معروف ستتذكره الأجيال الكاتب والمحلل السياسي -فيصل علي – وصف قرار مجلس الأمن الدولي برقم 2216 الخاص باليمن انتصار لثورة الشباب السلمية في 11فبراير من العام2011 دعت العالم إلى نزع سلاح الجيش العائلي الذي تحول إلى سلاح طائفي في 2014م وتحول الجيش في 2015م إلى مليشيات محرقة بلا أخلاق. وأضاف علي في تصريح لـ(كل الوطن): المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أنتصرت لثورة الشباب في 2011م وهذا معروف أسدي إلى الشعب اليمني سيتذكره الأجيال على مدار التاريخ. وحول الضغط السعودي والخليجي على روسيا لتفادي حق النقض الفيتو أكد المحلل السياسي –فيصل علي- أنترويض الروس سهل جدا حيث لم تعد روسيا تمثل قطبا دوليا ولا تمثل جزء من المعادلة الدولية مشيرا إلى أن النظرية الاشتراكية انتهت بالفشل وتحول الروس إلى تجار أزمات وحروب وسلاح ونفط ومواقف وهذا سر ترويض السعودية لهم مؤخرا فمصالحهم وعقود صفقات الظاهر والباطن قادرة على شراء مواقفهم مستقبلاً. وأعتبر علي القرار الأممي بأنه أنهى الحوثيين وأنهى عائلة صالح سياسيا وعسكريا وقضى على مطامع الإماميين الذين رموا حمولاتهم في الداخل على صالح وأنتجو اليسار الإمامي ونسوا وتجاهلوا العلاقات مع جيران اليمن والمعادلات الدولية وتصرفوا بغرور. نهاية الحوثيين مؤكداً أنه كما ظهر الحوثيون سريعاً سيختفون سريعاً والى الأبد، مشيرا ًالى أن تيار الحوثي السياسي أنهى وجوده قبل تياره الميلشاوي المسلح المحارب وذلك بتورطه بالتحالف مع تيارات هشة مثل اليسار غير الموجود إلا في بعض الفعاليات الثقافية وتحالفهم مع صالح المحروق شعبيا والذي أدى إلى انتهاء وجودهم حتى لو دخلوا كتيار سياسي سينتهون في أول انتخابات ولذا فالحوثيون سيبحثون عن محاصصة في المستقبل. قرار شجاع المستشار السياسي لمحافظ الجوف السابق عبداللطيف الفجير قال:قرار مجلس الأمن رقم 2216 قرار شجاع وجاء ملبياً لرغبات معظم فئات المجتمع اليمني ودول الجوار لليمن، كونه دعا جميع الأطراف إلى إحترام حقوق الإنسان اضافة إلى دعوته الأطراف اليمنية إلى بناء الدولة وفرض عقوبات صارمة على المعرقلين وهذه العقوبات تتم باشراف مجلس الأمن نفسه. ووصف الفجير في تصريح لـ(كل الوطن) موقف المملكة العربية السعودية والخليجيين بأنه كان موقفاً قوياً وحاسماً ومتجاوزاً التحفظ الروسي كون القرار حظي بدعم محلي وإقليمي ودولي وكون المعرقلين قد يضروا بأمن المنطقة برمتها إن تخاذل المجتمع الدولي في إيقافهم عند حدهم. معتبراً موقف الخليج بأنه يظهر للعالم مدى حسن نواياهم وخصوصا المملكة العربية السعودية الشقيقة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسعيهم للحفاظ على أمن المنطقة وأمن اليمن والسعي للحفاظ على الشرعية الدستورية وبناء اليمن الجديد الذي طالما أنتظره اليمنيون سنوات عديدة. وأضاف: القرار الأممي الأخير أظهر بما لا يدع مجالاً للشك استعداد العالم لتوقيف المعرقلين للعملية السياسية في اليمن عند حدهم ونزع سلاح المليشيات وحصارهم حتى يتم استعادة جميع أسلحتهم إلى حاضنة الدولة وحتى ترفع هذه المليشيات المسلحة الحصار عن مؤسسات الدولة التي تم اقتحامها من قبل مليشيات الحوثي. واشار الفجير إلى أن القرار الأممي أتى بعد أن شعر مجلس الأمن ودول الخليج بأن المليشيات المسلحة لم ولن تستطيع حكم اليمن ولم تحظى بأي دعم لا محلي ولا اقليمي ولا دولي. وحول الموقف الروسي اوضح الفجير إلى أن روسيا تحالفت مع جماعة الحوثي عندما كانت تشعر بأنها الأقوى في المجتمع اليمني وعندما تم عزلها سياسيا من المجتمع المحلي والاقليمي والدولي غيّرت روسيا مواقفها كون مصالحها الآن لا تكمن في التحالف مع هذه المليشيات المتهالكة. نجاح للدبلوماسية المحلل السياسي محمد جميح وصف القرار الأممي بأنه نجاحاً كبيرا للدبلوماسية العربية، ويقدم للعرب درساً بليغاً أن المنظمات الدولية والأمم المتحدة تحديدا، تتأثر في قراراتها بالمعطيات على الأرض، فعندما وجدت القوى العظمى أن العرب مصممون على إنجاز المهمة في اليمن حتى ولو لم يجز مجلس الأمن مشروع قرارهم عندها جاء القرار ملبياً رغبات من تقدم به ورضخت موسكو لسياسة الأمر الواقع. وأضاف المحلل السياسي :شعر العرب بشيء من الثقة التي أحدثها تلازم المسارين العسكري والدبلوماسي في ما يخص الملف اليمني إذ كان من الصعب إنفاذ القرار دون تصميم عاصفة الحزم على الاستمرار حتى النهاية وهو الأمر الذي حتم على أعضاء المجلس وخاصة، روسيا أخذه في الاعتبار وأن القرار شكل صدمة كبيرة لحلفاء إيران، وطموحاتهم في اليمن. واعتبر جميح استهداف نجل صالح بالعقوبات سيجفف الكثير من الموارد المالية لتمويل حروبهم الداخلية، ثم أن حظر توريد الأسلحة إلى الحوثيين سيؤثر بالتأكيد على وضعهم الميداني، مع استمرار نزف مخزون الأسلحة التي نهبوها من مخازن الجيش اليمني، بفعل الضربات الجوية والاستهداف من قبل القوات الموالية للشرعية. ارتدادات العاصفة مشيراً إلى أن بوادر التأثر بالقرار الدولي قد بدأت في الظهور على شكل انشقاقات في الجيش الموالي لصالح والحوثي حيث أعلن الكثير من القادة العسكريين تأييدهم للشرعية بعد ساعات من صدور القرار كما تحدثت تقارير عن فرار وانشقاق عدد من كبار رجال صالح ناهيك عن ترنح التحالف النفعي التكتيكي بين صالح والحوثيين. وقال جميح:بالمجمل إذا كانت عاصفة الحزم ضد الانقلابيين الحوثيين في اليمن ستؤسس لواحدة من أهم الانعطافات الفارقة في تاريخ المنطقة، فإن قرار مجلس الأمن الدولي 2216 ربما شكل أهم ارتدادات هذه العاصفة، حتى الآن.