مقولة شهيرة للكاتب أنيس منصور تقول: الممثل هو الشخص القادر على أن يكذب بمنتهى الصدق.. والمتفرج هو الشخص الذي قرر أن ينخدع بمنتهى اليقينهذا تماماً ما انطبق على الشعب السوداني الذي قرر أن يخدع نفسه بمنتهى اليقين، والحكومة التي تكذب بمنتهى الصدق، فيما شهده السودان في اليومين الماضيين عبر انتخابات وصفها البعض بانها ذات نتائج محسومة في ظل الدكتاتورية التي يمارسها النظام الحاكم هناك، ووصفها البعض الاخر بأن السودان وما يمر به اقتصادياً وسياسية وأمنياً ، لا يحتاج لانتخابات قد ترهق ميزانية الدولة التي تعاني جشع وانتهاك النظام منذ أكثر من 25عاماً. *استغلال الجهل والأمية الانتخابات الماضية التي شهدها السودان قبل اربع سنوات شهدت تجاوزات عدة وتزويراً كان واضحاً للمجتمع الدولي والمراقبين، وبالرغم من ذلك حقق حزب المؤتمر الوطني نجاحاً باهراً وغير مستحق، في حالة من الغثيان والتنويم المغنطيسي الذي كان يمر به المجتمع السوداني آنذاك، الا أن ذكاء الحزب الحاكم هذه المرة تمركز على استغلال الجهل والأمية، التي يعاني منها جزء كبير من الشعب السوداني وخاصة في الاطراف والولايات، بعد مخاوف الحكومة من حملات المقاطعة التي اعلنها ابناء الشعب قبل بدء عملية الاقتراع، وبالرغم من أن هناك تأكيدات بأن العملية الانتخابية شهدت تجاوزات، إلا أن المراقبين والمعارضة لا يتمكنون من كشفها لأسباب كثيرة تتعلق بالسن، وتعداد السكان وجغرافيا المنطقة وغيرها من التلاعبات القادر النظام على القيام بها، قبل عملية الانتخابات لتوفر الصلاحيات الكاملة له، وهيمنته على المفوضية القومية للانتخابات التي كان لابد أن تكون لها استقلاليتها، بكل هذا يؤكد اكتساح نظام البشير للنتيجة، التي ستجدد دورة ثانية من المعاناة التي اعتاد الشعب السوداني عليها منذ أكثر من 20 عاماً ونيف. *هل من خيار أخر للشعب؟ قد يبدو واضحاً للذين ذهبوا صوب صناديق الاقتراع لترشيح البشير وحكومته لولاية ثانية، والذين لم يصوتوا له، نتيجة هذه الانتخابات المزيفة وواضحة لهم والكل يعلم بأن الانقاذ ستكون على رأس الحكم، حتى وإن أجمع كل المنتخبين بأنهم لم يرشحوا البشير وحزبه، ثمة أسئلة يفرضها واقع الحال في بلاد الإنقاذ هل يستطيع الشعب تحمل انتهاكات أبسط حقوقه لأربع سنوات قادمة؟ ام سينتظر الشعب محاولات المعارضة الفاشلة في تخليصه من نظام البشير؟، تشير كل التحاليل وقراءات الوضع في السودان لانتفاض الشعب، حال فاز حزب البشير في انتخابات قاطعتها فئة كبيرة من الشعب الذي فقد الثقة في حكومة فشلت في إخراجه من كل الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وغيرها من الدوافع التي يجب أن تدفع الشعب للشارع للمطالبة بحقه المنتهك. *رئيس فريق مراقبي الاتحاد الافريقي للانتخابات ثلث الناخبين المسجلين فقط أدلوا بأصواتهم: ضمت السجلات الانتخابية نحو 13 مليون ناخب يحق لهم التصويت، لكن مراكز الاقتراع شهدت ضعفاً واضحاً في الإقبال على الاقتراع، حسب ما أكده مراقبون للانتخابات التي علق على ضعفها رئيس فريق مراقبي الاتحاد الافريقي للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في السودان، اولوسيغون اوباسانجو قائلاً: اعتقد بأن ثلث الناخبين المسجلين فقط أدلوا بأصواتهم. وأرجح اوباسانجو، أن أحد أسباب انخفاض نسبة المشاركة قد يكون أن الناس شعروا أن النتيجة محسومة سلفاً. *الرئيس الوحيد في العالم الذي يواجه اتهامات بالإبادة الجماعية ومازال في منصبه: عمر البشير هو الرئيس الوحيد في العالم الذي يواجه اتهامات بالإبادة الجماعية أمام المحكمة الجنائية الدولية، وهو مازال في منصبه، مما يجعل ذلك السودان عرضةً لأي مستجدات أو إجراءات يمكن ان تتخذها الجنائية ضد الدولة في حال تولي حزب البشير للحكم لدوره رئاسية ثانية، وقد يزيد ذلك من التدني الاقتصادي المريب الذي يعاني منه السودان، بسبب سياسات الدولة الفاشلة وضغط المجتمع الدولي على السودان اقتصادياً.