< أوصت العاملة الإندونيـسية كارتي قبل تنفيذ حكم القصاص فيها قتــلاً في محافظة ينبع أمس، جراء قتلها الطفلة السعودية تالا الشهري وهي نائمة على سريرها، بإرسال مبلغ مالي لا يتخطى 2800 ريال لأسرتها في إندونيسيا، مطــالبة الكبار برعاية أطفالها الصغار، وأن يعمــلوا بالصــدقة نيابة عنها، إضــافة إلى منح منزلها في البــلاد لأبنــائها، وكتبت كارتي الوصــية بحضــور قاضي من محكمة ينبع الــعامة، ومترجمين معتمدين من الجهات المعنية. ونفذ حكم القصاص في العاملة كارتي، التي ارتكبت جريمة قتل تمثلت بنحر طفلة تبلغ من العمر أربعة أعوام في أواخر أيلول (سبتمبر) 2012، وذلك بعد أن أحضرت إلى السجن العام في المدينة المنورة صباح أمس، بطلقة رصاص في الرأس. وجرت محاولات متعددة للحصول على تنازل من والد الطفلة ووالدتها، والعفو عن الخادمة، إلا أن جلها قوبلت بالرفض القاطع، ليتم تنفيذ الحكم الشرعي. وكان والد الطفلة تالا الشهري سبق أن أوضح لـ«الحياة» أول من أمس، أنه أبلغ بموعد القصاص من العاملة الإندونيسية «كارتي»، مشيراً إلى أن الجهات الرسمية أبلغته بإمكان حضوره وزوجته عملية تنفيذ الحكم، لا فتاً إلى أنه توجه إلى سجن ينبع العام وسلم مبلغاً مالياً للأمانات، يصل إلى 2800 ريال، وهو مبلغ يعود للقاتلة حين كانت تعمل في منزله. ويعد تنفيذ القصاص في الخادمة كارتي بالرصاص ، غلقاً لملف إحدى أشرس قضايا قتل الأطفال في السعودية على أيدي الخادمات، التي نالت انتشاراً واسعاً، متسببة في قلق وخوف كثير من الأسر السعودية. وحمل صك الحكم (تحتفظ «الحياة» بنسخة منه) تفاصيل مروعة نشرتها الصحيفة بتاريخ 27 آب (أغسطس) 2014 ذكرت فيها الخادمة «كارتي»: «بعد يومين من بداية الأسبوع حاولت قتل الطفلة تالا الشهري إلا أني لم أستطع لخوفي من الشرطة، وفي صباح يوم الأربعاء 10ـ11-1433هـ وفي تمام الساعة السابعة صباحاً وعند عدم وجود أحد من أفراد أسرة كفيلي قمت بإغلاق الأبواب وذهبت إلى المطبخ الرئيس في الدور الأرضي وأخذت سكيناً متوسطة الحجم تستخدم للذبح». وأكملت القاتلة كارتي اعترافها بقولها: «في حدود الثامنة صباحاً وأثناء حملي السكين ذهبت إلى غرفة نوم زوجة كفيلي بالدور العلوي، إذ كانت ابنتهم تالا نائمة على جنبها الأيمن على سرير والدتها وبدأت نحرها بالسكين واستغرق مني الأمر دقيقة أو دقيقتين ثم قمت بوضع الســكين بجانبها وذهبت إلى غرفتي وقمت بتغيير ملابسي». وأشارت القاتلة «كارتي» في صك الحكم إلى أنها قامت بتغيير ثوبها الأحمر الملطخ بالدماء الذي كانت تلبسه وقت نحر الطفلة، بدم بارد لتلبس جاكيتاً أزرق وقميصاً أبيض وبنطلوناً أخضر، إلى أن قررت تناول مادة الكلوركس بحجم قارورة ماء صغيرة، ثم توجهت إلى صالة المنزل وبدأت تتلوى من ألم الكلوركس حتى ساعة القبض عليها، مرجعة سبب القتل إلى سوء معاملة الأسرة. كما أشار صك الحكم إلى أن التقرير الطبي للقاتلة «كارتي» الصادر من مستشفى ينبع بتاريخ 10-11-1433هـ، حين وقوع الجريمة، أكد وجود تقرحات بالفم مع تورم بسيط في الوجه وصعوبة في الكلام والبلع ولا توجد آثار كسور أو رضوض واضحة وحالها مستقرة، وشخصت بأنها محاولة انتحار بتناول مادة الكلوركس وأنها في حال إدراك ووعي كاملين، كما أن علاماتها الحيوية ثابتة ومستقرة. يذكر أن تفاصيل القضية تعود إلى أن العاملة الإندونيسية «كارتي» أقدمت على نحر الطفلة، لتتلقى والدة الطفلة الصدمة عند عودتها من عملها من المدرسة، إذ وجدت طفلتها الصغيرة غارقة في دمائها بعد أن نحرتها العاملة الإندونيسية بـ«ساطور»، فيما تعرض والد الطفلة لحادثة مرورية أثناء تلقيه الخبر، وراح ضحية الحادثة سائق المركبة الأخرى وطفلته فرح.