كشفت دراسةٍ أميركيَّة صادرة حديثاً من جامعة «أوهايو»، أن مسكِّن الآلام وخافض الحرارة الشهير الـ«باراسيتامول» الذي يعتمد عليه البشر منذ 70 عاماً، يتسبب بتبلد المشاعر ويقلّل من البهجة والحزن على حدٍّ سواء، ويجعل الشخص الذي يستخدمه أقلَّ تفاعلاً مع الأحداث المؤثرة من حوله، من دون أن يعي مستخدموه ذلك طوال هذه السنوات. والـ«باراسيتامول» أو ما يُعرف بالـ«أسيتامينوفين» طبياً، هو واحدٌ من أكثر الأدوية استخداماً بين الناس، ويُستخدم بشكل رئيس لعلاج الحمَّى والصداع وتسكين الآلام الخفيفة، كما أنَّه يدخل في تركيب أدوية الإنفلونزا، ونظراً لشيوع استخدامه فإنَّه يعدُّ السبب الأكثر شيوعاً للتسمم الكبدي بسبب الجرعات المفرطة منه. ووفقاً لـ«العربية نت»، فقد شملت الدِّراسة 82 شخصاً، عرض على كلٍّ منهم مجموعة من الصور المؤثرة والمنتقاة بعناية لهذا الغرض، يصوِّر بعضها مثلاً أطفالاً يعانون من سوء التغذية أثناء المجاعات، وبعضها الآخر أطفالاً مبتهجين يلعبون مع القطط، ووجدوا بالمحصِّلة أنَّ الأشخاص الذين تناولوا «الباراسيتامول» قبل التجربة كانوا أقلَّ استجابة وتأثّراً بهذه الصور. ويختلف الـ«باراسيتامول» عن مسكنات الألم الأخرى كالـ«إيبي بروفن» و«الأسبرين» في أنَّ أغلب أنواع المسكنات تحوي خصائص مضادة للالتهاب ولهذا تسمى طبياً مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية وبالتالي فإنَّها تتسبب بأعراضٍ جانبيَّة بعضها جدِّي كالقرحات المعويَّة والتهابات المعدة، أما الـ«باراسيتامول» فهو المسكن الوحيد الذي لا يمتلك هذه الخصائص، وقلما يتسبب بأعراضٍ جانبيَّة إلا في حالات الجرعات الزائدة.