بدأ بايرن ميونيخ الألماني يشعر بالضغط عقب هزيمته المفاجئة على ملعب بورتو البرتغالي بثلاثة أهداف مقابل هدف، في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا، فيما أضفى انتصار برشلونة الإسباني على باريس سان جيرمان الفرنسي بالنتيجة نفسها، وفي عقر دار الأخير، الكثير من الثقة على لاعبي الفريق الكتالوني للتأهل للمربع الذهبي. في ألمانيا، أصابت الخسارة الثقيلة لفريق النادي البافاري جماهيره بالصدمة وخيبة الأمل، حيث أصبح البايرن مطالبا بخوض معركة شرسة في سبيل التأهل إلى لقبل النهائي للمرة الخامسة على التوالي. وتعرضت آمال بايرن ميونيخ في التأهل لقبل النهائي للبطولة القارية للمرة الخامسة على التوالي لضربة موجعة بعد تسجيل ريكاردو كواريزما هدفين، وإحراز جاكسون مارتينيز هدفًا واحدًا ليمنحا بورتو فوزا مفاجئا. وجاءت الأهداف بسبب أخطاء دفاعية من تشابي ألونسو ودانتي وغيروم بواتينج فيما حالف الحظ الحارس مانويل نوير في الإفلات من البطاقة الحمراء بعد عرقلته مارتينيز في الدقيقة الثانية، التي جاء منها ركلة جزاء والهدف الأول لبورتو. ورغم الأداء الباهت من جانب متصدر البوندسليغا، قلل الإسباني جوزيب غوارديولا المدير الفني لبايرن ميونيخ من فداحة الأخطاء الدفاعية التي ارتكبها فريقه أمام بورتو، معربا عن تفاؤله بقدرة الفريق على العبور إلى الدور قبل النهائي في مباراة العودة بألمانيا. وقال غوارديولا: «الأخطاء يمكن أن تحدث.. اللاعبون بشر، وهذا أمر معتاد في اللعب، لقد أظهرنا تماسكنا قليلا بعد 2/ صفر وأحكمنا قبضتنا على المباراة ولكن جاء الهدف الثالث». وتابع قائلا: «ما زال هناك مباراة عودة.. نشعر بالحزن ولكن لدينا ستة أيام لنقوم خلالها بالتحليل». وأوضح غوارديولا: «إنها نتيجة معقدة، ولكن مع جماهيرنا سنقدم أقصى ما في استطاعتنا خلال مباراة الإياب ولن نستسلم بسهولة». وقال كارل هاينز رومينيغه نائب رئيس بايرن ميونيخ: «لست مستعدا لانتقاد الفريق، لدينا فقط 13 أو 14 لاعبا في حالة بدنية جيدة في الوقت الحالي، وبمقدورهم اللعب ثلاث مرات أسبوعيا في الأسابيع الأخيرة من الموسم». وسيضطر بايرن إلى التعامل مع سلسلة الإصابات الطويلة التي ضربت الفريق، حيث يفتقد الفريق اريين روبن وفرانك ريبيري وباستيان شفاينشتايغر ومهدي بنعطية وخافي مارتينيز، بينما عاد لاعبون آخرون للفريق أخيرا بعد فترة غياب طويلة بسبب الإصابة. وأوضح رومينيغه أن لاعبي بايرن «كافحوا بجنون» في مباريات أمام دورتموند وباير ليفركوزن، مضيفا: «عاجلا أم آجلا تشعر بالوهن، بالإرهاق، تفقد قوتك وتدريجيا تفقد التركيز». ورغم الهزيمة، ما زال بايرن يمتلك فرصة التأهل خلال مباراة الإياب الثلاثاء المقبل وقال رومينيغه: «ينبغي أن نحرص على استجماع الروح الجماعية في مباراة الإياب، ستكون المباراة صعبة». وحصل مارتينيز على ضربة جزاء لبورتو في الدقيقة الثانية، بعد أن مر بمهارة من ألونسو، قبل أن يتعرض للعرقلة من قبل نوير، بعد أن راوغه هو الآخر، ليسجل منها كواريزما هدف التقدم. وحاول ألونسو أن يصلح أخطاءه واللحاق بمارتينيز، ولكن نوير سارع بعرقلة نجم الفريق البرتغالي، لكن الحكم الإسباني كارلوس فيلاسكو اكتفى بإشهار البطاقة الصفراء بدلا من طرد حارس مرمى منتخب ألمانيا. وتفوق كواريزما على دانتي، قبل أن يمر من نوير ليسجل الهدف الثاني لبورتو في الدقيقة العاشرة ثم أخطأ بواتينغ في التعامل مع تمريرة طولية مما سمح لمارتينيز بتسجيل الهدف الثالث في الشوط الثاني. وسجل لاعب وسط بايرن تياغو الكانتارا الهدف الوحيد للفريق البافاري في الدقيقة 28، وهو الهدف الذي قد يلعب دورا حاسما في عبور الفريق إلى المربع الذهبي. وخرج بايرن ميونيخ من البطولة الأوروبي في آخر أربع مرات خسر خلالها مباراة الذهاب بفارق هدفين خارج ملعبه، ولكن الفريق ما زال يتحلى بالثقة إزاء فرصته في العبور إلى الدور قبل النهائي. وقال ماتياس زامر مدير الكرة بالنادي البافاري: «إذا أردتَ أن تصبح فريقا عظيما، فعليك أن تتجاوز هذه الأمور الصعبة وتضعها خلفك، علينا الآن أن نسجل هدفين على ملعبنا، نشعر بتفاؤل شديد، نحتاج إلى تقديم أداء رائع، ونحن قادرون على ذلك». وأشار القائد فيليب لام: «الفوز بهدفين أو أكثر على ملعبنا جائز الحدوث، بورتو سيفتقد اثنين من أهم لاعبيه في مباراة الإياب للإيقاف، علينا أن نلعب وفقا لأدائنا المعهود، أن نصنع الفرص ونستحوذ على مجريات اللعب، هذا سيمنحنا فرصة كبيرة». وأضاف: «نريد دوما الانطلاق من الخلف، وهذا الأسلوب يكون خطرا أحيانا، بيد أن الأخطاء جزء من كرة القدم. الخسارة 3 - 1 تؤلمنا، لكن هناك الكثير لنقدمه في مباراة الإياب». ويفتقد بورتو جهود مدافعيه دانيلو واليكس ساندرو في مباراة الإياب للإيقاف. ويأمل غوارديولا أن يستعيد جهود نجومه أمثال ريبيري وشفاينشتايغر، كما أنه يتمنى ألا تحدث إصابات جديدة في فريقه خلال المباراة على ملعب هوفنهايم غدا في الدوري الألماني. ويحتاج بايرن ميونيخ، إلى تحقيق الفوز في ألمانيا يوم الثلاثاء المقبل بهدفين نظيفين على الأقل لتفادي الإقصاء المبكر من دوري الأبطال. في المقابل، قال يولين لوبيتيغي مدرب بورتو إن بوسع فريقه الآن أن يحلم ببلوغ قبل النهائي لكنه يحتاج إلى أداء مثالي في مباراة الإياب. وقال لوبيتيغي، وهو لاعب سابق في برشلونة في تشكيلة ضمت غوارديولا مدرب بايرن: «الآن صنعنا لأنفسنا موقفا يمكننا من خلاله أن نحلم.. ونحن ندرك أننا بحاجة لتقديم كل ما لدينا من أجل التأهل». وأضاف: «سنحتاج لتقديم أداء مثالي في ألمانيا الأسبوع المقبل لكي نمر». وأشار لوبيتيغي إلى أن عودة الهداف مارتينيز الذي غاب منذ أوائل مارس (آذار) بسبب إصابة في عضلات الفخذ الخلفية كانت أحد أسباب الفوز، وقال: «بوجوده في الهجوم نجحنا في الضغط على بايرن بقوة وسببنا لهم مشكلات حقيقية». وقال مارتينيز الذي أحرز هدف بورتو الثالث إنه سعيد لما أنجزه رغم انه لم يكن لائقا بنسبة 100 في المائة. وأثار المهاجم الكولومبي الدولي مشكلات كثيرة لمدافعي بايرن وحصل على ركلة جزاء في الدقيقة الثالثة وحول ذلك قال مارتينيز: «كان أساسيا بالنسبة لنا تقديم أفضل ما لدينا لنفرض سيطرتنا على بايرن ولا نترك لهم أي فرصة للدخول في المباراة». من جهته، أشاد كواريزما بالانضباط في أداء الفريق البرتغالي قائلا إن العمل الجماعي صنع الفارق بين الفريقين. وأضاف: «لا يوجد نجوم هنا. نعمل جميعا من أجل تحقيق النتائج، الفوز أكثر من مهم بالنسبة لنا.. مهم أكثر من الأداء. بذلنا جميعا جهدا خارقا لتحقيق هذا الانتصار ليكون لدينا ما ندافع عنه في جولة الإياب». وخلفت المباراة الثانية ردود فعل متباينة أيضا، حيث أكد مدرب برشلونة لويس إنريكه أنه لم يكن يأمل بالعودة بنتيجة أفضل من التي حققها فريقه على حساب باريس سان جيرمان بفوزه عليه 3 - 1 في عقر دار الأخير. وافتتح البرازيلي نيمار التسجيل للفريق الكاتالوني قبل أن يضيف الأوروغواياني لويس سواريز نجم المباراة بلا بمنازع الهدفين الآخرين، في حين رد فريق العاصمة الفرنسي بهدف معنوي لظهيره الأيمن الدولي الهولندي غريغوري فان در فيل. وأنهى برشلونة متصدر الدوري الإسباني سلسلة من 33 مباراة لم يخسر فيها سان جيرمان على ملعبه في المسابقات الأوروبية. وقال إنريكه: «فرضنا تفوقنا في خط الوسط، كنا خطيرين في الهجوم ولعبنا ككتلة متماسكة في الدفاع. كان العرض متكاملا من قبلنا». وتابع: «كنت سأكون سعيدا أكثر لو لم تُمْنَ شباكنا بالهدف، لكن هذه أمور تحصل». وحذر إنريكه فريقه من التهاون إيابا بقوله: «الأمور لم تحسم نهائيا، لن نرتكب خطأ باعتبار أن التأهل قد حسم، سيستعيد سان جيرمان خدمات بعض لاعبيه المؤثرين في مباراة الإياب». وسيتعين على سان جيرمان تسجيل ثلاثة أهداف على الأقل إيابا عل ملعب كامب نو الأسبوع المقبل ليبلغ نصف النهائي، وسيعود إلى صفوفه نجماه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والإيطالي ماركو فيراتي. وأوضح إنريكه: «لن يكون لدى سان جيرمان أي شيء يخسره، لكننا كالعادة سنحاول الفوز على ملعبنا وبلوغ نصف النهائي». وتابع سواريز تألقه وقد سجل 11 هدفا في آخر 11 مباراة مقارنة مع 8 أهداف للأرجنتيني ليونيل ميسي في الفترة ذاتها، و4 أهداف لزميله الآخر البرازيلي نيمار. وأكد سواريز الذي سحل هدفين لبرشلونة على أن التركيز كان مفتاح الفوز الكبير لفريقه، والاقتراب بشكل هائل من المربع الذهبي للبطولة. وقال سواريز بعد المباراة: «الفوز على باريس سان جيرمان كان أهم من تسجيلي هدفين للفريق في هذه المباراة.. أفضل الحديث عن الفوز أكثر منه عن أهدافي، نعلم أنها مباراة مهمة وأن النتيجة التي حققناها جيدة. ولكن، في كرة القدم، لا يمكن أن تعلم ما سيحدث لأن أمامنا 90 دقيقة أخرى في مباراة الإياب». وتلقى سان جيرمان ضربة قوية بإصابة قائده وقلب دفاعه البرازيلي تياغو سيلفا، وحل بدلا منه مواطنه ديفيد لويز الذي كان يتعافى من إصابة. واعتبر مدرب سان جيرمان أن إصابة سيلفا كانت نقطة التحول في المباراة بقوله: «بدأت الأمور تسوء بعد خروج تياغو سيلفا، لأننا أشركنا لاعبا بديلا له ليس في كامل لياقته البدنية». وأوضح: «من أجل أن تحقق نتيجة إيجابية ضد فريق بمستوى برشلونة، يتعين عليك أن يكون كامل فريقك في أتم جهوزيته، وهذا الأمر لم يكن متاحا أمام برشلونة». وتابع: «خيبة الأمل كبيرة، فلاعبو فريقي بذلوا جهودا كبيرة، أملي أن نقدم وجها مختلفا في مباراة الإياب».