يستمرّ الشغور الرئاسي في لبنان للشهر العاشر على التوالي وسط تصلّب مستمر من قبل القوى السياسيّة كلّ على موقفه. وفي حين كثرت في الآونة الأخيرة التحركات الداخلية سواء بين بكركي والعونيين عبر زيارة قام بها النائب إبراهيم كنعان للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، وهي لم تسفر عن نتيجة ملموسة ولم تؤد إلى تقارب بين الراعي والعماد ميشال عون الذي تتهمه بكركي بعرقلة الاستحقاق الرئاسي بسبب تشبثه بالترشح لرئاسة الجمهورية. وقالت مصادر مقربة من بكركي ل"الرياض" بأنّ "عرلقة بعض النواب المسيحيين لاكتمال النصاب في المجلس النيابي أمر غير مقبول، وهو سابقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية اللبنانية قد تمهد الطريق لعرقلة طوائف أخرى لهذا الاستحقاق". في الوقت عينه، زار وفد من الرابطة المارونية برئاسة رئيس الرابطة سمير أبي اللمع المسؤول عن الملف اللبناني في وزارة الخارجية في الفاتيكان المونسينيور البيرتو اورتيكا، وتم التداول في الوضع اللبناني. وأعلن المكتب الإعلامي للرابطة بأن "الوفد سلم المونسينيور اورتيكا وثيقة للبابا فرنسيس تضمنت رؤية ونظرة الرابطة المارونية للأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في لبنان باعتبار ان قداسة البابا والفاتيكان هما المرجع الأخير كدولة حامية ليس للمسيحيين والموارنة في لبنان والشرق فحسب بل لجميع المكونات اللبنانية". كذلك التقى الوفد رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، الذي أطلع الوفد على الاتصالات التي يقوم بها بابا روما للحفاظ على العيش المشترك بين مسيحيي لبنان ومسلميه، ومشددا على ضرورة إرساء السلام في الشرق الأوسط، وحث المسؤولين اللبنانيين على إجراء الاستحقاق الرئاسي. وعلمت "الرياض" من مصدر دبلوماسي واكب زيارة الوفد المسيحي إلى روما إلى أنّ مسئولي الفاتيكان شددوا على أهمية العيش المشترك وسألوا عن قانون الانتخاب العتيد للبرلمان، لكنّهم لم يحصلوا على أية حلول ممكنة لإتمام الاستحقاق الرئاسي اللبناني". ولفت المصدر الدبلوماسي إلى أنّ " أيا من الدول الأوروبية لن تتدخّل بشكل عميق لإتمام الاستحقاق اللبناني الذي على اللبنانيين أنفسهم أن يجدوا مخرجا له، وأن يعمدوا إلى انتخاب رئيس بأقصى سرعة ممكنة لأنّ الوضع بات يؤثر سلبا على سمعة لبنان في المجتمع الدولي". ولفت المصدر الدبلوماسي الأوروبي إلى أنّ "الجهود الفرنسية باءت بالفشل من خلال الجولات المكوكية التي قام بها مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرانسوا جيرو، وكذلك المساعي الحميدة لأكثر من دولة أوروبية وفي طليعتها الفاتيكان من هنا ثمة قرار بعدم تدخل الأوروبيين بهذا الاستحقاق الداخلي".