اطلعت على إحصائية أكثر الكتب مبيعا في معرض الرياض الدولي للكتاب. كتب تتحدث في التاريخ والقصة والسيرة الذاتية. استمرت كتب الراحل الدكتور غازي القصيبي في كسب المزيد من القراء، خصوصا كتابه "حياة في الإدارة" الذي يمكن أن يصبح مقررا يدرسه طلبة الإدارة، بشروحات يضيفها أساتذة الإدارة لربط الكتاب مع القواعد التي يدرسها طلبة التخصص. لكن قصص الحب وتأوهات العشاق وقصائد الغرام ما زالت تتربع على رأس تلك القائمة. تؤكد هذه الحالة ما يعانيه مجتمعنا من صعوبة التعامل مع المشاعر بشكل عفوي. كل شيء يتعلق بالقلب والحب هو من قبيل المحظورات خصوصا في المجتمعات التي تتأثر بالبيئة الصحراوية. الخروج على هذه القاعدة يتسبب في كثير من الأذى للجميع، لعل السبب الأهم هو أن الأسرة ممثلة في ربيها "الأب والأم " لا يمارسان التعبير عن حبهما بالألفاظ الجميلة أو القبلات الوردية لأن ذلك من العيب الذي نحاول أن نحمي منه أبناءنا وبناتنا. الربط الفاسد بين التعبير عن الحب والممارسة الجنسية هو ما يجعل كثير من شبابنا وبناتنا يغامرون في تأكيد ذلك الربط ويتحولون إلى وحوش وهم يحاولون التعبير عن مشاعرهم. لعل الشواهد الأكثر هي فيما نراه عند السفر للخارج من افتتان بالعلاقات المحرمة، ذلك أن الحلال والحرام يختلطان في ذهن المراهق، فيصبح التمرد عليهما هدفا، ويتحول كل سلوك طبيعي يراه المسافر داعيا لعلاقة غير مشروعة. رغم الانفتاح الأسري وتحسن العلاقة في المنزل، لا نزال في حاجة لتحصين الأبناء والبنات بالمفاهيم الأخلاقية السليمة، والتي تتماشى مع قيم ديننا، لكننا في الوقت نفسه لا بد أن نعبر عن حبنا لهؤلاء الفتية والفتيات باحتوائهم ودعم شعورهم بأنهم محبوبون من آبائهم وأمهاتهم. القرب من الأبناء والبنات ومشاركتهم النشاطات مهما بدت طفولية بالنسبة للآباء والأمهات يسمح لنا بسماع نبضهم والتعامل مع رغباتهم، والتعرف على مخاوفهم، وحمايتهم من التهديدات التي تتربص بهم عندما يخرجون من المنزل أو يسافرون خارج البلاد، لأنهم سيفعلون رضينا أم أبينا. لا أقول هذا في محاولة للتأثير في مبيعات شعراء الغرام وقصاصي الحب والهيام، وإنما لألغي من قاموس السعودي كلمة "فاقد حنان".